الشعب المرجانية

طالبت 60 شخصية أسترالية من الدول التي ستجتمع في المؤتمر العالمي للمناخ الذي يقام في فرنسا في 29 نوفمبر الجاري بضرورة تأجيل مشروع استخراج الفحم من منجم "كارميكائيل" الواقع في حوض "جاليليه" في استراليا، وهو المشروع الضخم الذي تقوم بتنفيذه شركة "أداني" الهندية بتكلفة تصل لأكثر من 16 مليار دولار أسترالي "5ر10 مليار يورو" والذي سيوفر 10 آلاف وظيفة ويعود بالمليارات من الدولار على أستراليا بفضل إنتاجه 60 مليون طن من الفحم سنويا رغم انخفاض أسعاره.

كما اعترض المدافعون عن البيئة في استراليا على هذا المشروع لتهديده لأكبر كنز طبيعي في العالم هو حصن الشعب المرجانية الواقع شمال شرق استراليا والذي أدرجته اليونسكو في 1981 ضمن قائمة الإرث الطبيعي العالمي، علما بأن هذه المنطقة تحتوى على أكبر مخزون عالمي للفحم الموجود في أستراليا التي تحتل المركز الثاني على مستوى العالم في تصدير الفحم الذي يعد واحدا من أكثر العوامل المسببة للاحتباس الحراري والذي يمثل 705 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا مثل ألمانيا التي تحتل المركز السادس في انبعاث ديوكسيد الكربون على مستوى العالم.

وجاءت في دراسات علمية نشرت مؤخرا أن الحصن المنيع للشعب المرجانية الأسترالية فقد نصفه خلال 30 عاما الماضية بسبب الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية وحموضة المحيطات التي تمتص 30% من انبعاث ثاني أكسيد الكربون الذي يسببه النشاط الإنسان حيث أن ثاني أكسيد الكربون يتحلل إلي حمض عند نزوله في مياه المحيطات وأن هناك العديد من الكائنات البحرية تتأثر بهذه الحموضة ومن بينها الشعب المرجانية.

وقد صعق رئيس الوزراء الليبرالي تونى آبوت من مدافعي البيئة وأعلن أن الفحم مفيد للإنسانية وأنه ليس لديه النية في التراجع عن العقد الذي وقعه في شهر أكتوبر الماضي مع الشركة الهندية لاستخراج الفحم حيث يرى أنه سوف يكون أكبر منجم للفحم في العالم وهو على بعد 200 كيلومتر من خط السكة الحديد ومن ميناء ابوت – بوان الواقع فوق الحصن، والذي سيصبح أكبر ميناء في العالم.