يترافق الحمل عند بعض السيدات مع مشاكل صحية بعضها بسيط ومنها ما قد يشكل خطرا يهدد حياة الأم وجنينها الأمر الذي يوجب على الحامل والمحيطين بها الإلمام بالأعراض التي تصاحب الحمل وطرق تجنبها أو التخفيف منها للحد من القلق أو الخوف غير المبررين من جهة وللحفاظ على سلامة الأم وجنينها من جهة أخرى. ومن هذه الأعراض تذكر الدكتورة وفاء حاتم سلمان اختصاصية توليد وأمراض نسائية لوكالة سانا أن الغثيان الصباحي الذي يعد أمرا شائعا يمكن تلافيه بتناول عدة وجبات صغيرة يفضل أن تتكون من أطعمة جافة وغنية بالبروتين وتجنب الدسمة كليا مشيرة إلى أن تناول قطعة من البسكويت أو الخبز المحمص قبل النهوض من الفراش صباحا يقلل من الغثيان الصباحي بشكل كبير. تشير الاختصاصية إلى أن تورم القدمين يعد أيضا من الأعراض البسيطة التي ترافق المرأة الحامل وتستطيع تلافيه بأخذ قسط من الراحة أثناء النهار والاستلقاء على الظهر مع رفع القدمين قليلا على وسادة صغيرة أما إذا كان التورم شديدا ومصحوبا بتورم في الذراعين والوجه فحينها يجب مراجعة الطبيب المختص فورا. كما يعد ألم الظهر من المشاكل الشائعة أثناء الحمل وللتخفيف منه تنصح الدكتورة سلمان بارتداء الأحذية المسطحة المريحة القيام ببعض التمرينات الرياضية البسيطة والوقوف والجلوس بوضعية مستقيمة وتجنب حمل الأشياء الثقيلة. أما حرقة المعدة أو الحموضة فإنها تحدث وفقا للدكتورة سلمان في النصف الأخير من الحمل ويمكن التخفيف منها بتناول الحليب البارد وتجنب الأطعمة الحارة والأحماض وعدم النوم بعد تناول الطعام مباشرة. وتبين سلمان أن الإمساك من الأعراض الشائعة المرافقة للحمل أيضا ويمكن تلافيه عبر الإكثار من تناول الفاكهة وشرب كميات كبيرة من السوائل وتناول الأطعمة الغنية بالألياف كالخضراوات والنخالة محذرة من تناول الملينات دون استشارة الطبيب المختص مشيرة إلى أن حدوث ألم بطني عند المرأة الحامل أمر طبيعي إلا إذا كان الألم مستمرا وشديدا فقد يكون أحد الأعراض الخطيرة الواجب علاجها فورا. وتذكر أنه وفي الأسابيع القليلة الأخيرة للحمل قد تصاب المرأة بتشنج عضلات الساقين ويمكن التخفيف من حدتها بتدليك وثني القدمين إلى الأعلى لتمديد عضلات باطن الساقين وتجنب الوقوف لفترات طويلة مع ممارسة المشي كما يمكن أن تظهر الدوالي بسبب ضغط الحمل والوقوف الطويل لذا ينبغي تجنب الوقوف لفترات طويلة وارتداء الجوارب الطبية ذات الضغط المتوسط ورفع الساقين على وسادة أثناء الجلوس والنوم مشيرة إلى أن الدوالي لا تزول بانتهاء فترة الحمل بشكل نهائي لذا ينبغي بدء المعالجة بعد الولادة عند الطبيب المختص. وتشير الاختصاصية إلى أن الزيادة في الوزن المسموح بها طوال فترة الحمل هي ما بين 10 إلى 12 كغ وتختلف من سيدة إلى أخرى مشددة على أهمية مراقبة الضغط أثناء الحمل حيث تعاني المرأة الحامل عادة في الشهور الأولى من هبوط الضغط ما يؤدي إلى الشعور بالغثيان والدوار أو التعب أما إذا كان الضغط مرتفعا فيؤدي ذلك إلى الصداع ويكون بداية لما يعرف بالانسمام الحملي. وترى سلمان أنه في الحمل الطبيعي الذي لا يرافقه أي مشاكل صحية يكفي أن تزور الحامل الطبيب المختص أربع زيارات دورية خلال فترة الحمل مشيرة إلى أهمية عيادات رعاية الحوامل التي تقدم العديد من الخدمات الطبية كالفحوصات العامة والسريرية ومراقبة العلامات الحيوية. وعن الفحص بالأمواج الصوتية تبين الاختصاصية أنه يجري مرة كل ثلاثة أشهر للحمل الطبيعي ويتم من خلاله معرفة عمر الجنين وتطوره وكشف التشوهات الخلقية والتأكد من وضعيته والكشف عن سلامة أعضائه وسماع دقات قلبه وكشف وجود الحمل التوءمي أو كشف الزيادة في حجم السائل الأمينوسي المحيط بالجنين ووضع المشيمة. وتنصح الدكتورة سلمان بضرورة فحص الدم للكشف عن وجود فقر الدم ولتلافي حدوثه ولمعرفة زمرة الدم ومدى توافقها مع زمرة الأب لتجنب انحلال دم الجنين الذي قد يؤدي إلى موته مبينة أن تفادي هذه المشكلة يتم بأخذ الحقنة الخاصة خلال 72 ساعة بعد ولادة الطفل الأول. وتشير إلى ضرورة إجراء تحليل لسكر الدم للكشف المبكر على سكري الحمل أو السكري من النمط الثاني أو وجود مرض التهاب الكبد الفيروسي الوبائي وذلك لتجنب نقل الفيروس للجنين أو للطاقم الطبي الذي يقوم بعملية الولادة سواء أكانت العملية طبيعية أم قيصيرية مشددة على ضرورة إعطاء اللقاح الخاص بهذا المرض للوليد فور ولادته في حال ثبتت إصابة الأم بالفيروس. وتؤكد الاختصاصية على ضرورة تناول الحامل وجبات غذائية متوازنة تحوي على العناصر الأساسية اللازمة ولاسيما الأطعمة الغنية بالحديد والمتممات الغذائية الداعمة كحبوب الحديد ولاسيما في النصف الثاني من الحمل وذلك لأن الطفل يخزن الحديد في جسمه بكميات تكفيه بعد الولادة لمدة ستة أشهر مؤكدة أن وصف حبوب حمض الفوليك في بداية الحمل هو أمر روتيني وهام جدا.