دبي ـ وام
بدأت بلدية دبي إعتبارا من مارس الحالي تطبيق استخدام مواد إسمنتية صديقة للبيئة في تنفيذ المباني وتم وضع جدول يوضح النسب المئوية لتلك المواد بناء على كودات عالمية وحسب مواصفات الخرسانة المطلوبة وبما يتوافق مع بيئة ومناخ دبي.
وقال سعادة حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي اليوم أن هذا التطبيق يهدف إلى التقليل بقدر المستطاع من الآثار المدمرة على البيئة والحياة البرية الطبيعية التي قد تؤثر على احتياجات الأجيال القادمة والذي سيكون له بالغ الأثر على تلوث الجو المحيط بالمدن نتيجة الانبعاثات غير صحية الناتجة عن استخدام مواد غير صديقة للبيئة.
واضاف أنه اعتبارا من مارس الماضي صدرت توجيهات بتطبيق متطلبات المباني الخضراء على جميع المباني الحكومية بعد أن كانت اختياريه منذ أكثر من ثلاث سنوات على جميع المنشآت الخاصة ولكن أصبحت إجبارية هذا العام وذلك بعد أن قامت البلدية بالإطلاع على العديد من الممارسات العالمية في استخدام بدائل عن الإسمنت البورتلاندي وتبين أن العديد من الدول المتقدمة بدأت استخدامها منذ سنوات لما لها أهمية كبرى في الحفاظ على البيئة وفي الحد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الضار بالصحة العامة والسلامة وبالبيئة وفي تحسين خصائص الخرسانة وإطالة عمر المباني الخرسانية وفي تحقيق شروط المباني الخضراء.
من جانبه قال المهندس عبدالله رفيع مساعد المدير العام لقطاع الهندسة والتخطيط بالبلدية أن بلدية دبي تحرص على تطبيق كافة المعايير والاشتراطات التي تخدم توجهات الحكومة الرشيدة وذلك في إطار جهودها للارتقاء بمستوى مباني دبي والتحسين والتطوير المستمر لها بما يتوافق مع الأهداف الإستراتيجية الخاصة بتحول دبي إلى مدينة خضراء.
وأضاف أن بلدية دبي عقدت ندوة وورشة عمل بعنوان "استخدام مواد إسمنتية صديقة للبيئة في صناعة الخرسانة المستدامة" حضرها عدد كبير من جميع الفئات العاملة في قطاع التشييد والبناء ويأتي أطلاق هذه الورشة لسرد تفاصيل الخرسانة الخضراء التي تدعم مسيرة البناء المستدام " الأخضر" ويؤثر تطبيقها في زيادة عمر المنشآت الخرسانية وفي الحفاظ على البيئة والصحة السلامة بشكل كبير.
وأوضح أن أهم عنصر يدخل في بناء مباني دبي هو الخرسانة المسلحة التي من أهم مكوناتها الإسمنت ..منوها أن الإسمنت غير صديق للبيئة نظرا لأن صناعته وتطبيقاته ينتج عنها انبعاث ثاني أكسيد الكربون ومواد أخرى سامة بكميات هائلة تضر بالبيئة والصحة العامة والسلامة وانطلاقا من سياسة إدارة المباني في البحث والإطلاع على كل ما هو جديد في قطاع التشييد والبناء لتطبيق أفضل الممارسات العالمية بما يتوافق مع بيئة دبي ولتواكب التنافسية الدولية لذا قامت الإدارة بإجراء دراسة لتوضيح أضرار الإسمنت ومن ثم معالجتها باستخدام مواد إسمنتية صديقة للبيئة في صناعة الخرسانة المستدامة.
وأشار إلى أن إدارة المباني تقوم حاليا بإصدار كتاب يتضمن بنود ونتائج تلك الدراسة أهم نتائج تلك الدراسة هو التعرف على أضرار الإسمنت البورتلاندي حيث أن إنتاج واحد طن من الإسمنت يصاحبه انبعاث 1.1 طن تقريبا من غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات وأبخرة أخرى ضارة كما أن مصانع الإسمنت وحدها تنتج 50 بالمائة من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون لجميع المصانع.
واضاف أن إنتاج طن من الإسمنت يؤدي إلى انبعاث 164 كيلو جراما من الغبار مما يؤدي إلى زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري وزيادة الأضرار البيئية والصحية وزيادة نسبة أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والتحجر الرئوي وسرطان الرئة والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض الخطيرة على الإنسان وحسب دراسة بيئية عالمية فإن مصانع الإسمنت عالميا هي ثاني مسبب للوفيات في سرطان الرئة بعد الدخان.
من جانبه أولى المهندس خالد محمد صالح مدير إدارة المباني اهتماما كبيرا في وضع المواصفات والاشتراطات الفنية للمباني الخضراء ..موجها بالعمل على تثقيف جميع العاملين في قطاع التشييد والبناء بها ومن ثم تطبيقها لذا كثفت إدارة المباني جهود التوعية والتدريب في مجال المباني الخضراء خلال عامي 2013 و 2014 .