دمشق - العرب اليوم
يعد مرض سرطان الثدي عند النساء أحد أكثر أنواع الأمراض السرطانية المنتشرة في سورية، حيث يشكل 18 في المئة من أمراض الأورام، تليه أورام الرئة ومن ثم الجهاز الهضمي، ووفقًا النسب العالمية، فإنه من كل عشر نساء هناك سيدة عرضة للإصابة بالسرطان.
ووفقًا لما أوضح مكتب التخطيط والإحصاء في مشفى البيروني المتخصص بالأورام الخبيثة في دمشق، فإن عدد السيدات اللواتي يخضعن للعلاج هذا العام بلغن لغاية الشهر العاشر المنصرم 12550 سيدة مصابة بسرطان الثدي، وكشف الدكتور محمد القادري، معاون المدير العام للشؤون الطبية في المشفى، أن هذا الرقم يقتصر على "البيروني" فقط، وهناك حالات كثيرة في المستشفيات الخاصة وغيرها في باقي المحافظات.
بينما الدكتور المختص في التشخيص الشعاعي والتصوير الطبي في مستشفى المواساة، خالد الخطيب، أكد أنه "كل يوم تراجعنا من 15 - 20 مريضة، بمعدل سنوي يصل إلى 3000 حالة تصوير ماموغرافي وتصوير إيكو للكشف عن سرطان الثدي"، مضيفًا "عند الاشتباه نُجري خزعات ونرسل إحالات السرطان للجراحة، لكن نسبة الإحالات تتراجع ولاتتجاوز 2 - 3 في المئة".
استباق المرض
ويقول الدكتور ثائر ديب، اختصاصي جراحة أورام الثدي: "الكشف المبكر عن سرطان الثدي يؤدي إلى الشفاء التام من المرض وتلافي ما قد ينتج عنه من استئصال الثدي في بعض الحالات وآلام وأعراض تفتك بالجسم"، مضيفًا: "لدي الكثير من المريضات أجريتُ لهن عمليات منذ نحو 17 عامًا وحالتهن الآن ممتازة وتمّ شفاؤهن بشكل كامل، وكل فترة يقمن بفحوص دورية".
ويتابع ديب: "في حال راجعتنا المريضة في وقت مبكر يمكن إجراء جراحات محافظة على الثدي، وبذلك تتمكن من العيش حياة طبيعية، في حال توفّرت المعايير الطبية المناسبة في الحالة"، وجوابًا على سؤال عن إمكانية الوقاية من الإصابة من السرطان، يجيب: "لا يوجد شيء مثبت علميًا للوقاية من سرطان الثدي، ولكن توجد مؤشرات يجب على صاحبتها إجراء فحص مباشرة، وهي إصابة أحد أفراد العائلة "الأم أو الأخت" بالدرجة الأولى، و"الخالات، العمّات" في الدرجة الثانية، "بنات الخالات والعمّات" في الدرجة الثالثة، أو في حال كانت العادة الشهرية غير منتظمة، أو مكان العمل يفرض التعرّض للأشعة".
وأردف الدكتور ديب: "في هذه الحالات يكنّ هؤلاء معرضات للإصابة أكثر من غيرهن ويجّب عليهن إجراء فحوص بشكل مباشر، إجراء صورة ماموغرافي، تصوير إيكو، تحاليل بشكل دوري، لكي نتمكن من كشف المرض في أبكر وقت ممكن، لذلك نحن ننصح دائمًا بالفحص الذاتي بداية، والذي يمكن أن تقوم به السيدة وهي في منزلها ويتمثل بدهن صابون على الثدي وتحريك اليد بشكل دائري عليه وتحت الإبط، وفي حال تحسس وجود كتلة يجب مراجعة الطبيب فورًا".
وأوضح الدكتور ديب: "هناك شائعات كثيرة فيما يخصّ هذا المرض، مثل الحالة النفسية أو آثار الحرب والتدخين أو نوع الأكل وحبوب منع الحمل، البدانة.. هذه المعلومات كلها غير دقيقة ولا دليل علمياً تمّ إثباته في هذا المجال، فسرطان الثدي في مراحل متقدمة قد يعطي انتقالات أو انتشارات إلى الكبد، إلى الرئة، إلى العظام".
ويتحدث الدكتور الخطيب عن تقدمات المستشفيات السورية لدعم الحملة الوطنية ضد مرض سرطان الثدي، قائلًا: "قدّمت مستشفيات حوافز كثيرة للإقبال على الفحوص كما فعل مشفى المواساة بتقديم تصوير الإيكو والماموغرافي مجانًا، وحتى الخزعات، وفي الأيام العادية تكون كلفة التصوير 450 ليرة سورية وهو مبلغ رمزي جدًا في هذه الظروف"، مؤكدًا أن الفحص يتمّ بأجهزة متطوّرة وحديثة، من هذه الأجهزة جهاز ديجتال يستطيع اكتشاف الآفات الخبيثة بشكل مبكر وبدقة عالية.