قال خبراء فى سويسرا، إن نسبة الأكسجين فى المياه بالكثير من الأنهار الجوفية تتراجع بشكل مستمر بسبب ارتفاع درجة حرارة الماء. ورأى الخبراء فى تقريرهم الصادر عن البرنامج البحثى القومى السويسرى عن الاستفادة المستديمة من المياه أن ذلك يمكن أن يؤدى إلى مشكلة فى ضخ المياه الجوفية والاستفادة منها. ورجح الباحثون، أن يكون انسداد ممرات المياه الجوفية أحد الأسباب وراء هذا الانخفاض حسبما ذكر الصندوق الوطنى السويسرى "إس إن إف" الذى مول الدراسة. ودلل الباحثون على ذلك بأن نسبة الأكسجين فى المياه الجوفية عاودت الارتفاع من جديد فى أحد ممرات المياه الجوفية بعد أن جرفت مياه الفيضانات قاع هذا الممر وأزالت الانسداد منه. وقال الباحثون، إن وجود الأكسجين فى المياه الجوفية ضرورى، لأنه يؤثر على عمليات كيميائية وحيوية بعينها. وأوضح الباحثون، إنه عندما يغيب الأكسجين كأحد العناصر المزودة للطاقة فإن بكتريا معينة فى المياه تستخدم النترات فى البداية للحصول على هذا الأكسجين وإن ذلك أمر مهم للتخلص من هذه المادة الضارة بالمياه، ولكن عند استمرار تدنى نسبة الاكسجين فى المياه، فإن البكتريا تستخدم الحديد وأكسيد المنجنيز للغرض ذاته وهو ما يؤدى إلى تحلل المنجنيز والحديد فى المياه. ولا تظهر هذه المعادن بصورتها الجامدة إلا عندما يتم ضخ المياه الجوفية خارج الأرض باستخدام الطلمبات حيث تتحد مع الأكسجين من جديد وهو ما يمكن أن يتسبب فى سد الطلمبة من ناحية وتكون رواسب بنية وسوداء فى المياه من ناحية أخرى. ورغم أن هذه الرواسب لا تكون سامة عندما تكون بكميات ضئيلة إلا أنه من الضرورى إزالتها. ولأن ذلك حدث فى صيف عام 2003 الذى كان حارا فى سويسرا فإن فريقا من الباحثين تحت إشراف زيمون فيجورا من مؤسسة "ايا فاج" السويسرية لأبحاث المياه والمعهد الفيدرالى للتكنولوجيا فى زيوريخ فحص خمسة ممرات للمياه الجوفية وذلك لأن معظم مياه الشرب فى سويسرا مصدرها مثل هذه الممرات الجوفية التى تغذى بالمياه المتسربة من المساحات المائية المتدفقة فوق الأرض. وتوقع الخبراء، أن يزيد ارتفاع درجة حرارة الجو من حدة مشكلة الأكسجين فى المياه الجوفية وذلك لأنهم وجدوا أن درجة حرارة هذه المياه تزداد بواقع 3ر0 إلى 6ر0 درجة مئوية كل عشر سنوات، وهو ما يخفض من ناحية قدرة المياه على تحليل الأكسجين، كما أن الميكروبات التى تستهلك الأكسجين تنمو أسرع فى الجو الدافئ. ومن ناحية أخرى، فإنه من المتوقع أن تصبح الفيضانات أكثر حدوثا فى المستقبل وهو ما يعطى الفرصة لجرف مجارى الأنهار الجوفية بشكل متكرر وإزالة ما يتسبب فى عرقلة تدفق المياه بها "ويساعد هذا الجرف فى ترشيح المياه الجوفية وتنقيتها" حسبما أوضحت فيجورا. ورجحت فيجورا، أن ترتفع درجة حرارة المياه الجوفية وأن تزداد الفيضانات على المدى البعيد وأن يصبح نقص الأكسجين بمثابة مشكلة لبعض الممرات المائية الجوفية فى حالة تكرار مواسم الصيف الحارة كثيرا وهو ما سيمثل مشكلة لعدد من البلديات التى تعتمد على هذه المياه الجوفية فى الشرب "عندها ستضطر هذه البلديات إما للجوء لمصادر أخرى لمياه الشرب أو الاستعانة بأجهزة لتزويد المياه الجوفية بالأكسجين قبل أن يتم ضخه بالمضخات. ورأت فيجورا، أن ذلك يبين ضرورة مراقبة نسبة الأكسجين فى المياه الجوفية مستقبلا.