نسمع كثيراً هذه العبارة في فصل الشتاء في الأردن وترتبط إرتباطاً وثيقاً لدى المواطنين بقرب قدوم الجنرال الأبيض أي الثلج، لك هل فعلاً تأتينا تلك الكُتل الهوائية من القُطب مُباشرة!؟ في الحقيقة، ليس بالضرورة! حيث تُتبع تلك العبارة دائماً بكلمة "المنشأ" حيث يقول المُتنبىء الجوي: "كُتلة هوائية شديدة البرودة وقطبية المنشأ تؤثر على المملكة"، وبالتالي هذا لا يعني قدومها من القُطب مُباشرة إلينا، إلا أنها تأتي من مناطق عروض عُليا أي مناطق ذات خط عرض يقبع شمالاً في عُمق القارة الأوروبية والتي في الأساس هي مناطق باردة بحدّ ذاتها أو تكون قد إندفعت إليها فعلاً من الدائرة القطبية الشمالية. وترحل في العادة تلك الكُتل لمسافة تبلغ بالمتوسط حوالي 2700 كم في ظل توافر كافة الظروف المُناسبة لتؤثر على شرق البحر الأبيض المتوسط بما فيه المملكة، أهمها ديمومة وجود مُرتفع جوي قوي في غرب ووسط وجنوب القارة الأوروبية وإمتداده شمالاً في مرحلة ما، كذلك الحال وجود كُتلة هوائية شديدة البرودة في طبقات الجو كافة تقبع إلى الشرق من هذا المُرتفع، ويُساهم حينها إنخفاض الضغط في منطقة شرق البحر المتوسط بتوّلد منخفض جوي قادر على جر تلك الكتلة الهوائية شديدة البرودة بإتجاه المملكة في ظل بقاء الظروف مواتية لحدوث ذلك. يُذكر أن هطول الثلج في المملكة يرتبط إرتباطاً وثيقاً بالإرتفاع عن سطح البحر، ومدى برودة الكُتلة الهوائية الباردة المؤثرة، إذ قد يعمل منخفضٌ جويٌ مصحوب بكتلة هوائية شديدة البرودة قطبية المنشأ على هطول زخات ثلجية على المرتفعات الجبلية العالية كما يتكرر كثيراً شتاءً، أو قد تحمل كتلة أخرى تساقطاً ثلجياً كثيفاً على مناطق يقل إرتفاعها عن 500 متر عن سطح البحر مثلما حصل في 31-1-2008، أو تتدنى عن مستوى سطح البحر مثلما حدث في 6-2-1950 عندما كان البحر الميت يزهو باللون الأبيض.