بيروت ـ جورج شاهين
عقد برنامج سليم الحص للأخلاقيات الأحيائية والاحتراف في الجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع كلية الطب والمركز الطبي، مؤتمره الإقليمي الرابع بعنوان "الإعلام والأخلاقيات الأحيائية"، برعاية وزير الإعلام اللبناني وليد الداعوق، ممثلا بمديرة "الوكالة الوطنية للإعلام" لور سليمان صعب، وفي حضور نقيب الأطباء شرف أبو شرف وعدد من الباحثين والطلاب. استهل المؤتمر بكلمة لنائب عميد كلية الطب الدكتور كمال بدر، تحدث فيها عن أهداف المؤتمر الذي يتوجه إلى الإعلام مباشرة، للبحث في المسائل المتعلقة بالإعلام والأخلاقيات الأحيائية. بعدها، ألقت مديرة الوكالة الوطنية للإعلام كلمة باسم الوزير الداعوق قالت فيها: "الأخلاقيات البيولوجية أو الأحيائية هي دراسة فلسفية للخلافات الأخلاقية الناجمة عن التقدم في مجال البيولوجيا، علم الأحياء، والطب. وهي مرتبطة بالمسائل الأخلاقية التي تنشأ في العلاقات بين علوم الحياة، والتكنولوجيا الحيوية، والطب، والسياسة، والقانون، والفلسفة، واللاهوت. والأخلاقيات، ترافق أي مهنة او حرفة أو أي عمل يقوم به الفرد في المجتمع ويرتبط مباشرة بالإنسان. فإذا لم يستند أي نشاط نقوم به إلى الحد الأدنى من القيم الأخلاقية والمهنية يكون ناقصا ويفتقر إلى التحسس بالمسؤولية الفردية والجماعية، ويكون بالتالي فارغا من مضامينه الإنسانية". وأضاف الوزير في كلمته: "وكما هي الحال في مهنة الطب المستقاة رسالتها من قسم أبوقراط، ومهنة المحاماة التي ترتبط بميزان العدالة، كذلك مهنة الإعلام، التي يفترض أن يحرك دوافعها ميثاق شرف يرتضيه الإعلامي لنفسه سياجا يقيه الانزلاق في متاهات تبعده عن الموضوعية والحيادية والشفافية والصدق". وتابع: "إن أخلاقيات الصحافة مادة أساسية يتعلمها الإعلامي في المعاهد والجامعات ويمارسها في عمله اليومي، ويستند إليها في تقييمه للأحداث وفي تعليقاته وتحليلاته وكتاباته. ومتى فقدت هذه المعايير يصبح العمل الإعلامي وسيلة للتجريح وإساءة إلى الآخرين وانحيازا فاضحا في الخيارات والاصطفافات والتبعية العمياء، فدور الإعلام، أن يسلط الضوء على مكامن الوجع في المجتمع، وأن يدل على الخلل في الأداء العام، وأن يصوب الاعوجاج، ويراقب حيث لا رقابة، ويحاسب حيث لا حساب. ولكي لا نعمم، لا بد من التنويه بما يقوم به الإعلام الملتزم الذي يقيس الأمور بمقياس المصلحة الوطنية، ويتخذ من الإنسان، أيا يكن هذا الإنسان، وهمومه وهواجسه، هدفا بذاته، تكون منطلقاته خير المجتمع ورفاهيته". بعد ذلك، قدمت المديرة المؤسسة لبرنامج سليم الحص للأخلاقيات الأحيائية والاحتراف، مسؤولة الأخلاقيات الأحيائية الطبية في الجامعة الاميركية الدكتورة تاليا عراوي مداخلة عن "دور الإعلام والأخلاقيات الأحيائية"، مشيرة إلى أن دور وسائل الإعلام في التأثير على المجتمع وقيم المشاهدين كبير جدا، اضافة إلى أن وسائل الإعلام هذه لا تؤثر فقط على المشاهدين والمستمعين وإنما أيضا على الحياة السياسية في المجتمع، ولا سيما في النزاعات الحربية التي شهدناها في منطقتنا كما حصل في العراق وفلسطين. وكذلك الوضع بالنسبة إلى لبنان حيث تتناقل وسائل الإعلام الخبر نفسه ولكن بطريقة مختلفة عن بعضها". ورأت أن الخبر "وجهة نظر"، فالإرهابي في بعض المحطات مناضل في أخرى، مؤكدة أن "وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على العالم إذ يمكن أن تجعل البريء مذنبا والمذنب بريئا. وهذه قوة لأنها تتحكم بعقول الجموع"، معتبرة أنه "مع هذه القوة الكبيرة تأتي مسؤولية مساءلة كبيرة". وأشارت إلى أن "الأمر يتعلق بدراسة المسائل الأخلاقية الخاصة بالرعاية الصحية والعلم والسياسة الصحية"، معتبرة أن هذه الأخلاقيات عملية ويجب التنبه إليه في الاخبار لانه يؤثر على حياة الجمهور ومتحدثة عن عدد من القضايا التي كان لها تأثير في الإعلام على الجمهور كمشروبات الطاقة التي كتب عنها في الصحف الغربية، ولكن لم نقرأ شيئا حولها في الصحف العربية، خصوصا أن هناك حالات طبية كبيرة حصلت في لبنان، ولذلك نرى أن على وسائل الإعلام أن تتحمل مسؤوليتها تجاه الشباب. وأكدت ضرورة دفع الصحف من أجل تغطية مسائل الأخلاقيات الأحيائية والعمل على تدريب الصحافيين على تغطية هذه المسائل، واللجوء إلى مجموعة من الموارد والتواصل مع الخبراء المعنيين بالمشاريع الصحية"، داعية الاعلاميين إلى "عدم التخلي عن دورهم في تشجيع نوعية الرعاية الصحية". ثم عرض مدير مركز الأخلاقيات الأحيائية في مركز لانجون الطبي في جامعة نيويورك الدكتور آرثور كابلان، لدور الإعلام في تغطية قضايا رئيسية في الأخلاقيات الأحيائية والنزاعات في الولايات المتحدة الأميركية. كما تحدث عن الوقائع الأخلاقية الطبية المستجدة ذات الأهمية للشرق الأوسط والعالم".