عمان ـ إيمان أبو قاعود
نظمت الجامعات الأردنية، الخميس، حملة حداد على روح الطالب أحمد الدهيسات الذي تُوفي في جامعة مؤتة الأردنية إثر مشاجرة عشائرية الثلاثاء الماضي، وذلك استجابة للحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا". ويأتي يوم الحداد رفضًا لسياسات العنف في الجامعات الأردنية والتي تزايدت أخيرًا، حيث شهدت الجامعات خلال الأسبوعين الماضيين قرابة 4 مشاجرات, حيث أقدم طالب على طعن آخر في الجامعة الأردنية، إضافة إلى تكسير وحرق ممتلكات في جامعة آل البيت وجامعة جرش, وكان آخرها المشاجرة التي ذهب ضحيتها الدهيسات الطالب في السنة الرابعة لكلية الهندسة على خليفة انتخابات اتحادات الطلبة. واشتملت الفعالية بحسب منسقها فاخر دعاس على مجموعة من الأنشطة منها تعليق الرايات السوداء والوقوف دقيقة صمت على روح الطالب أسامة دهيسات عند بداية كل محاضرة، وإقامة وقفة احتجاجية عند الساعة الثانية عشر ظهراً في الساحات الرئيسية. وقد تفاوتت استجابة الجامعات للفعالية ما بين الممتاز حيث اشتكى العديد من الطلبة من حجم التضييقات التي مورست عليهم من قبل إدارة الجامعة كما حدث في جامعة الطفيلة، بينما حالت المشاجرات وتعليق الدوام دون إقامة فعالية في جامعة جرش. ففي الجامعة الأردنية قام الطلبة بتوزيع كميات كبيرة من الربطات السوداء تعبيراً عن الحداد على الطالب أسامة دهيسات، كما ابتدأت المحاضرات بدقيقة صمت، فيما أقام الطلبة فعالية مميزة في الصالة الرياضية للجامعة شارك بها اللاعبون. وفي الجامعة الهاشمية نظم اتحاد الشباب الطلابي وقفة احتجاجية أمام كلية الهندسة في الجامعة وألقى الطالب عبد الله دحيدل كلمة بهذه المناسبة، وشارك الطاقم التدريسي في كلية الهندسة حيث ألقى عميد الكلية كلمة أكد فيها على رفض العنف بكافة أشكاله، وقام الطلبة بتشكيل لوحة باسم الطالب أسامة دهيسات. وكذلك الحال في جامعة آل البيت حيث نظم الطلبة وقفة احتجاجية شارك فيها عميد شؤون الطلبة الذي ألقى كلمة باسم الجامعة، كما تحدث الطالب معاذ قصراوي باسم كتلة التجديد في الجامعة عن أهمية دور الطلبة في مواجهة العنف الجامعي، واختتمت الفعالية بكلمة لرئيس اتحاد الطلبة. وفي جامعة جرش نظم الطلبة وقفة احتجاجية لم تدم أكثر من ربع ساعة بسبب حدوث مشاجرة كبيرة في الجامعة وتعليق الدوام فيها وكذلك الحال في جامعة جرش حيث منعت مشاجرة عشائرية من إقامة الفعالية , وفي جامعة فيلادلفيا نظم الطلبة وقفة احتجاجية، كما تم توزيع الرايات السوداء على الطلبة والوقوف دقيقة صمت حداداً على روح الطالب. واتخذت جامعة الطفيلة التقنية إجراءات بتحويل الطالب علاء العمايرة إلى التحقيق بتهمة ممنوعات على طلبة الجامعة ..وفي كلية المجتمع العربي "جامعة البلقاء التطبيقية تم توزيع بوشورات سوداء والوقوف دقيقة صمت على روح الطالب أسامة دهيسات. وكان حزب "جبهة العمل الإسلامي" في الأردن أكد في تصريحات سابقة أن تدهور العملية التعليمية ووجود المشاجرات في الجامعات الأردنية تشير إلى وجود جهات تقف خلف هذا العنف في المحاضن التربوية وقانون الصوت الواحد الذي مزق العشائر وسياسة الوصاية والتدخل الأمني وإبعاد الأكفاء عن العمل التربوي والتعليمي وإشاعة جو الفرقة والاحتقان والتساهل المتعمد مع مثيري المشاجرات والحماية القانونية لهم وإقصاء المربين ومنعهم من القيام بدورهم في التربية والتعليم والخطابة والدعوة يقف خلف هذه الظاهرة المؤلمة والحالة المستعصية. وأكد الحزب ان العنف الجامعي من شأنه المساس بهيبة الدولة الأردنية وتفكيك مؤسساتها و انتشار حالة الانفلات الذي يهدد الاستقرار, مطالبًا بضرورة فهم مسببات ظاهرة العنف الجامعي والعوامل المؤثرة في إنتاجها وتصاعد حدتها. وكانت وزارة التعليم العالي كانت قد وضعت قبل سنوات استراتيجية لمعالجة ظاهرة العنف الجامعي، وتتضمن المحاور الرئيسية للاستراتيجية الخاصة بالحد من العنف الجامعي، وإلغاء جميع أشكال التمييز بين الطلبة، من خلال توفير العدالة والمساواة بين الطلبة، سواء على صعيد القبولات في الجامعات وعمليات تقييم الطلبة وتطوير آلية واضحة لمنع تفشي ظاهرة الواسطة والمحسوبية, لكن وبحسب مراقبون فإن عدم التزام الجامعات لتطبيق الاستراتيجية وعدم وجود عقوبات رادعة بحق الطلبة أدى إلى استمرار العنف في الجامعات الأردنية.