أطلقت مؤسسة الجليلة، وهي مؤسسة عالمية غير ربحية تهدف إلى تحقيق إسهامات مستدامة في القطاع الصحي لحياة أفضل وتحسين الرعاية الصحية للمرضى من خلال الاستثمار في التعليم، الأبحاث والعلاج الطبي ، وبالتعاون مع الجامعة البريطانية في دبي اطلقتا أولى دوراتها التدريبية الموجهة لعائلات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك كجزء من برنامج تآلف التابع لها. وتعمل الدورة، والتي تشمل 12 أسبوع، على تقديم التدريب اللازم حول السلوكيات التي يتوجب على الأهالي اتباعها بغية تعزيز قدراتهم على تقديم حياة أفضل لأبنائهم.  وتتعاون مؤسسة الجليلة في هذا البرنامج مع الجامعة البريطانية في دبي (BUiD)، كما تلتزم بتدريب 400 أم وأب من مختلف الجنسيات على مدى أربع سنوات كجزء من رعايتها لهذا البرنامج.والجدير بالذكر أن الأستاذ الدكتور إيمان جاد عميد كلية التربية و رئيس برنامج دكتوراة التربية في الجامعة البريطانية في دبي، قد قامت بتصميم البرنامج و تديره في دورته الحالية.  ويستهل برنامج تآلف ، وهو البرنامج المجتمعي الرائد لمؤسسة الجليلة والذي أطلق في يونيو الماضي، اليوم أولى دوراته التدريبية للوالدين. وتلتزم المؤسسة، والتي أنشأها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، بالعمل على بناء مجتمع موحّد وشامل يعمل من خلاله كل من الأهالي والمدرسين والشركاء الاستراتيجيين وباقي أفراد المجتمع جنباً إلى جنب في سبيل تمكين الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.  وتهدف الدورة التدريبية إلى تأهيل الوالدين ومساعدتهم على تقديم العناية اللازمة لأبنائهم في البيت كالتي يتلقونها في المدرسة من قبل المعلمين ومقدمي الرعاية، فتضم الدورة خلال الاثني عشر أسبوعاً الأوائل 55 أم وأب لأطفال لديهم اضطرابات مختلفة متعلقة بالتعليم، وتشمل مجموعة من المهارات السلوكية الاحترافية التي ستتيح للأهالي إمكانية الاستجابة إلى احتياجات أبنائهم بطرق أفضل. وتشمل قائمة المشاركين كل من سونيا الهاشمي، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لمتلازمة داون، وفاطمة راشد المطروشي، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للتوحد. وفي تعليق له على الموضوع، قال الدكتور عبدالكريم سلطان العلماء، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الجليلة: ينبع حرصنا على القيام بهذا البرنامج التدريبي من إيماننا التام بأهمية استكمال العملية التعليمية خارج جدران المدرسة، وهنا يكمن الدور الرئيس الذي يلعبه الأهالي في مساعدة أطفالهم على مواصلة تنمية قدراتهم الفكرية حتى داخل المنزل، وتتيح هذه الدورة للوالدين إمكانية استيعاب السلوكيات التي يقوم بها أبناؤهم بأسلوب يجعل عملية التعليم أكثر تفاعلية.  ومن جانبه، قال الأستاذ الدكتور عبدالله محمد رحمة الشامسي، مدير الجامعة البريطانية في دبي: تؤمن الجامعة البريطانية في دبي بحق جميع الطلبة بما فيهم ذوي الإحتياجات الخاصة بالحصول على أعلى مستويات التعليم وذلك من خلال تزويد أهاليهم بكافة الأدوات والإرشادات اللازمة لمساعدتهم على تحقيق النجاح الدراسي، لذا فإننا فخورون جداً بشراكتنا مع مؤسسة الجليلة من خلال هذه المبادرة النبيلة.  ومن جهتها، أضافت السيدة سونيا السيد احمد الهاشمي، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لمتلازمة داون: يواجه الآباء والأمهات العديد من التحديات في استيعاب التصرفات التي يقوم بها أطفالهم، لذا فهم بحاجة إلى تلقي الدعم اللازم لمساعدتهم على تفسير هذه السلوكيات وسبل التعامل معها. ونحن نشهد ارتفاعاً ملحوظاً في مدى حاجة المجتمعات إلى توحيد أبنائها ضمن مجتمع موحد وشامل، لذا فإن هنالك حاجة ماسة لمثل هذه الدورات التي تعمل على تقليص الفجوة بين الأهل والمدرسة بهدف الاستجابة إلى احتياجات أبنائهم على أفضل وجه.  وقالت فاطمة المطروشي، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للتوحد: لقد شهدنا خلال الأعوام الماضية تطورات عديدة في الأساليب التعليمية للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، وعلى أهالي هؤلاء الطلاب رصد هذه التطورات والعمل على تطبيقها في رعاية أبنائهم وتعليمهم، وهنا أودّ تقديم جزيل الشكر لمؤسسة الجليلة على القيام بهذه المبادرة بالغة الأهمية في دولة الإمارات العربية المتحدة.  وتجدر الإشارة إلى أن هذا التعاون يمثل علامة بارزة أخرى في سجل مؤسسة الجليلة، والتي تم إطلاقها في الأول من شهر أبريل الماضي. ويشكل هذا التدريب خطوة هامة في مساعي المؤسسة نحو تطبيق التعليم والبحث الطبي لتحقيق حياة أفضل لكافة المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة.