الحمى القلاعية

ضرب فيروس الحمى القلاعية عددا كبيرا من الماشية في الكويت، الأمر الذي أدى إلى خسائر في تجارة الألبان والماشية وخفض نسب إنتاج الحليب اليومية. وسجلت الهيئة العامة للزراعة والثروة الحيوانية الكويتية إصابة 12 مزرعة للأبقار في منطقة الصليبية الواقعة شمال الكويت بالفيروس، وإصابة 711 بقرة نفق منها 44، متوقعة تعرض 6101 بقرة للإصابة نظرا لوجودها في المزارع المصابة.

والاسم العلمي للحمى القلاعية هو 'مرض القدم والفم' (Foot-and-mouth disease)، وهو يصيب الماشية، واحتمالية انتقاله للبشر قليلة جدا، وذلك وفقا لخدمة الصحة الوطنية في بريطانيا. وسجلت آخر حالة لانتقال هذا المرض في المملكة المتحدة إلى بشر، عام 1966*.

ويختلف مرض الحمى القلاعية (Foot-and-mouth disease) عن مرض آخر يصيب البشر هو 'مرض اليد والقدم والفم' (Hand, foot and mouth disease)، وتسبب الأخير فيروسات تنتمي لجنس الفيروسات المعوية مثل فيروسات كوكساكي (coxsackieviruses)، وهذا وفقا للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وقال رئيس اتحاد منتجي الألبان الكويتي عبد الحكيم الأحمد إن الحمى القلاعية قللت من إنتاج الألبان اليومي بنسبة 25%، مشيرا -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن تراجع الإنتاج سببه تأثر الأبقار بالفيروس، وعدم قدرتها على تناول طعامها بشكل جيد الأمر، وتأثير الإصابة في خفض كمية إدرار الحليب.

ولفت إلى أن الألبان والأجبان في الكويت سليمة وليس هناك ما يدعو للخوف، مبينا أن الإجراءات الصحية المتبعة في عملية المعالجة والبسترة كفيلة بسلامتها بشكل تام.

السعودية وإيران
وأشار الأحمد إلى أن أغلب الإصابات بالفيروس كانت في العجول الصغيرة غير المدرة للحليب، والتي لم يتم تحصينها ضد الحمى القلاعية بعد، مضيفا أن الفيروس انتشر أولا في السعودية وإيران، ونقل عن طريق الماشية المستوردة إلى أبقار الكويت وأغنامها.

من جهته، قال مربي الأغنام الكويتي نواف السلمان إن فيروس الحمى القلاعية -المتعارف عليه باسم 'أبو هجير' لدى رعاة الماشية في دول الخليج- أصاب معظم ماشيته إلى جانب أعداد كبيرة من البهائم وأغنام الحظائر، لافتا إلى أن هذا النوع من الفيروسات ليس جديدا وهو عادة ما يصيب الأغنام بين وقت وآخر، إلا أنه انتشر هذا العام بشكل أكبر، مؤكدا أن الماشية المصابة بالفيروس تحسنت بعد استخدام اللقاحات والعلاجات التي وصفها الأطباء البيطريون.

ولفت السلمان إلى وجود علاج تقليدي لدى مربي الماشية كان يستخدم في الماضي للتخلص من الفيروس، وهو عزل الأغنام بعيدا عن الحظائر مسافة لا تقل عن كيلومترين، وإخراج الأغنام للرعي بشكل مستمر، وإشعال 'الحرمل' -وهو من أنواع البخور- لتقوم الأغنام المصابة باستنشاقه، أو حرق إطارات وجعل دخانها يتجه نحو الأغنام.

من ناحيته، قال الدكتور البيطري وسام عويس للجزيرة نت إن الحمى القلاعية مرض فيروسي يصيب الحيوانات الثنائية الأطراف متضمنة الأغنام والأبقار، لافتا إلى أن الفيروس يتميز بسرعة انتشاره وانتقاله السريع عن طريق الرياح، ويؤدي إلى ارتفاع الإصابات بين القطعان والغنم ومزارع الأبقار.

وتابع أن الفيروس له سبع حالات يصيب أغلبها البهم والعجول الصغيرة والغزلان، مشيرا إلى أنه يتسبب في رفع درجة حرارة الحيوان المصاب إلى حوالي 42 درجة، إلى جانب التهابات شديدة وتقرحات على الفم واللثة و فوق اللسان، وأشرس حالاته تكون عند نزوله للقلب، مما يسبب التهابات في جدرانه وعضلاته ويؤدي إلى النفوق السريع.

عزل
وأكد على ضرورة عزل الحيوانات المصابة لتطهير مناطق الماشية واستخدام المطهرات الحديثة المؤثرة على الفيروس، مثل 'الغلوترالدهيد' و'الفورمالين'. 

من جهته قال الطبيب الاختصاصي الدكتور أحمد الحمود إن هناك مرضا مشابها للحمى القلاعية يصيب الإنسان، لكنه غيره، ويسمى مرض 'اليد والقدم والفم'، وعادة يصيب الأطفال ويسببه فيروس من نوع 'كوكساكي'.

ويصيب المرض جوف الفم وراحتي اليدين والأصابع وباطن القدمين وأجزاء أخرى من الجلد، وينتقل من شخص لآخر بواسطة مواد ملوثة ببراز المصاب إلى فم الشخص السليم، أو عن طريق الجهاز التنفسي والإفرازات التنفسية وبالاحتكاك المباشر بين المريض والسليم.