عمان - العرب اليوم
أشار المسح الوطني لعمل الأطفال في الأردن 2016 والصادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية بالتعاون مع منظمة العمل الدولية ووزارة العمل الأردنية ودائرة الإحصاءات العامة الى أن عدد الأطفال في الأردن ذكورًا وإناثًا الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5-17 عامًا الملتحقين في المدارس بلغ 3.734.028 طفلاً وطفلة وبنسبة 92.6% من مجموع الأطفال الكلي والبالغ 4.030.384.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" إلى أنه ووفقًا للمسح نسبة التحاق الطفلات أعلى من نسبة التحاق الأطفال، حيث أن هنالك 1.833.321 طفلة ملتحقة بالتعليم من مجموع الطفلات البالغ 1.961.111 طفلة وبنسبة 93.5%، فيما كان معدل التحاق الأطفال بالتعليم 91.9% وبعدد 1.900.708 طفلاً من أصل 2.069.273.
وكانت أعلى نسبة التحاق بالتعليم بين الأطفال الأردنيين ذكورًا وإناثًا وبنسبة 94.8% وانخفضت هذه النسبة بين الأطفال من الجنسيات الأخرى (90.5%)، فيما كان الإنخفاض واضحًا بين أطفال سورية لتكون بحدود 72.5%، وبينت نتائج المسح بأن أدنى نسبة إلتحاق بالتعليم كانت لدى الأطفال في الفئة العمرية ما بين 15-17 عامًا وهي بحدود 84% إلا أن هذه النسبة كانت أعلى بين الطفلات (87.2%) ومنخفضة أكثر بين الأطفال (80.8%)، وربط المسح هذا الإنخفاض مع سماح القانون للأطفال في الفئة العمرية 16-17 عامًا بالعمل في وظيفة مدفوعة الأجر ولمدة 36 ساعة أسبوعيًا كحد أقصى .
وجاءت أسباب عدم التحاق الأطفال بالتعليم، بسبب أن الطفل/الطفلة صغير/ة جدًا (40.3%)، وبسبب المرض/العجز (17.3%)، وبسبب عدم وجود مدرسة قريبة (3.8%)، وبسبب عدم القدرة على تحمل تكاليف الدراسة (23.9%)، وبسبب عدم موافقة الأسرة (2.8%)، وبسبب كون المدارس غير آمنة (0.9%). وتلاحظ "تضامن" عدم وجود أية فروقات جوهرية ما بين الأطفال والطفلات في التوزيع النسبي لهذه الأسباب.
وتشير "تضامن" إلى أن نسب التحاق الفتيات بالتعليم وتفوقهن خاصة في إمتحانات الثانوية العامة ما هي إلا مؤشر إيجابي على استمرار الجهود الحكومية وغير الحكومية في تذليل العقبات وتقديم التسهيلات التي من شأنها تشيجع الأسر على تعليم بناتها وأبنائها على حد سواء، ومنع التمييز على أساس الجنس وحصولهن على فرص متساوية في مجال التعليم أسوة بالفتيان، وزيادة الوعي المجتمعي بأهمية تعليم الفتيات مما جعل نسب انتشار الأمية بين الفتيات والنساء في الأردن من أقل النسب على المستوى العربي.
وتؤكد "تضامن" على أنه وبالرغم من ذلك إلا أن عقبات ومعيقات عديدة لا زالت قائمة وتحول دون إستثمار تعليم الفتيات وتفوقهن ليسهمن بشكل أكبر وفعال في المجالات الإقتصادية والسياسية والثقافية، ومن بين هذه المعيقات الزواج المبكر وعمالة الأطفال وتفضيل الأسر تعليم الأبناء دون البنات وإلحاقهم بالجامعات سواء في داخل الأردن أو خارجه ، وتوجه الفتيات لدراسة التخصصات العلمية والمهنية والتي في كثير من الأحيان لا تعكس حاجات ومتطلبات سوق العمل في ظل غياب لسياسات وبرامج واستراتيجيات ودراسات فعالة ذات علاقة، وانخفاض معدلات المشاركة الإقتصادية للنساء وتفشي البطالة بينهن وبنسب مرتفعة، ووجود العديد من القوانين التمييزية التي تحول دون تمتعهن بكامل حقوقهن.