جامعة قطر

انطلقت بجامعة قطر اليوم فعاليات المؤتمر الدولي "الظاهرة الجمالية في الإسلام" الذي تنظمه كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، بمشاركة باحثين من مختلف الدول العربية والإسلامية، مثل ماليزيا والسعودية والجزائر والمغرب ومصر والأردن والعراق واليمن، بالإضافة إلى باحثين من جامعة قطر، وأعضاء هيئة التدريس بالكلية .
 
ويهدف المؤتمر، الذي يستمر يومين، إلى ترسيخ قيمة الجمال في الإسلام بوصفه تجليا متميزا من تجليات المعرفة الإسلامية، وتأكيد قيم الألوهية الإسلامية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة والأبداع والجمال المعنوي والمادي في آن واحد، بالإضافة الى الإسهام في أحياء قيمة الجمال الإسلامي ونشره، والتأكيد كذلك على أهمية تطوير الإحساس بالجمال والابداع في شتي المجالات. 

وفي كلمته الافتتاحية قال الدكتور مازن حسنة نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، إنه إدراكا من جامعة قطر بالرسالة الحضارية التي نهضت بها وتعريفا برؤيتها، وتوثيقا لمعالمها، يأتي ملتقى كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، ليؤكد أن جامعة قطر في سعيها الدؤوب لمواكبة ركب التقدم والتطور، لم يغب عنها أن لها في تراثها الزاخر المرتبط بعروبتها وإسلامها ما ينبغي أن تحافظ عليه وعلى مميزاته لتعرفها الأجيال الحاضرة والقادمة.
 
وأضاف "اننا أخذنا على عاتقنا العمل الجاد والبناء من أجل الدفع قدما لخدمة رسالة الجامعة في الحفاظ على التراث الوطني لدولة قطر وتعزيز القيم والهوية العربية والإسلامية، حيث أضحى تعزيز قيم الحضارة الإسلامية خيارا استراتيجيا في المنظومة التعليمية والقافية لدولة قطر، والدولة ما فتئت تبذل الغالي والنفيس في نشر قيمها في الداخل والخارج".
 
وقال الدكتور حسنة : "إن هذا الملتقى الذي تعقده كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بعنوان (الظاهرة الجمالية في الإسلام ) لا ينطلق من فراغ ، فالقران الكريم والسنة النبوية الشريفة أوليا عناية فائقة بالذوق الجمالي كقيمة دينية وحضارية، وروح تنساب في نسيج الوجود كله، فأضحى تذوق الجمال سموا ورقيا وعبادة، ومن أجل ذلك فإن اختيار موضوع الظاهرة الجمالية في الإسلام، يأتي في وقته، فالجمال طبع أصيل ومقصد في الإسلام جليل، تهفو إليه النفوس، وتحن إليه الأرواح. 

من جانبه قال الدكتور يوسف الصديقي عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية: إن وعي الأمة بذاتها واعتزازها بتراثها وحضارتها يجعل من واجبنا التنويه بحضارتنا وإسهاماتنا في الحضارة الإنسانية، وها نحن اليوم نلقي الفهم على جانب مهم من جوانب حضارتنا (الظاهرة الجمالية في الإسلام ) والتي تعد قيمة من القيم الإسلامية الرفيعة المنزلة، مشيرا الى ان علومنا ومعارفنا تزهو في النظر للقيمة الجمالية.
 
وفي كلمة له أعرب البروفيسور داتو محمد أمين رئيس جامعة ملايا وضيف شرف المؤتمر عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر، وقال يجب أنْ نسعى لتصحيح الفهم الخاطئ في بعض الأذهان، عن أنَّ المسلمَ ينبغي أن يكون بحالة رثَّة؛ دفعا للرِّياء، إنَّ المطلوبَ من المسلم، أن يكون في أبهى مظاهره، دون رياء أو إسراف.. جمالية في المظهر والمخبر، فالنَظافة من الإيمان، وهي من أبجديَات الصِّحة البدنيَّة، كما تقرِرها الأبحاث الطبيَة في نظافة الأسنان . 

ورحب بالتعاون مع جامعة ملايا في برامجِ تبادل الطَّلبة والموظَّفين، وإجراءِ الأبحاث المشْتَركة حول موضوع هذا المؤتمر القيِّم، وغيره من القضايا، مؤكدا وجود استثمار جيِد لدى الجامعة في هذا المجال على المدى البعيد، مشيرا إلى ان جامعة ملايا تحتلُ المرتبةَ الأولى في الجودةِ في ماليزيا، والثَّالثةَ في دول مجموعة آسيانْ (ASEAN)، والتَّاسعةَ والعشرين في آسيا، و(146) في تصنيف أرقى الجامعات في العالَم. وهي جامعةٌ حكوميَّة بحثيَّة، في كوالالمبور العاصمة، وتُعدُّ أقْدَمَ جامعة في ماليزيا، أنْشِئتْ منذ (110) عامًا. 

واشتمل المؤتمر على عرض ثمانية عشر ورقة لباحثين وباحثات من مختلف البلاد العربية والإسلامية، مقسمة على جلسات المؤتمر حيث تضمنت الجلسة الأولى عددا من المحاور هي الجمال في القرآن الكريم عقيدةً وشريعةً وأخلاقاً، والفن الإسلامي مصطلحا ورؤية، الجمال في الإسلام "فلسفته ومعاييره، كما ناقشت الجلسة الثانية فعالية برنامج ارشادي(قيمي جمالي) في خفض السلوك العدواني لدى طلبة الحلقة الثانية بسلطنة عمان خصائص الجمال، رؤية إسلامية، المظاهر الجمالية في التشريعات الإسلامية مقارنة بالتشريعات اليهودية، أما الجلسة الثالثة فناقشت جمالية اللغة في الخطاب القرآني الصورة المشهدية أنموذجا، وأبعاد الجماليّة للخطّ العربيّ وروافدها في الحضارة العربيّة والإسلاميّة، وجمالية البيئة من منظور إسلامي، إضافة إلى الجماليات في الخطّ العربي ؛ دراسة تطبيقية تحليلية.