الدوحة ـ قنا
يعد تطوير التعليم ركناً أساسياً في رؤية قطر الوطنية 2030، ومن هنا جاء تأكيد جامعة قطر على التزام معايير الجودة في التعليم والتعلم، وتشهد على ذلك سلسلة من الاعتمادات الاكاديمية العالمية لكلياتها وبرامجها، وذلك كي تتأكد من جودة التعليم المقدم لطلابها، وحتى يكون خريجوها مؤهلين، وفاعلين، وقادرين على المنافسة في سوق العمل.
وتحقيقا لمبدأ حفظ التوازن بين معايير الجودة من ناحية، وبين إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الطلاب القطريين لمواصلة دراساتهم الأكاديمية، تم وضع نظام الإنذار الأكاديمي، الذي هو بمثابة صمام أمان يؤشر لجودة التعليم، ويدفع الطالب دفعاً إلى بذل الجهد في عملية التحصيل العلمي. ولكي يحقق نظام الإنذار الأكاديمي في جامعة قطر أهدافه، في حفظ جودة التعليم، وفي جعل الطالب ينال فرصاً عادلة، وكافية، تتم إعادة النظر في هذا النظام، بشكل دوري بما من شأنه أن يتفاعل مع المتغيرات ويحافظ على فاعلية وعدالة النظام، وقد أثارت التعديلات الأخيرة على نظام الإنذار الأكاديمي ارتياحاً بين جموع الطلبة والقائمين على العملية الأكاديمية في جامعة قطر. حيث كانت الجامعة قد شهدت العام الماضي مراجعة لبعض اللوائح والقوانين الجامعية من قبل لجنة مشكلة برئاسة سعادة أ. د. شيخة بنت عبدالله المسند رئيسة جامعة قطر، وبمشاركة نواب الرئيس، وقد كان من الأولويات التي تم وضعها بعين الاعتبار، مراجعة نظام الإنذار الأكاديمي، وحساب المعدل التراكمي، وذلك لتشجيع الطالب، ودفعه إلى التفوق.
ومن بين التعديلات الأساسية أن الطالب لا ينال إنذاراً أكاديمياً بأي حال من الأحوال، قبل أن يتجاوز أربعاً وعشرين ساعة محتسبة في معدله التراكمي، وفي حال حصوله على الإنذار الأكاديمي، تصبح استشارة المرشد الأكاديمي إجبارية، لا يتمكن الطالب من التسجيل بدونها. ثم إن اللقاء مع المرشد قبل التسجيل للطالب المنذر أمر على درجة كبيرة من الأهمية، وذلك لدراسة مواطن القوة والضعف الاكاديمي عند الطالب، وإرشاده إلى الأسلوب الأمثل لتجاوز أزمة الإنذار، حيث تقوم فلسفة الإنذار الأكاديمي على تنبيه الطالب، ودفعه لبذل أقصى جهده وطاقته، كي يتعلم بشكل أفضل.
كما تم التعديل في نظام حساب المعدل كذلك، ابتداء من ربيع 2013 وما يليه من فصول، فإذا رسب الطالب في مادة ما ثم أعاد المادة، ونجح فيها فإنه يحسب له التقدير الأخير، ويتم استثناء التقدير السابق من احتساب المعدل، كي يعطى الطالب فرصة لتحسين معدله، وهذا الإجراء بدوره يضفي قوة على أداء الطالب، ويفتح أمامه صفحة جديدة من الفرص، لإعادة أي مقرر لم يستوفِ حقه من الدراسة والتحضير.. وتؤكد فلسفة نظام الإنذار الأكاديمي ضرورة تواصل الطالب مع المرشد، وذلك لتحديد وإدراك أبعاد مشكلته الأكاديمية، وتحليل عناصرها المختلفة، للوصول إلى الأسباب الحقيقية، سواء كانت تتعلق بآلية التحصيل، أو قدرات الطالب، واختياراته، أو ربما كانت أسباباً متعلقة بحياته الشخصية. ومن ثَم يقوم المرشد الاكاديمي والطالب بالعمل معاًً ـ وفقاً للأنظمة واللوائح الجامعية ـ على وضع خطة أكاديمية تتناسب مع ظروف الطالب، وذلك للوصول إلى مستوى أكاديمي جيد، وتجاوز مرحلة الإنذار، وفي نفس الوقت التأكد من أن الطالب قد حصل على تعليم أكاديمي ذي جودة عالية. وعند مراجعة قوائم الخريجين، فإننا كثيراً ما نجد طلاباً وطالبات في فترة ما كانوا من الذين حصلوا على إنذار أكاديمي، إلا أنهم بجديتهم وعزيمتهم وبمساعدة ودعم من جامعة قطر، تجاوزوا تلك المرحلة، وانطلقوا للأمام، واعتبروا الإنذار دافعاً لهم، وحافزاً لمزيد من الاهتمام في المستقبل.