الدكتور حسن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر

نظمت جامعة قطر بالتعاون مع السفارة الفرنسية اليوم ندوة علمية ناقشت ظاهرة التغير المناخي في العالم ومخاطرها والحلول المقترحة للحد من تفاقمها على مستوى العالم. وتأتي هذه الندوة انطلاقًا من اهتمام جامعة قطر كمؤسسة تعليم وطنية بمناقشة أبرز القضايا البيئية التي تشغل الباحثين وعلماء الطاقة والبيئة في قطر والعالم. 

حضر الندوة، الدكتور حسن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر، السيد إيريك شوفالييه السفير الفرنسي لدى دولة قطر، السيدة دانا شل سميث السفيرة الأمريكية لدى دولة قطر، بالإضافة إلى الدكتور جيفري أوبارد مدير مركز الدراسات البيئية في جامعة قطر و أ. فيليب فريسينت مدير معهد قطر لبحوث الطاقة والبيئة التابع للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، وأعضاء من حركة الشباب العربي لأجل المُناخ ونواب الجامعة والعديد من الخبراء والمتخصصين والباحثين في مجال البيئة.
 
وفي كلمته الافتتاحية، قال الدكتور حسن الدرهم رئيس جامعة قطر: "نسعد في جامعة قطر بشراكتنا مع السفارة الفرنسية ومناقشة إحدى أبرز القضايا البيئية التي تشغل العالم. 
ويظهر دور جامعة قطر الريادي وإسهامها في الحد من مشكلة التغير المناخي من خلال استقطاب خبراء وباحثين ومتخصصين وصانعي قرار في مجالات الطاقة والبيئة لتوعية المجتمع المحلي بخطورة هذه الظاهرة لتتكاتف الجهود من أجل إيجاد حلول عاجلة لها".

 وأشار الدرهم إلى أن جامعة قطر تلعب دورًا أساسيًا في المبادرات العالمية ذات الصلة بالبيئة وذلك من خلال إجراء العديد من الدراسات حول التغير البيئي والبيئة البحرية في قطر والمنطقة للمحافظة على التنوع البيولوجي. كما تهتم جامعة قطر بدراسة علوم الغلاف الجوي وتأثير النشاط البشري والصناعي على صحة الإنسان من خلال عدة مشاريع منها مشروع تطوير الوقود الحيوي باستخدام الطحالب الدقيقة وكذلك مشروعات حبس الكربون في مختبرات مركز معالجة أبحاث الغاز في الجامعة".
 
من جانبه، قال السفير الفرنسي لدى دولة قطر السيد إيريك شوفالييه: "لم تعد قضية التغير المناخي أمرًا نظريًا، وإنما باتت أمرًا حقيقيًا يهدد العالم الآن. ولعل ازدياد انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن زيادة النشاط البشري في الطاقة والصناعة وعوادم السيارات وقلع الغابات والأشجار من أبرز أسباب التغير المناخي في العالم والذي بدوره يُسبب العديد من الكوارث الطبيعية كالفيضانات والتصحر والإضرار بالثروة السمكية". 

وتطرق إلى الحديث عن مؤتمر باريس للمناخ والذي يجمع الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ Cop 21 والمقرر إقامته في العاصمة الفرنسية باريس في 30 نوفمبر ويستمر حتى 11 من شهر ديسمبر من العام الحالي. 
وقال إن المؤتمر يهدف بشكل رئيسي إلى التوصل إلى حل جذري للحد من مشكلة التغير المناخي. وستقوم الأطراف المشاركة بوضع خطة عمل لضمان خفض درجة الحرارة إلى درجتين مئويتين لتقليل تأثير التغير المناخي. 
وخلال الندوة، ناقش الباحثون والمختصون ظاهرة التغير المناخي والتي يُسببها بشكل رئيسي الزيادة المفرطة في انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو بسبب النشاط الصناعي وعوادم السيارات وإزالة عدد كبير من الغابات والمساحات الخضراء من على سطح الكرة الأرضية. 

وتناولت الجلسة الأولى في النقاش مخاطر التغير المناخي ومؤتمر باريس للمناخ Cop 21. أما الجلسة الثانية، فناقش السيد حارب الجابري مدير برنامج التقنيات الحيوية في مركز التنمية المستدامة التابع لكلية الآداب والعلوم في جامعة قطر دور الطحالب البحرية الدقيقة وفعاليتها في التقليل من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في قطر وقال: "تُسهم الطحالب الدقيقة في إيجاد حل جزئي لمشكلة زيادة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو وذلك من خلال توظيفه لإنتاج الكتلة الحيوية حيث تُساعد الطحالب الدقيقة على عزل وتثبيت غاز ثاني أكسيد الكربون وبالتالي إنتاج مواد ذات قيمة بروتينية تُسهم في إيجاد حلول فعالة لمشكلة الأمن الغذائي التي تؤرق العالم.
 
ويُمكن استخدام هذه الطحالب كمصدر للوقود الحيوي أو في تركيب مستحضرات طبية. يُذكر أن التغير المُناخي هو أي تغيير مؤثر وطويل المدى في معدل حالة الطقس في منطقة معينة. وتحدث هذه التغيرات نتيجة الحركة الديناميكية للأرض، كالبراكين، أو بسبب قوى خارجية كارتفاع في شدة الأشعة الشمسية أو سقوط النيازك الكبيرة أو بسبب النشاط الاقتصادي المتزايد والاستهلاك المتزايد للوقود الأحفوري لتوليد الطاقة، والذي يؤدي بدوره إلى زيادة نسبة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو. 

ويرمي المؤتمر العالمي Cop21 إلى مناقشة التغيير المناخي الذي يُهدد المجتمعات العالمية وذلك بغية التوصل إلى اتفاق عالمي يؤطّر الطريقة المُثلى لخلق مجتمعات واقتصاد عالمي بانبعاث كربوني أقل.