ظاهرة التحرش في مصر

في اول محاكمة من نوعها، احال النائب العام المصري السبت 13 متهما الى محكمة الجنايات بعد اعتداءات جنسية جماعية على فتيات وسيدات في ميدان التحرير كان لها وقع الصدمة في البلاد.
وكان النائب العام امر باجراء تحقيقات عاجلة بعد عاصفة الغضب التي اثارها شريط فيديو نشر على شبكات التواصل الاجتماعي الاسبوع الماضي يظهر سيدة عارية تماما وسط مجموعة من الرجال يعتدون عليها جنسيا بعد ان جردوها تماما من ملابسها.
وقالت النيابة العامة في بيان ان المتهمين ال 13 ارتكبوا اعتداءات على 10 فتيات وسيدات في حزيران/يونيو الجاري وفي كانون الثاني/يناير 2013.
واكد البيان ان النيابة "اسندت للمتهمين ارتكاب جرائم الخطف وهتك العرض بالقوة والتعذيب والسرقة بالاكراه والشروع في القتل والاغتصاب وهي جرائم تصل عقوباتها الى السجن المؤبد".
واضاف البيان ان التحقيقات التي تم خلالها الاستماع الى 52 شاهدا اضافة الى مسؤولين امنيين واخرين من هيئة الطب الشرعي كشفت انه في الثالث من الشهر الجاري واثناء الاحتفالات في ميدان التحرير باعلان فوز السيسي "اندس الجناة بين المواطنين للبحث عن فريسة بالميدان".
وتابع "فى الساعة 11 مساء وقع اختيارهم على سيدة وابنتها كانتا تسيران بجوار الجزيرة الوسطى في الميدان فاتجهوا صوبهما وقسموا أنفسهم فريقين اختطف أحدهما السيدة البالغة من العمر 42 عاما وتوجهوا بها ناحية مسجد عمر مكرم".
واوضح ان الجناة "هجموا عليها وشلوا حركتها وطرحوها أرضا ونزعوا عنها كل ملابسها بشراسة ثم ابرحوها ضربا وركلا ولما حاولت الفرار اصطدمت باناء به ماء ساخن خاص بأحد الباعة الجائلين فاصيبت بحروق شديدة ورغم ذلك صنع الجناة حلقة حولها ثم بداوا في هتك عرضها".
واضاف البيان ان المتهمين "بداوا بالامساك بموقع عفتها في خسة ودناءة حتى اصابوها بقطع فيه بلغ 5 سنتيمترات ثم سرقوا متعلقاتها ثم بدأ الفريق الاخر في مهاجمة ابنتها بنفس الطريقة قبل ان تتمكن الشرطة بمساعدة مواطنين من انقاذهما".
ويرجح ان هذه الواقعة هي التي صورت في شريط الفيديو الذي نشره ناشطون على الانترنت ويظهر تعرض امرأة لاعتداء جنسي من قبل رجال تحلقوا حولها اثناء الاحتفالات بفوز السيسي في الانتخابات الرئاسية.
وتظهر الصور التي التقطت بهاتف نقال في ميدان التحرير السيدة عارية وجسمها مغطى بالكدمات والدماء ويحيط بها شرطيون يحاولون بصعوبة نقلها الى سيارة اسعاف بينما يحيط بهم العديد من الرجال.
واكد بيان النيابة انه في ليلة الثامن من حزيران/يونيو "تمكن الجناة من اصطياد ست فتيات ونساء تراوح اعمارهن بين 17 عاما و 42 عاما وهتكوا عرضهن بالقوة وضربوهن بقسوة وسرقوهن بالاكراه حتى تمكنت الشرطة بمساعدة بعض المواطنين من انقاذهن".
وبحسب ناشطين فان تسعة اعتداءات جنسية على الاقل وقعت خلال تظاهرات الاحتفال بفوز السيسي في الانتخابات الرئاسية.
وقالت النيابة العامة ان من بين المحالين للمحاكمة متهمان قاما بالاعتداء على فتاة في ميدان التحرير في 25 كانون الثاني/يناير 2013 اثناء الاحتفالات بالذكري الثالثة للثورة التي اطاحت الرئيس الاسبق حسني مبارك.
واوضح البيان انه اضافة الى ال13 الذين تمت احالتهم للمحاكمة، امر النائب العام بحبس متهمين قاما بالاعتداء على فتيات في حي مصر الجديدة (شرق القاهرة) في 11 حزيران/يونيو الجاري.
وزار السيسي الاربعاء في المستشفى المرأة التي ظهرت في الشريط الذي عرض على اليوتيوب والتي طلبت منه العمل على حذف الشريط من الموقع. وبالفعل طلب السيسي من موقع يوتيوب حذف هذا الشريط، الا انه حتى مساء الجمعة كان لا يزال متاحا على الموقع.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان إنه "بناء على تعليمات الرئيس السيسي، فقد قامت السفارة المصرية في واشنطن وعدد من الجهات المصرية بمطالبة إدارة الموقع الالكتروني يوتيوب برفع مقطع الفيديو"، مؤكدة ان "هذه الجهود تأتي استجابة لرغبة الضحية، التي عبرت عن ذلك أثناء زيارة الرئيس لها" الأربعاء.
واعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية ايهاب بدوي السبت ان موقع يوتيوب استجاب لمطلب السلطات المصرية و"تم حذف كافة المشاهد التي يمكن من خلالها التعرف على الضحية".
وفي هذا السياق، قالت النيابة في بيانها انها اصدرت امرا بتوقيف الشخص الذي صور ونشر الفيديو على يوتيوب لاتهامه ببث "مشاهد مخلة بالحياء العام".
وبحسب دراسة للامم المتحدة صدرت العام الماضي، فان 99% من المصريات تعرضن لشكل من اشكال التحرش. وتقول النساء في مصر انهن يتعرضن للتحرش بغض النظر عن ملابسهن، وسواء كن محجبات او غير محجبات.
وتزايدت ظاهرة التحرش الجنسي في مصر منذ ثورة 2011 التي اسقطت مبارك مع وقوع عدة حوادث تحرش جماعي في القاهرة خلال السنوات الثلاث الاخيرة.
تأتي هذه الاعتداءات بعيد اصدار الرئيس المصري السابق عدلي منصور قانونا يعد الاول من نوعه لمعاقبة التحرش الجنسي ويفرض غرامات كبيرة وعقوبات بالسجن بحق مرتكبي الاعتداءات الجنسية.
ومساء السبت تظاهرت مئات السيدات في وسط القاهرة مرددين هتافات تطالب ب"اعدام" المتحرشين.
والقت الشرطة القبض على شخصين احدهما سائق تاكسي لتحرشهما لفظيا بالمشاركات، وفق مسؤول امني.