القاهره ـ العرب اليوم
أظلمت الدنيا في وجه "محمد" من محافظة الإسكندرية، بعدما نصحه أحد أصدقائه بالجلوس مع شقيقته التي تصغره بـ3 سنوات "أقعد مع أختك وعرفها إن مشيها مع الشباب غلط"، تركه، وتوجه نحو المنزل وتعدى عليها بالضرب، وترك المنزل، وبعد 20 يومًا عاد مرة أخرى، وقبض على رقبتها، ولم يتركها إلا جثة هامدة، وفور الانتهاء من جريمته توجه إلى قسم الشرطة القريب منه، وسلّم نفسه: "أنا قتلت أختي يا بيه". الجاني "محمد"، 26 سنة، والمجني عليها "دينا"، "23 سنة"، نشآ بين أسرة بسيطة في شارع مشروع الإسكندرية بمنطقة
حلوان، وتوقفت حياتهما الدراسية عند المرحلة الإعدادية، بعد وفاة الأب ومرض الأم، ومن هنا انتقلت الأسرة في منزل العم، بالمنطقة. الابنة مكثت في المنزل تخدم والدتها، والابن يعمل على توك توك. قبل الواقعة بـ20 يومًا، علم القاتل من صديق له بالمنطقة بسوء سمعة شقيقته الصغرى "خلي بالك من أختك بتقابل شباب"، جُن جنونه، وتوجه نحو شقيقته، وأمسك يدها وعنفها بكل قوة. ثارت الأخت ونشبت مشادة كلامية بينهما نافية حديثه، فاعتدى عليها بالضرب، وترك المسكن وغاب لعدة أيام.19 يومًا كاملة قضاها الأخ خارج المنزل، لكن وساوس
الشيطان ظلت تطارده أينما يذهب، فسيطرت عليه فكرة الانتقام، وأضحى جُل همه إنهاء الشك الذي تحول إلى كتلة نار تلتهم جوفه من الداخل. دقات الساعة تشير إلى العاشرة صباحًا، الصمت يطبق على المنطقة، حركة المارة متراجعة في ظل طقس بارد يصل إلى الصقيع، واختمرت في ذهن محمد خطة قتل شقيقته، بعدما سمع أهالي المنطقة يتحدثون عن "مشيها
البطال"، فتوجه على أطراف قدميه إلى غرفة نومها، وأمسك قطعة من القماش وخنق المجني عليها من رقبتها، ولم يتركها إلا جثة هامدة. جلس "محمد" بجوار جثة شقيقته لدقائق، وسط دهشة ممزوجة بحسرة وحزن على ما فعله، يفكر ماذا يفعل، حتى توجه نحو قسم الشرطة، وسلم نفسه: "أنا قتلت أختي يا بيه، والجثة في البيت". وأمام العقار رقم (27)، جلس "سليمان. ن"، أحد الجيران، ناظرًا للطابق محل الجريمة، كلما سنحت له الفرصة، قبل أن يقول لـ"مصراوي": "أنا هنا من سنين، ومحمد وأخته وأمه هنا من 10 سنين بعد ما أبوهم مات وقعدوا
عند عمهم، وعمرنا ما سمعنا حاجة وحشة عنهم". "كان محترم، بينزل الصبح يشتغل سواق على توك توك ومش بيظهر كتير في المنطقة، ومبيشربش سيجارة"، قالها الجار العجوز قبل أن يكمل: "منه لله صاحبه اللي وزه على أخته، بقالنا كام يوم قبل الجريمة كان بيتخانق مع أخته، وبنسمع صوتهم". وعن يوم اكتشاف الجريمة تقول "الحاجة خديجة"، إحدى الجيران: "محمد جه الصبح وركن التوك توك بتاعه، وطلع البيت، وبعدها بنص ساعة نزل وكان بيعيط، وبعد ساعة تقريبا الشرطة جت، وكانت في كل مكان، وعرفنا إنه خنق أخته"، وحضرت قوة من قسم الشرطة، وأجروا تحريات أوصلتهم لتفاصيل الواقعة، واكتشفوا أن المتهم سمع عن شقيقته أخبارا سيئة تمسّ سمعتها، فأقدم على فعلته، وتمت إحالته للنيابة التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.
قد يهمك ايضـــًا :
أحد عناصر "حزب الله" يعترف باغتصاب نساء حمص بعد اعتقاله في القصير