إنها المرة الثانية التي أزور فيها جزر المالديف هذا الصيف، وكانت الدعوة هذه المرة من منتجع وسبا شانغريلا فيلينغلي الواقع في جنوب جزر المالديف، وتحديداً في جزيرة فيلينغلي في أدو أتول.

لم أصدّق ما رأته عيناي عند وصولي إلى منتجع وسبا شانغريلا فيلينغلي عبر القارب الذي أقلّني من مطار جزيرة غانت في رحلة استغرقت حوالى 10 دقائق، من المياه اللازوردية الشفّافة إلى الكوخ الخشبي الذي استقبلني فيه موظفو المنتجع وقدّموا لي عصير جوز الهند والورود اللطيفة ترحيباً بقدومي إلى أجمل مكان وطأته قدماي. هناك، شعرت بأن أحلامي بدأت تتحقق على أرض الواقع...

يقدّم منتجع وسبا شانغريلا فيلينغلي أنواعاً مختلفة من الفلل عددها 132، منها الفيلا الشاطئية المخبّأة بين غابة الأشجار، والتي تتميز بخصوصية تامة مع حوض السباحة الخاص بها، والفيلا الداخلية في القسم الداخلي للجزيرة وسط الأشجار والتي لا تطل على الشاطئ، والأكواخ الخشبية الساحرة المصمّمة داخل المياه، والمنازل الخشبية العالية داخل الأشجار المترافقة مع حوض سباحة خاص وإطلالة على المحيط الهندي من القسم الثاني للجزيرة.

استمتعت شخصياً بالإقامة الفاخرة في إحدى الفلل المائية وأُتيحت لي فرصة تأمّل روعة الأدغال الخضراء الزمردية، والسير على طول الخط الساحلي الفيروزي.

• فيلا بول Villa Pool: محاطة بطبيعة خضراء ومناظر آسرة للمحيط، مع حوض سباحة خاص وترّاس وحمّام في الهواء الطلق. أما ديكوراتها فتتميز بالطابع الآسيوي العصري مع لمسات من الهند والشرق الأوسط .

• فيلا ديلويكس بول Villa Deluxe Pool: تقدّم الفيلا إطلالة رائعة على المحيط وحمّام السباحة من شرفتها الخشبية، وتتمتع غرفة النوم بإطلالة خلابة على المحيط. كما تحوي الفيلا فناء فسيحاً مناسباً لتناول الطعام، علماً أن الفيلا تمتاز بالخصوصية التامّة .

• ووتر فيلا Water Villa: إنها فيلا مقامة على أعمدة خشبية في البحيرة الشاطئية الخاصة بالمنتجع، ويمكن الوصول إليها من طريق الممر الخشبي المتصل بالجزيرة. وتعتبر تلك الفيلا ملاذاً آمناً حيث الهدوء والراحة والإطلالة الساحرة.

• أوشن فيو فيلا Ocean View Villa: هذه الفيلا مشيّدة على دعامات خشبية فوق الماء، مما يمنح النزلاء إطلالة تسلب الألباب وهي ذات تصميم هندي مطعّم بلمسات الشرق الأوسط.

• فيلا بيتش فيو Villa Beach View: توفر هذه الفيلا شاطئاً خاصاً مع حديقة منسّقة تؤدي الى باب الفيلا الخشبي العتيق وتحتوي على تراس خاص يوصل إلى الشاطئ.

• بيتش فيلا بغرفتَي نوم Beach Villa: إنها فيلا مناسبة للعائلات مع طراز تقليدي من آسيا، وهي تتميز بموقع جميل مع فناء كبير ومكان للتشمّس.

• تري هاوس فيلا Tree House Villa: تقع الفيلا في مكان معزول على الجزيرة، فوق أعمدة بين الأشجار مع إطلالة بانورامية على المحيط على امتداد الأفق.

• فيلا موتهي: إنها لؤلؤة مع مساحات مائية محيطة بها، وهي اسم على مسمّى حيث إن اسم موتهي يعني اللؤلؤة.

• فيلا لالو: تشكّل هذه الفيلا جوهرة التاج في المنتجع، وهي تأتي مع ديكورات ومجموعة منتقاة من التحف الآسيوية والمنحوتات الجميلة من أندونيسيا وتايلاند وسريلانكا.

خيارات لا متناهية في الطعام
أتيحت لي فرصة تدليل نفسي وسط أجواء استوائية تتميز بأقصى درجات الفخامة مع مجموعة من خيارات تناول الطعام في مطاعم تميّزها خدمات استثنائية على الجزيرة، حيث يمكن الانغماس في تجارب طعام باذخة في ثلاثة مطاعم متنوعة، يتميز كل منها بأسلوبه الخاص وأطباقه اللذيذة.

المطعم الأول هو Dr. Ali's Restaurant and Bar الذي يديره الطاهي Dr Ali، والذي جاب العالم من الشرق الأوسط إلى البلدان الآسيوية ليعود إلى المالديف بحكاية أخرى من الأطباق الشرق أوسطية والآسيوية اللذيذة، تتيح للزائر الاختيار بين المطبخ الهندي أو الصيني أو العربي.

المطعم الثاني هو Javvu القريب من الردهة، فيقدّم الفطور الصباحي ويتميز بمطبخه العالمي والجلسات الداخلية والخارجية المطلّة على المحيط الهندي والمياه الزرقاء الصافية.

أما المطعم الثالث فهو Fashala وأطباقه من ابتكار الشيف الخاص بالمطعم الذي يقدّم طبقاً فريداً لا مثيل له من اللوبستر المالديفي بصلصة المانغو والحلوى، وأطباقاً أخرى مبتكرة. وفي المطعم جلسات خارجية على الرمال تتميز بأجواء رومانسية.

كما يمكن التمتع بتجربة تناول الطعام المخصّصة حسب الرغبة Dine By Design Experience في أحد المواقع الخارجية، سواء كان غداء أو عشاء على أضواء الشموع على متن يخت فاخر أو في الغابة القريبة من المحيط.

خطوات لحماية البيئة
خلال إقامتي في منتجع شانغريلا في المالديف، لفتتني التوعية البيئية التي يحاول المنتجع أن ينشرها بين جميع السكان والزوّار عبر الكثير من المبادرات، وأبرزها:

• الألواح الشمسية التي توضع على أسطح الفلل، وتساعد على تسخين المياه داخلها.

• المواد العازلة التي تسمح بتبريد الهواء، وتحول دون احتباس الحرارة، وتقلّل بالتالي الحاجة إلى تكييف الهواء.

• المفاتيح الصغيرة التي توقف تشغيل نظام تكييف الهواء تلقائياً عندما تُترك الأبواب والنوافذ مفتوحة.

• محطة تعبئة المياه التي أتاحت للمنتجع تقليص استهلاكه من الزجاجات البلاستيكية واستعمال قوارير زجاجية قابلة لإعادة الاستخدام.

• مراقبة الشعاب المرجانية ونقل تلك التي يمكن أن تتضرر من جراء أعمال البناء في محاولة لحماية الحياة البحرية.

زراعة الشعاب المرجانية Coral Planting

تشكل المياه الزرقاء الصافية الخلابة المحيطة بمنتجع شانغريلا المالديف موطناً لمساحات شاسعة من الشعاب المرجانية الرائعة. إلا أن المياه الدافئة فوق العادة، نتيجة حدوث ظاهرة النينو، أدّت إلى تبييض 90% من الشعاب المرجانية الموجودة في المياه الضحلة في جزر المالديف. وبناء عليه، بدأ العمل على حماية الشعاب المتضررة وإنبات شعاب مرجانية جديدة.

أطلق منتجع شانغريلا في المالديف مشروع تكاثر الشعاب المرجانية وبات أحد أنجح المشاريع في هذا الشأن على مستوى العالم حيث تم زرع كميات هائلة من المرجان، ويأمل القيّمون على المشروع المساعدة في حماية الشعاب المرجانية من مخاطر ظاهرة الاحتباس الحراري.

شاركتُ شخصياً في مشروع تكاثر الشعاب المرجانية، بحيث نزلت إلى المياه لمشاهدتها عن قرب، ومن ثم ثبّتُّ قطعة من الشعاب المرجانية على هيكل حديدي موضوع في القعر بهدف تحفيز نمو الشعاب المرجانية.

علاجات السبا في Chi The Spa

هل تبحثين عن التجدّد والاسترخاء والانسجام النفسي والجسدي والعقلي؟ يمكنك العثور على كل ذلك في سبا نادي تشي، السبا العلاجي في منتجع شانغريلا فيلينغلي المالديف. بالفعل، تقوم فكرة النادي على أصول أسطورة شانغريلا والتي تمثل مكاناً للسلام والأمان والصحة العافية. ويوفر السبا مجموعة من العلاجات المنوعة مثل الأيروفيدا الهندية وغيرها من العلاجات المحلية .

وللسبا في شانغريلا رؤية مختلفة تماماً، إذ تُجرى جلسات التدليك بالأصداف البحرية بأسلوب لا مثيل له، بحيث شعرت فعلاً خلال جلسة التدليك أنني أسافر إلى عالم من الأحلام مع صوت أمواج المحيط التي ترسو على الشاطئ من الجهة الثانية للجزيرة.

تجارب استثنائية
يمكن الضيوف ركوب الدرّاجات الهوائية لاستكشاف الجزيرة أو ممارسة التمارين الرياضية في مركز اللياقة البدنية أو ممارسة اليوغا أو الاستمتاع بالهرولة وسط المناظر الخلابة على المسارات ذات العلامات الإرشادية والمخصصة لذلك. أما الأنشطة المائية فتشمل التجديف بالكاياك وغوص السكوبا والرحلات البحرية على متن اليخت الفاخر.

بالإضافة إلى ذلك، يشتمل منتجع وسبا شانغريلا فيلينغلي على ملعب غولف لا مثيل له في أي منتجع آخر في المالديف. يطلّ هذا الملعب على المحيط الساحر من جهة، وعلى الأكواخ الخشبية من جهة أخرى.

أما النشاطات المائية فمتعددة وتتراوح بين الجيت سكي وجولة الصيد وسط المحيط والسباحة مع الأسماك، إضافة إلى مشاهدة الدلافين وسط المياه الساحرة.

كما يضم المنتجع صالة للرياضة تتنوع فيها الآلات الرياضية، إضافة إلى ملعب لكرة المضرب، ومسارات طبيعية مذهلة للركوب على الدرّاجة الهوائية وسط أشجار النخيل الباسقة.

رحلة مشاهدة الدلافين

تشتهر جزر المالديف بالدلافين المنتشرة في كل مكان في مياهها، والتي تعرف بكونها حيوانات بحرية ودودة، وغالباً ما تسبح بمحاذاة القوارب، وتوفّر غالبية المنتجعات والفنادق لنزلائها رحلات خاصة لمشاهدة الدلافين.

الدلافين الدوّارة عبارة عن دلافين صغيرة تشتهر بقفزاتها الأكروباتية ودورانها السريع. ويعتبر اللعب مع هذه المخلوقات الذكية أمراً ممتعاً وتجربة مسلية. وتشكّل المياه حول منتجع شانغريلا موطناً لمئات الدلافين مع سهولة الوصول إليها عبر رحلة قصيرة بالمركب.

انطلقنا من المنتجع في مركب صغير، وتولّى أحد علماء الأحياء المائية التابعين للمنتجع تقديم معلومات عن تلك الحيوانات البحرية المدهشة.

ولحسن الحظ استطعنا مشاهدة قطعان من الدلافين تسبح حولنا، وكانت تجربة مذهلة حقاً.

صيد الأسماك
توفر المياه الفيروزية المحيطة بـمنتجع شانغريلا في جزر المالديف بيئة مثالية لعيش الأسماك على اختلاف أنواعها، ولذلك ينظّم المنتجع رحلات مسائية لزواره لعيش تجربة صيد الأسماك في المحيط الهندي.

انطلقتُ مع مجموعة من زوّار المنتجع قرابة السادسة مساء في قارب متوسط الحجم، ورافقنا ثلاثة مرشدين محليين لمساعدتنا على وضع الطعم في الصّنارة وسحب الأسماك من المياه في حال تم اصطيادها.

انطلق المركب في عرض المحيط في رحلة بحرية رائعة عبر المياه الزرقاء الصافية. وبعد عشر دقائق تقريباً، توقف المركب، وطُلب منّا تجهيز العدّة للشروع في صيد الأسماك. اعتمدنا طريقة الصيد بالخيط بواسطة اليد والتي مارستها الأجيال في جزر المالديف، وترتكز هذه الطريقة على رمي الخيط والصّنارة في مياه المحيط، ومن ثم سحب الخيط مجدداً في حال علقت السمكة بالصّنارة.

إنها المرة الأولى التي أحاول فيها صيد الأسماك، ونجحت في اصطياد أربع سمكات متوسطة الحجم، لكن المسألة تطلّبت الكثير من الحظ والصبر. واتضح لي أن الصيد هو وسيلة جيدة للاسترخاء والاستمتاع في الوقت نفسه.

وعند عودتنا إلى المنتجع، اختار كل واحد منا الأسماك التي يريد تناولها وفق طريقة الطهي المفضلة لديه. طلبت شخصياً من الطاهي أن يشوي لي سمكتين وتناولتهما في مطعم Fashala المميز بأجوائه الرومانسية على شاطئ البحر.

الغوص في المحيط الهندي Snorkeling

تشتهر جزر المالديف، التي تؤوي حوالى 1200 جزيرة استوائية في بحيراتٍ شفافة في المحيط الهندي، باحتضانها أكثر اختبارات الغوص روعةً في العالم. ويتبع منتجع شانغريلا نهجَ فلسفةٍ مميزاً يقضي بالاستكشاف الحذر والتفاني في الحفاظ على الحياة البحرية.

لذا، كان لا بدّ من اختبار تجربة الغوص مع فريق الاختصاصيين العاملين في المنتجع. انطلقنا في مركب صغير ووصلنا إلى مساحة غنية بالشعاب المرجانية والكائنات البحرية المنوعة.

نزلنا إلى مياه المحيط وبدأنا استكشاف عالم آخر في مياه المحيط. بحيرات ضحلة ومنحدرات عميقة غنية بالشعاب المرجانية الملونة المتناغمة مع السلاحف البحرية والأسماك في مشهد مذهل بكل معنى الكلمة. بالفعل، بدت الشعاب المرجانية كأنها حدائق طبيعية تحت الماء، وتحلّق فوقها أسراب من الأسماك الملونة.

التزلج على الماء
يمكن ممارسة العديد من الرياضات المائية المتنوعة في جزر المالديف، ومن أبرزها التزلج على الماء، وركوب الأمواج، والتزلج المائي بواسطة المظلة، وغير ذلك الكثير.

قررت تجربة التزلج على الماء لأنها واحدة من الرياضات المائية الأكثر شعبية في جزر المالديف. ولا بدّ من الإشارة إلى عدم الحاجة لأن يكون الشخص سبّاحاً ماهراً لممارسة رياضة التزلج على الماء.

يكفي ارتداء سترة النجاة، والانطلاق بسرعة معقولة على الجت سكي فيمكنك تسريع المحرّك كما تريد وأن تلبس سترة النجاة ولا تقلق، فدائماً خفر السواحل على أهبّة الاستعداد، وكن مطمئناً، فإن وقعت في الماء فسترة النجاة ستجعلك تطفو فوق سطح الماء حتى يتم إنقاذك.

إلى اللقاء

أربعة أيام كاملة أمضيتها في ربوع منتجع وسبا شانغريلا فيلينغلي في المالديف، أتيحت لي خلالها فرصة الاستجمام على أروع الشواطئ الرملية البيضاء، والسباحة في المياه الفيروزية، والتنزّه بين الأكواخ الخشبية وأشجار النخيل، وممارسة العديد من النشاطات المائية، ونسيان ضغوط الحياة وهمومها. شعرت خلال الأيام الأربعة أنني في كوكب آخر لا علاقة له أبداً بصخب الحياة التي نعيشها. غادرت تلك الجنّة الاستوائية على أمل العودة إليها في القريب العاجل!

معلومات مهمة عن جزر المالديف

الموقع الجغرافي: تقع جزر المالديف غرب الجزء الجنوبي من الهند في المحيط الهندي، وتضم حوالى 1200 جزيرة مرجانية، وتوفر كل الجزر حياة بحرية فريدة وشواطئ ممتازة مع الشعاب المرجانية الرائعة، إلى جانب أشجار جوز الهند.

المناخ: حار ورطب على مدار العام مع درجات حرارة تتراوح بين 29 و 32 درجة مئوية، والشمس تكاد تكون دائماً مشرقة.

اللغة المعتمدة: يتم التعامل باللغة الإنكليزية على نطاق واسع في جزر المالديف.

العملة: الروفيا هي العملة الأكثر استخداماً في جزر المالديف على الرغم من قبول الدولار الأميركي (وأحياناً العملات الأخرى) في المنتجعات.

أفضل وقت للسفر الى المالديف: السفر إلى المالديف مناسب طوال أيام السنة لأن الجزر مشمسة على الدوام، وإن كانت تشهد تقلبات في درجات الحرارة وهطولاً للأمطار، لا سيما بين شهرَيّ نيسان/أبريل وتشرين الأول/أكتوبر.

الطعام في جزر المالديف: يعتمد الطعام المالديفي إلى حد كبير على الأسماك، ولا سيما التونة، ويستمدّ المطبخ الكثير من تقاليد سريلانكا وجنوب الهند. وغالباً ما تكون الأطباق ساخنة، وحارّة مع نكهة جوز الهند، ومترافقة عموماً مع الخضروات