لندن ـ كاتيا حداد
وجَّهت عائلات الفتيات البريطانيات اللاتي سافرن إلى تركيا للتوجه إلى سورية والانضمام إلى تنظيم "داعش"، نداءات تطالبهن فيها بالعودة إلى أرض الوطن وتحذرهن من الأوضاع الخطيرة التي تشهدها سورية خلال الحرب الدائرة.
وجاءت الرسائل عقب توجه 3 فتيات إلى تركيا، في الوقت الذي كشفت فيه "كاميرات الأمن"، في مطار "جاتويك" صورهن خلال الرحلة المتجهة إلى اسطنبول الثلاثاء، ما أثار قلق عائلاتهن.
وخاطب أقارب شاميما بيجوم الطالبة التي تبلغ من العمر 15 عامًا "نحن نفتقدك بشكل رهيب، ونشعر بالقلق للغاية"، كما وجهت أسرة الطالبة كاديزا سلطانة 16 عامًا نداء لها جاء فيه "لم
نشعر بالغضب منك، من فضلك، إذا سمعت هذه الرسالة، اتصالي بنا وعلينا أن نعرف أنك آمنة.
أنت تنتمين إلى الوطن معنا. سورية مكان خطير ونحن لا نريدك أن تذهبي إلى هناك. يجب الاتصال بالشرطة، فهي ستساعدك على العودة إلى المنزل. نحن نفهم مشاعرك القوية ونريد أن نساعد أولئك الذين تعتقدين أنهم يعانون في سورية. يمكنك المساعدة من المنزل، لا يجب عليك وضع نفسك في خطر".
وناشد أقارب الفتاة أميرة عباس ابنتهم العودة إلى المنزل، وتحاول الشرطة تتبع الفتيات.
وأكّد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، أن الحادث يثير القلق بشكل عميق، متعهدًا بأن تبذل السلطات ما في وسعها لإعادتهن مرة أخرى، مشددًا على ضرورة الاعتراف بأهمية مكافحة التطرف.
وبيّنت التحريات أنَ شاميما كانت قبل يومين فقط من اختفائها، على اتصال مع عضوة بريطانية في "داعش" والتي نصحت الفتيات بالإنضمام إلى التنظيم المتشدد, وقامت شاميما بالكتابة على حساب "تويتر", يبدو أنه ينتمي لها, لحساب آخر له علاقة بعضوة التنظيم المتطرف بإسم "أم ليث" والتي عرفت سابقًا بـ"أقصى محمود". وصرحت الشرطة أن شميما ربما سافرت تحت اسم عكلمة بيغوم، ولم يتم الإفصاح عن اسم الفتاة الثالثة بناء على طلب عائلتها.
وانهارالمتحدث باسم مسجد شرق لندن، سلمان الفارسي، في البكاء بعد أن تحدث هاتفيًا مع شقيقة واحدة من الفتيات, وأكد فارسي, أن "الفتاة كانت متعثرة للغاية, وأتت إلينا من أجل المساعدة في التفكير، ومن الواضح أن الفتيات الصغيرات اجتمعن وناقشن التخطيط لرحلتهن, وأن الأسرة تحاول فقط مساعدة الشرطة في تحقيقاتها، وكذلك نحن".
وأضاف فارسي "أنا لا أعرف ما قيل لهم ولكن ذهابهن إلى سورية، وهي منطقة حرب، له تداعيات خطيرة، نحن نريد فقط أن نرى عودتهن, أعتقد أن الفتيات بفي اجة لمعرفة أنهن لم يفعلن شيئًا خاطئًا, فقد تم التلاعب بهن".
وصرَّح متحدث باسم مجلس "تاور هاملتس"، أنَّ المجلس يدعم بشكل كامل نداءات الشرطة للحصول على معلومات من شأنها المساعدة في العثور على 3 طالبات من أكاديمية "بيثنال غرين" شرق لندن.
وتابع "نعمل بشكل وثيق مع مجموعات الشرطة والمدرسة والمجتمع لتحقيق هذه الغاية, وإذا كان الآباء لديهم مخاوف يرغبون في مناقشتها كنتيجة لهذه القضية، يرجى الاتصال بالشرطة، وخدمات الرعاية الاجتماعية للأطفال، والتحدث إلى الموظفين في مدرسة الأطفال".