طولكرم ـ وفا
أقامت سلطة جودة البيئة اليوم الثلاثاء، مهرجانا في محافظة طولكرم لمناسبة اليوم العالمي للبيئة تحت شعار 'ارفع صوتك لا مستوى سطح البحر'، بحضور القنصل البلجيكي العام في القدس برونو جانز.
وأعلنت رئيسة سلطة جودة البيئة عدالة الأتيرة، في كلمتها خلال المهرجان، عن انطلاق مشروع الفحص الشامل لتأثيرات البيئية والصحية للمصانع الإسرائيلية الكيماوية (غاشوري) المقامة على أراضي المواطنين غرب طولكرم.
وأكدت أن الصوت الفلسطيني ينادي بصوت عالٍ أن كفى صمتاً على تجاوزات الاحتلال بحق البيئة الفلسطينية، وقالت إن طولكرم قطعت شوطا كبيرا في مجال حماية البيئة الفلسطينية، 'فتم إغلاق كافة المكبات العشوائية والعمل جارٍ لإنهاء مشكلة وادي الزومر، وقريبا وبعد أسبوع سينطلق مشروع (GREEN TULKARM)، الذي سيركز على إعادة تدوير الورق والكرتون والمخلفات الخضراء لصناعة السماد والأعلاف وسيصاحب هذا المشروع ورشات للتوعية البيئة ستطال كافة فئات المجتمع'.
وطالبت الأتيرة كافة الجهات ذات العلاقة بوقف كل الظواهر التي تهدد البيئة وتحديداً حرق الإطارات لاستخرج الأسلاك، والتعامل بحزم مع من يقومون بتسهيل تهريب النفايات، وأن تكون هناك رقابة أكثر شدة، إضافة إلى توعية المزارعين بقضية استخدام المبيدات التي كانت سببا في زيادة الأمراض خاصة السرطان.
وقالت إن سلطة البيئة تسير بخطى ثابتة نحو تفعيل قانون البيئة، وهي في المراحل الأخيرة لتشكيل الشرطة البيئية، وتسعى لتزويد كل المفتشين بالأجهزة المطلوبة من أجل حماية البيئة ووقف التجاوزات بحقها.
من جانبه، دعا محافظ طولكرم عبد الله كميل إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن الآثار والأضرار الناتجة عن المصانع الكيماوية المقامة غرب مدينة طولكرم، التي نتج عنها إصابات بالسرطان والربو وغيرها من الأمراض المزمنة.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي أكبر ملوث للبيئة، خاصة أن تلك المصانع مقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، حيث نقلها الاحتلال من داخل أراضي عام 1948.
وقال إن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جريمة مركبة كونه احتلالا أولاً بالإضافة لاعتباره المصدر الأول لتلويث البيئة، وبالتالي فإنه يعتبر المفسد الأول، حيث اقتلعت إسرائيل منذ عام 2000 ما يزيد عن مليون شجرة.
ودعا كميل دول العالم جميعا إلى التحرك ضد الآثار البيئية المدمرة الناتجة عن مصانع 'غاشوري' من خلال جلب فرق تحقيق دولية، مقدما الشكر لبلجيكا التي 'ستباشر بتقصي الأوضاع بالقرب من المصانع الكيماوية والعمل على أخذ عينات من التربة والمياه لقياس مدى التلوث الناتج عن تلك المصانع'.
وأشار إلى أن 'المصانع الكيماوية غاشوري مقامة داخل الأراضي المحتلة عام 1967 حيث تم السيطرة على 82 دونما تابعة للأوقاف الإسلامية، بالإضافة لــ8 دونمات لمواطن من عائلة الجلاد، وباقي الأرض أميرية، وبالتالي فإن الاحتلال يخالف القانون الدولي ويضرب بعرض الحائط كل التحركات التي تجري لأجل وقف عمل هذه المصانع'.
بدورها، عبرت مديرة التربية والتعليم في طولكرم نائلة عودة عن رفض الممارسات الإسرائيلية التي تنتهك الحقوق الفلسطينية بالعيش في بيئة نظيفة، داعية إلى بذل مزيد من الجهود من أجل رفع الوعي البيئي لدى المواطنين، ليعيشوا حياة نظيفة خالية من التلوث.
من جانبه، أكد القنصل جانز أهمية التعاون المشترك بين الجميع فيما يخص مصانع 'غاشوري'، موضحا أن دراسة هذه المصانع لن تقتصر على الآثار البيئية على التربة والهواء والماء، بل ستكون شاملة أيضا لصحة الإنسان بالإضافة إلى أنه سيكون هناك جانب توعوي حول مخاطر هذه المصانع.
وتم خلال الحفل تكريم مدرسة بنات بيت ليد الأساسية العليا لحيازتها على أفضل مدرسة صديقة للبيئة، فيما تخلل الحفل ريبورتاج صحفي حول تأثير المنطقة الصناعية الإسرائيلية 'غاشوري'، وفقرات فنية قدمتها مدارس عنبتا وشويكة وبيت ليد، إضافة إلى تكريم عدد من المؤسسات والوسائل الإعلامية التي كان لها إسهام في حماية البيئة.