أبوظبي ـ وام
فمن جانبها قالت صحيفة البيان ان الأحداث الجارية حالياً في العراق تنذر بمستقبل مظلم طالما استمر التعامل مع الملفات الملتهبة بالعقلية نفسها التي قادت إلى اندلاع الأزمة ذاتها..وكان للتفرد في اتخاذ القرار والتعامل مع الشعب العراقي بوصفه طوائف متناحرة والاستئثار بالثروة والسلطة أعظم الأثر في حالة التمزق التي يعيشها هذا البلد المحوري الذي يشكل خاصرة الأمة العربية الشرقية.
وتحت عنوان ” مخاطر تحدق بالعراق” اوضحت الصحيفة ان سياسات الاستئثار والتسلط والظلم التي اتبعها النظام السابق هي التي قادت إلى تشكيل تحالف دولي للتخلص منه في العام 2003 وكان يؤمل أن يطوي العراق وراءه هذه الصفحة ولكن العقلية الانتقامية والاستئثارية تواصلت في النظام الجديد دون أن تفلح النصوص القانونية والدستورية في ضمان حقوق العراقيين وهو ما قاد إلى الأزمة العميقة.
واضافت البيان .. لعل الجديد في الأزمة الحالية هو محاولة تنظيم إرهابي سرقة المطالب المحقة والمشروعة ذات الطابع المدني الديمقراطي التي كانت وراء تنظيم الاعتصامات في المحافظات الغربية وتحويلها إلى مشاريع عبثية تدميرية تسهم في تمزيق العراق ووضعه على لائحة الدول الفاشلة.
واكدت أن سياسة الإقصاء التي اتبعتها الحكومات العراقية منذ إسقاط النظام السابق ساهمت في إنتاج التطرف وحين انفرجت علاقة السلطة مع هذه المناطق وجدنا أن أبناء هذه المناطق هم الذين وضعوا الحد للمتطرفين ولكن ها هي السياسات غير العادلة والإجراءات التمييزية التي أدارت البلد خلال السنوات الأخيرة تعيد الحياة للمتطرفين وتضعهم في دائرة الضوء مجدداً ولكن على حساب المطالب المدنية التي انتفض لأجلها أبناء الغرب.
واختتمت البيان بالقول ان العراق بحاجة إلى تفاهم عميق يشكل ضمانة لمستقبل البلد بحيث لا يتغول طرف على طرف ..فالتنوع الموجود بقدر ما هو لغم للتفجير إذا أسيء التعامل معه بقدر ما هو ضمانة للمستقبل إذا أحسن فهمه بشكل صحيح لأن المجتمعات البشرية الناجحة قائمة أساساً على فكرة التنوع بجانبها الإيجابي.