نساء هاجرن

رحلة شاقة حُفّت بالمخاطر ومكائد الأعداء، هجر فيها النبي محمد زوجته وبنتيه بمكة المكرمة، متجهًا إلى مدينة يثرب، بصحبة خليله أبا بكر، الشاهد على أهوال الترحال، بهدف نشر الدعوة الإسلامية، بعيدًا عن بطش قومه تعذيبهم لمتبعي الديانة السماوية، والمحاربين للرسول بالمال والأنفس، لمنع تزايد متبعي بن عبدالله، فينصره الله بعزة الإسلام في بقاع الأرض، بعد رحلته إلى المدينة، ليقدس المسلمين ذلك اليوم الفاصلين، محيين ذكرى النبي غدَا، احتفالًا بمرور 1440 عامًا على الهجرة.

آل بيت النبي لم يبرح عن باله، مفضلًا مكوثهن في مكة، حتى تهيأت الأوضاع بالمدينة المنورة، وساد الاستقرار بين القبائل، ليأمر "خاتم الرُسل" الصحابيين محمد زيد بن حارثة وأبي رافع الأنصاري بالسفر مع زوجته الثانية سودة بنت زمعة، وابنتيه فاطمة الزهراء وأم كلثوم، وحاضنته ومربيته أم أيمن إلى المدينة، مسندًا مهمة "الدليل" لعبد الله بن أريقط، لإخبارهم بأقصر الطريق.

"هن" رصد أبرز المعلومات عن السيدات الأربعة، الآتي لحقن بالنبي، للم شمل العائلة، نعرضها خلال الفقرات التالية:-

سودة بنت زمعة

من أوائل من دخلن الإسلام، وتعرضت لـ"إيذاء شديد"من مشركين قريش، ما دفعها للهجرة إلى الحبشة مع زوجها المعروف باسم "سكران بن عمرو"، الذي أخبرها قبل وفاته، بأنها ستتزوج الرسول لاحقا، بعد ما حلم برؤيتان، أولهما أن النبي أقبل يمشي حتى وطئ على عنقها، والآخر أن البدر سقط عليها، لتتحقق نبوئته بزواجها من الرسول، رغم كونها عجوز تخطت الخمسين عامًا، بعد أن طلبت "خولة" صديقة خديجة بنت خويلد من النبي الارتباط بالأرملة العجوز، وبعدها بسنوات من الزواج، لحقت به في المدينة المنورة، ليطلق عليها "صاحبة الهجرتين".

فاطمة الزهراء 

ابنه رسول الله من زوجته الأولى السيدة خديجة بنت خويلد، سُميت بـ"فاطمة" لأن الله فطمها من النار، وفقًا لرواية أبي هريرة، وتزوجت من علي بن أبي طالب، وأنجبت منه الحسن والحسين، وقال رسول الله: "خير نساء العالمين: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون"، واستحوذت على منزلة عالية بقلب والدها.

أخبر الرسول ابنته باقتراب موعد وفاته، فبكت حزنًا عليه، ليبشرها بأنها أول مَن يتبعه من أهله، راسمة الابتسامة على وجهها.

أم كلثوم

شقيقة فاطمة الزهراء وزينب ورقية، وُلدت في مكة قبل بعثة النبي بعدة سنوات، وتزوجها ابن عم أبيها عتيبة بن أبي لهب، ليجبره والده على طلاقها بعد سورة المسد، وبعدها تزوجها عثمان بن عفان سنة 3 هجريا، بعد وفاة زوجته رقية بنت محمد، وتوفت في حياة والدتها.

أم أيمن

حاضنة النبي ومربيته، ظلت في رحابه وصحبته طوال حياته، رغم أنه اعتقها عند زواجه من خديجة، وقال عنها النبي: "أم أيمن، أمي بعد أمي".