عمان - العرب اليوم
كشفت جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن"، أنّ أكثر أنواع السرطانات انتشارًا بين الإناث هي سرطان الثدي (1040 حالة وبنسبة 36.5%) وسرطان القولون والمستقيم (268 حالة وبنسبة 9.4%) وسرطان الغدد الدرقية (175 حالة وبنسبة 6.1%) وسرطان الرحم (152 حالة وبنسبة 5.3%) وسرطان الليوكيميا (134 حالة وبنسبة 4.7%).
وكان سرطان القولون والمستقيم الأكثر انتشارًا بين الذكور (325 حالة وبنسبة 12.7%) تلاه سرطان الرئة (283 حالة وبنسبة 11%)، ثم سرطان المثانة (214 حالة وبنسبة 8.3%)، وسرطان البروستات (197 حالة وبنسبة 6.6%). بينما كانت أكثر أنواع السرطان انتشارًا بين الأطفال (15 عامًا فأقل) سرطان الدم وبنسبة 32.9%، وسرطان الدماغ والأعصاب (17.9%)، وسرطانات الليمفاوية (11.1%)، وسرطان العظم (7.9%)، وسرطان الكلى (7.5%). وبتوزيع الحالات على المحافظات، فإننا نجد محافظة العاصمة الأعلى من حيث انتشار المرض وبنسبة 61.9% من الحالات، فيما كانت محافظة الطفيلة الأقل بين المحافظات وبنسبة 0.7%.
ولم تتوقع فاطمة (اسم مستعار) والتي ذهبت لإجراء فحص دوري للثدي بعد مرور ثلاث سنوات عن آخر فحص، بأنها ستمر بتجربة تخشى معظم النساء من حدوثها، وهي الانتظار لمعرفة نتائج فحص عينة تم أخذها من ورم صغير تم رصده بعد إجراء صور الماموغرام.
وذكرت الطبيبة المشرفة على حالتها، أنّ النساء يشعرن بالخوف عند الطلب منهن إجراء المزيد من الفحوصات عند وجود شك خلال الفحص اليدوي، وفي الغالب لا يعدن ولا يراجعن تحت وطأة الخوف والرعب الذي ينتابهن. إلا أن فاطمة أظهرت صلابة وقوة لا مثيل لها، وشجاعة سلحتها تأكيدات بأن نسب الشفاء من سرطان الثدي مرتفعة جدًا في حال اكتشافه مبكرًا.
ولم ترغب فاطمة، إشاعة الخبر بين أولادها أو أقاربها خلال فترة انتظار نتائج الفحص التي استمرت 48 ساعة، وإنما اكتفت بمساندة ودعم زوجها وأمها وأختها، ومارست حياتها كالمعتاد، ونجحت في التغلب مرات كثيرة على الخوف والقلق، إلا أنها في ذات الوقت راودتها أفكار لإعادة ترتيب أولوياتها في ظل احتمال ظهور المرض الخبيث.
وينتظر الجميع النتائج، ابتداءً من الطبيبة المشرفة وطاقم العمل لديها، وانتهاءً بفاطمة ومن حولها ممن عرفوا بذلك، وأصبحت الثواني كساعات والساعات كأيام، إلى أن ارتسمت الفرحة على صوت الطبيبة وهي تخبر فاطمة عبر الهاتف قائلة "الحمدلله أمورك ممتازة ولا يوجد ما يثير الخوف...اطمأني ولكن عليك إجراء الفحص بشكل سنوي ليس بسبب ما مررت به ولكن كونك فوق الـ 40 عامًا".
وأدركت فاطمة حينها أن العناية بصحتها ليس من أجلها وحدها، وإنما من أجل عائلتها أيضًا، وأخبرت أولادها حين اطمأنت بأن الصحة الجيدة هي أغلى ما يملك الإنسان له ولمن حوله...ودعت جميع النساء وبمناسبة اليوم العالمي للسرطان إلى الفحص الدوري لسرطان الثدي، فأن تعرف المرأة مبكرًا أفضل بكثير من أن تعرف في وقت متأخر، وأن الخوف لن ينقذ حياتها بل الشجاعة في إجراء الفحص هي من تنقذها من هذا المرض الخبيث.
ويحتفل العالم في الرابع من شهر شباط / فبراير من كل عام باليوم العالمي للسرطان، وهو مبادرة من الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان الذي تأسس عام (1933) في جنيف، ويضم في عضويته المتنامية (765) منظمة من (155) دولة حول العالم ، وهو عضو مؤسس لتحالف (NCD) وهي شبكة عالمية للمجتمع المدني تضم حوالي (3000) منظمة من (170) دولة.
وتشير جمعية "تضامن" إلى أن شعار الاحتفال هذا العام تحت شعار "نحن نستطيع. أنا أستطيع"، ويأمل اليوم العالمي للسرطان 2016-2018 استكشاف سُبل جديدة للجميع (جماعة أو أفراد) للحد من العبء العالمي للسرطان.. ومن المتوقع أن يتواصل ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن السرطان على الصعيد العالمي ليصل إلى 13.1 مليون وفاة في عام 2030.
وأكّد تقرير السجل الوطني للسرطان حول "وبائية السرطان لعام 2013" – وهو آخر تقرير منشور- أن عدد الإصابات بمرض السرطان لعام 2013 بلغت 8744 حالة منها 5416 حالة بين الأردنيين والأردنيات و 3328 حالة لعرب وأجانب، وبلغت نسبة الأردنيات المصابات بالمرض 2852 امرأة شكلن ما نسبته 52.7% من مجموع الإصابات بين الأردنيين.