شهد مُنتصف القرن الماضي بداية دخول المرأة معترك السياسة، كما غيرها في الكثير من المجالات في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا. ومنذ ذلك الوقت تمكنت نساء مثل الهندية أنديرا غاندي، البريطانية مارغريت تشاتشر، الباكستانية بانازير بوتو، الألمانية أنجيلا ميركل، الأرجنتينية كريستين كريجير، البرازيلية ديلما روسيفا، الدنماركية هيلي ثرونينج سجميديت، النرويجية إرينا سولبيرج، التشيلية ميشيل باشيليت، الكورية الجنوبية بارك جون، والتايلاندية ينجلوك شينافاترا، من أن يتربعن على قمة هرم السلطة في بلادهن، و يكتبن أسمائهن في التاريخ بأحرف من ذهب. فقد لعبت أنديره غاندي، مارغريت تاتشر، وبنازير بوتو، دوراً كبيراً في التحولات التي عاشتها بلادهن في العقود الماضية، ونشهد في الوقت الراهن نجاح زعيمات الأرجنتين والبرازيل وألمانيا، في قيادة بلادهن بحكمة وسداد وتحولن إلى أسماء لامعة في السياسة الدولية، حيث تولت رئيسة الأرجنتين كريستين كريتشير السلطة في البلاد للمرة الأولى عام 2007، خلفاً لزوجها نيستور كريتشير، ثم أعيد انتخابها عام 2011 بنسبة 54% من أصوات الناخبين، ولقبت في الأرجنتين بإفيتا الجديدة. ورشح الرئيس البرازيلي السابق، لولا دي سلفا المقاتلة السابقة ضد الديكتاتورية في البرازيل ديلما روسيفا لتولي منصب الرئاسة، وفازت في الانتخابات التي جرت عام 2011، وكانت روسيفا قضت ثلاث سنوات في السجن في الفترة بين 1964 و 1985، حين كانت البلاد محكومة من قبل زمرة عسكرية. ومازالت المستشارة أنجيلا ميركل، البالغة من العمر 59عاماً في منصبها منذ عام 2005، حيث تمكنت من تحقيق انتصارات في 3 انتخابات، كان آخرها في العام الماضي، لتحتل المركز الثالث في قائمة أكثر المستشارين بقاءاً في مناصبهم، في واحدة من أكبر الاقتصاديات في العالم. هذا ولم يغب عطر النساء عن السياسة وصناعة القرار في القارة السوداء، فالمالاوية جويسي باندا، والليبيرية إلين جونسون سيرليف، من النساء اللواتي تمكن من أن يفرضن نفسهن على الساحة السياسية في بلادهما، والوصول فيهما إلى سدة الحكم.