استنتج باحثون في مجال التغير المناخي أن مستوى الزئبق الموجود في البيئة يمكن أن يرتفع نتيجة تغيّر المناخ العالمي، وهذه واحدة من النتائج السلبية التي قد تتعدى بأضرارها أيضا ارتفاع درجات الحرارة.وبالاستناد إلى مقالة علمية شارك في كتابتها باحثون في "وكالة المسح الجيولوجي الأميركية" وبالتعاون مع "جامعة هارفرد"، تتنبأ معظم توقعات تغير المناخ بارتفاع شدة العواصف، ما يتسبب بزيادة تآكل التربة، ويحرر الزئبق المخزّن في التربة ليتدفق في الجداول والأنهار وإلى أبعد منها.ومن النتائج الأخرى المتوقعة لتغير المناخ أن نشهد ظاهرة تعتبر الأكثر تواتراً والأشد عنفاً على مستوى حرائق الغابات، بحيث ينطلق الزئبق المترسب في التربة إلى الهواء ثم ينتقل باتجاه الريح. أما "السلوك المعقد" للبشر فيشكّل عنصراً مشتركاً آخر في أي تقديرات للانبعاثات المستقبلية للزئبق. فالانبعاثات البشرية الحالية منه تبلغ نحو ألفي طن سنوياً، لكن هناك مبادرات جارية على كثير من الجبهات لخفض هذه الكمية، وإن كان ثمة مشككون في جدوى هذه المحاولات.وتكشف عيّنات التربة تاريخاً من انبعاثات الزئبق الناتجة من النشاطات البشرية، فمنذ الثورة الصناعية، توثق سجلات التربة زيادة من ثلاثة أضعاف إلى خمسة في ترسبات الزئبق في الجو خلال 130 عاماً من حرق الفحم الحجري.وتشير إدارة المسح الجيولوجي الأميركية إلى أن التنقيب عن الذهب واستخراجه يحتلان صدارة أسباب انبعاثات الزئبق الناتجة عن النشاط البشري.ويفصل الزئبق الذهب عن الصخور، والأساليب المستخدمة في عملية الاستخراج غالباً ما تعرض عمّال المناجم والبيئة إلى مستويات سامة من هذا العنصر السام.