الطفلة ملك

ذاقت اليتم مبكرًا وولدت بمرض ليس لها ذنب فيه، حوّل طفولتها لجحيم طوال أربع أعوام، والقدر كان قاسيًا معها للنهاية وحرمها من الأب والأم فارتمت في أحضان جدتها بحثًا عن حنان مفقود، ولأن الجدة مسنة ولا تستطيع القيام بخدمة حفيدتها الصغيرة أوكلت أمرها لسيدة تعرفت عليها مؤخرًا لترعاها نظير مبلغ شهري، ولتخطو "ملك" الطفلة مع السيدة الجديدة في حياتها نحو محطة النهاية، إذ كان ينتظرها مصير بشع، حيث استغلتها السيدة وعشيقها البواب في أعمال التسول ولم يكتفيا بذلك بل تناوبا تعذيبها بسبب تبولها اللا إرادي حتى خار جسد الطفلة النحيل ولفظت أنفاسها الأخيرة تحت وطأة التعذيب اليومي ، لينتهي بها الحال جثة تحمل بصمات القهر، ملفوفة ببطانية على قارعة الطريق دائرة قسم اللبان في الإسكندرية نصف عارية .

تلقى اللواء عادل تونسي ، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من قسم شرطة اللبان، يفيد بالعثور على جثة طفلة "مجهولة" تبلغ من العمر أربعة أعوام أمام العقار رقم 43 شارع حمام الورشة ، عارية الجسد من أسفل ملفوفه ببطانية بمناظرتها تبين إصابتها بسحجات وكدمات في مختلف أنحاء الجسم.

 

وبناءً على توجيهات وزير الداخلية بكشف غموض الحادث وضبط الجناة تم تكليف إدارة البحث الجنائي بكشف ملابسات وظروف الواقعة تم وضع خطة بحث بمعرفة اللواء شريف عبد الحميد، مدير إدارة البحث الجنائي، بالتنسيق مع فرع الأمن العام في الإسكندرية.

 

أوكل تنفيذ تلك الخطة لفريق بحث برئاسة العميد رئيس قسم المباحث الجنائية، وضباط وحدة مباحث قسم شرطة اللبان وجرائم النفس وتوصلت جهود البحث إلى أن الجثة للطفلة "ملك.ع.م"، 4 أعوام ، مقيمة طرف جدتها " ز.ق.ح"، 58 عام، بائعة، مقيمة دائرة قسم ثاني المنتزه.