تشكل المحميات الطبيعية مناطق للتنوع البيولوجي تسهم في حماية الطبيعة من التغيرات التي يعتبر الانسان احد اهم اسبابها الامر الذي يحولها الى ثروة وطنية للبلاد التي تتواجد فيها. وتؤدي هذه الثروة البيئية دورا اقتصاديا مهما في المناطق التي تتواجد فيها خصوصا انها تشكل عامل جذب للسياح ورواد الطبيعة الذين ينتقلون من بلد لاخر من اجل مشاهدة المحميات والتمتع بمكوناتها الطبيعية. وقال المسؤول في محمية (ارز الشوف) وليد حسن في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بمناسبة اليوم العالمي للمحميات الطبيعية ان المحميات تنشط الدورة الاقتصادية في البلدات والقرى المحيطة بها لجهة تصريف انتاجها. واشار حسن الى (مشروع التنمية الريفية) الذي تنفذه المحمية من خلال اقامة مشاغل للسيدات في البلدات المجاورة حيث يتم تسويق انتاجهن عند مداخل المحمية. واضاف ان المحميات توفر فرص عمل داخلها لابناء البلدات كما تحرك المحال التجارية والسياحية المنتشرة في هذه المناطق. بدوره اعتبر رئيس جمعية (طبيعة بلا حدود) محمود الاحمدية في تصريح مماثل ل(كونا) ان افضل ما تحقق في هذا الاطار تكون وعي شعبي واهلي الى جانب الرسمي لاحتضان هذه المحميات التي تجسد بعدا سياحيا اضافة الى دورها في التوازن البيئي. واكد الاحمدية اهمية التعاون القائم بين المسؤولين عن هذه المحميات والمجتمع الأهلي المحلي الذي تتواجد فيه لاسيما انها تؤدي دورا اقتصاديا من خلال ابراز المنتجات والصناعات اليدوية التقليدية للمجتمعات المحلية. وراى ان التواصل بين الزوار المحليين والعرب والعالميين يشكل قاعدة انسانية رائعة لتثبيت قيمة الانسان وقيمة الضيافة في المنطقة. وعدد اهمية المحميات لجهة دورها في مواجهة التصحر وانجراف التربة الى جانب تعزيز الانتاج الزراعي والغذائي البيئي. ويرى خبراء في مجال البيئة انه الى جانب دور المحميات في الحفاظ على الموارد الطبيعية واستدامتها تقوم بتنمية المجتمعات المحلية والريفية المحيطة بها بجذب عدد كبير من الزوار الذين يسهمون بتنشيط السياحة البيئة. ومن ابرز نشاطات السياحة البيئية في المحميات المشي في الطبيعة ومراقبة الطيور والحيوانات اضافة الى السباحة والتعرف على النباتات وركوب الدراجات الهوائية وتسلق الجبال والتعرف على التقاليد المحلية ومراقبة النجوم. ويضم لبنان 14 محمية طبيعية تمتاز بغنى تنوعها البيولوجي حيث تحتوي على نحو 370 نوعا من الطيور المقيمة والمهاجرة وما يزيد على 2000 نوع من النباتات والأزهار البرية وما يقارب 30 نوعا من الثدييات كالذئب والضبع والهر البري والنيص والسنجاب. وتحتوي هذه المحميات التي تدار تحت اشراف وزارة البيئة على معظم غابات الأرز المتبقية في لبنان. ومن ابرز المحميات واكبرها محمية (أرز الشوف) التي تغطي ما يقارب 2 في المئة من الاراضي اللبنانية وتضم 25 في المئة من غابات الارز في لبنان.