الرياض - وكالات
لا أرى شيئا أقسى على قلب المرأة من حرمانها من الأمومة، لأن الأمومة شعور يخلق معها منذ ولادتها، ولا يستحدث بعد الزواج أو البلوغ. لذلك تجد أن أفضل لعبة للفتاة في صغرها هي الدمية الصغيرة التي على شكل طفل. العنوسة داء منتشر في الدول الإسلامية والدول المحافظة فقط، أما في أوروبا وشبيهاتها من الدول المتحررة، فإنهم ينظرون للزواج كنوع من مصادرة للحرية الشخصية، لذلك فهم قليلو الزواج، ولكنهم يمارسون حياتهم وحاجاتهم العاطفية بعيدا عن أي رباط وتوثيق رسمي. حتى الأمومة عندهم يمكن ممارستها من غير زواج، فالصديـــــق البوي فرند كفيل بتحقيق ذلك لها وله إن أرادا. وبالطبع نحن كمجتمعات شرقية وإسلامية محافظة نرفض مثل هذه الفوضى في العلاقات بين الرجال والنساء. ولكننا للأسف بدل أن نجعل الزواج حلا جعلناه مشكلة، ومشكلة كبيرة، فالحياة المدنية المعاصرة الآن جعلت الزواج مكلفا لدرجة الإفلاس، هذا في الزواج الأول، ناهيك عن الزواج الثاني والثالث مثلا. من أجل ذلك ظلت الكثير من فتياتنا من غير زواج، وانتشر داء العنوسة. كل الحلول التي تبحث في شأن العنوسة، والعلاج لها، تكون في إطار فردي واجتهادات شخصية، ولكنها لا ترتقي لعمل احترافي مدروس من الدولة. لأننا كرجال لا نشعر بما تشعر به المرأة، لذلك نحن غير مقدرين لحجم المشكلة أو قساوتها على قلب المرأة. هذه دعوة مني أن يكون هناك مشروع وطني، تتبناه الدول لدراسة هذه المشكلة، وبحثها، وإيجاد الحلول لها. وأنا أجزم لو أن الدول تبنت المشكلة بشكل رسمي لحلتها بكل بساطة. فقطر أصبح لها الريادة والسبق في كثير من الأمور، فأتمنى أن تكون هي السباقة في حل مشكلة العنوسة أيضا. بمناسبة الكلام عن الأمومة.