زمالة الأزواج في العمل

تختلف الآراء حول زمالة الزوجين في مؤسسة واحدة، البعض يرفض الأمر بدعوى أنه يؤثر سلبًا على حياة الطرفين الأسرية ويعتبر الشرارة التي تشعل نار الغيرة والخلافات بينهما حيث تنتقل مشاكل العمل إلى البيت والعكس .

واعتبر أخصائي علم الاجتماع الدكتور درداح الشاعر، أنّ عمل الزوجين في مؤسسة واحدة يحمل جوانب إيجابية تتلخص بفرصة الطرفين في الخروج مع بعضهما البعض، وكذلك مساعدة الزوج لزوجته والعكس في إيجاد حلول مشتركة لما يصادفهما من مشاكل داخل العمل.

وقال الشاعر خلال حديثه لـ"فلسطين اليوم "،  إنّ للأمر إيجابيات بعضها كونه يعطي فرصة للطرفين للتعاون وتبادل الحديث بشأن مجريات العمل مما يبعث على الانسجام والاستقرار النفسي لكليهما ويزيد من السعادة الزوجية.

ولفت أنّ الأمر يحمل جوانب سلبية منها نشوب الغيرة في حال رؤية الزوج لزوجته مع موظف آخر، مما يخلق مشاكل بينهما تصدر إلى البيت، ومن ثم حدوث خلافات بينها في البيت تنقل إلى العمل.

وأكد أنّ الزمالة في العمل تتطلب استمرار الاحترام المتبادل بين الزوجين العاملين، مع ضرورة المحافظة على المشاعر بعدم إبداء أي تصرفات غير لائقة، سواء بالقول أو الفعل في أثناء التحاور داخل مكان العمل، مشيرًا لعدم إظهار الخلافات الزوجية أمام زملاء العمل؛ لأن ذلك يؤدي إلى تدخل بعض الزملاء بدافع الفضول، وتتفاقم الخلافات وتزداد المشاحنات.

ونصح الشاعر، الزوجين بضرورة التعامل مع بعضهما ومع زملائهما في العمل داخل المؤسسة الواحدة في حدود العلاقة الرسمية، وداخل إطار العمل فقط مع الاحترام المتبادل بينهما، لتجنب أي مشاكل تعترض حياتهما، والفصل بين الأدوار في الحياة العملية والأسرية والالتزام بها.

وشدد أنّ أهمية السيطرة على مشاعرهما, ومعالجة المشكلات الخاصة بالعمل داخل المؤسسة ولا ترحل للبيت، مشيرًا إلى أنه في حال كانت الزوجة أعلى منصبًا من زوجها، فعليها أنّ تتعامل في قمة المهنية والرسمية وتعامل الزوج في قمة الاحترام.

ولفت الشاعر إلى أنّ زمالة الزوجين في العمل يجب أنّ تكون دافعًا لاستمرار ديناميكية العلاقة الزوجية التي يسودها الحب لأن ذلك له تأثير إيجابي على مستوى الأداء في العمل وزيادة مستوى التفاهم والانسجام في البيت أيضًا.