نيومكسيكو ـ سمير الفيشاوي
قال المدعي العام المكسيكي أن ملكة جمال المكسيكك الشابة ماريا سوزانا فلوريس غاميز التي لقت مصرعها خلال تبادل لإطلاق النيران، بين قوات الأمن المكسيكية ومهربي المخدرات، ربما قامت باستخدام بندقية خلال الصدام المسلح، الذي وقع في ولاية سينالوا على الساحل الباسفيكي، أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وكانت السلطات المكسيكية قد رجحت أن تكون فلوريس غاميز قد استخدمت كدرع بشري، وأنه قد عثر على بندقية آلية إلى جوار جثتها السبت 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وقال المدعي العام الفيدرالي إنريك فيديغرينو الثلاثاء أن الاختبارات والتحاليل التي أجريت تشير إلى وجود بقايا بارود في يديها، وأكد كذلك على أن السلطات لازالت تجري تحقيقاتها، لمعرفة ما إذا كانت قد أطلقت نيرانها على الجنود. وتقول مصادر مكتب المدعي العام أن فلوريس التي قد حصلت على لقب ملكة جمال سينالوا في شباط/فبراير عام 2012، كانت قد خرجت في البداية من السيارة، وهي تحمل سلاحًا في يديها، ومن ورائها عدد من الرجال المسلحين. وجاء في تقرير عسكري بشأن عملية تبادل إطلاق النيران، أن ملكة الجمال نزلت وسط وابل من تراشق النيران، وأنه قد عثر عليها مقتولة بالقرب من بندقية آلية، وإلى جوارها جثتين لاثنين آخرين. يذكر أن هذه الواقعة هي الرابعة التي تتورط فيها إحدى ملكات الجمال، أو متسابقة من متسابقات الجمال، مع مهربي المخدرات في المكسيك، حيث تم تجسيد ذلك في الفيلم المكسيكي الذي يحمل اسم "ميس بالا"، الذي انتج عام 2011، والذي كان مرشحًا لنيل جائزة الأوسكار لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية. ويحكي الفيلم قصة امرأة شابة كانت تنافس من أجل الحصول على لقب ملكة جمال شبه جزيرة باجا كاليفورينا المكسيكية، التي وجدت نفسها دون إرادتها في حلقة من تجار المخدرات، وينتهي الفيلم بإلقاء القبض عليها بتهمة التورط في جرائم، ارغمت قسرًا على ارتكابها. أما عن الواقع، فإن زعيم تجارة المخدرات اللورد جواكين الشابو غوزمان فقد تزوج من إيما كورونيل، وهي ملكة جمال محلية، والتي سافرت فيما بعد إلى الولايات المتحدة، لتلد هناك بنتين توأم عام 2011. وفي عام 2008، تم سحب لقب ملكة جمال هيسبانوأميركان من ملكة جمال سينالوا لورا زونيغا، بعد اعتقالها في العام نفسه للاشتباه في تورطها في جرائم تهريب مخدرات وأسلحة. ولكنها سرعان ما أفرج عنها دون اتهامات. وفي عام 2011 تم اعتقال عارضة الأزياء الكولومبية السابقة مع جوزيه جورج بلاديراس بتهمة تهريب المخدرات، ولكن السلطات أفرجت عنها فيما بعد دون توجيه أي اتهامات إليها. وتقول جوديث ديل رينكون وهي من المدافعات عن حقوق المرأة كما كانت عضوة سابقة في برلمان سينالوا "أن هناك العديد من النساء الشابات اللاتي ينجذبن نحو الثراء الزائف لعصابات المخدرات كما إنهن يلعبن دورًا في حياة الترف التي يعيشيها الأثرياء بأقل مجهود". وتقول أيضًا "إن هناك العديد من ملكات الجمال اللاتي ينهين حياتهن كعاشقات لبعض تجار المخدرات". كما تقول ديل رينكون أن "تورط الجميلات مع لوردات المخدرات يعود إلى أيام عصابة أريلانو فيليكس لتجارة المخدرات، التي كان تتخذ من تيغوانا مقرًا لها خلال التسعينات". يذكر أن المعركة كانت قد بدأت عندما قام رجال مسلحون بإطلاق النيران على دورية للجيش المكسيكي، وقد قام الجنود بمطاردة العصابة ومحاصرتها في مأوى لها في مدينة موكوريتو، حيث فر بعض أفراد العصابة أثناء المعركة التي استمرت بالقرب من الطريق العام، وقد قامت السلطات بمصادرة 6عربات للعصابة وكميات من المخدرات والأسلحة في أعقاب المواجهة، كما قامت السلطات المكسيكية بتسليم جثة فلوريس غاميز إلى عائلتها لاستكمال مراسم دفنها.