القاهرة – العرب اليوم
تقوم العلاقات السليمة على قبول الاختلافات واستعمال الصعوبات التي تواجه الشريكين لتعزيز علاقتهما.
إنها الأشياء الصغيرة التي تشكل الفرق في أي مجال من مجالات الحياة، وهي مهمة بشكل خاص في العلاقات الغرامية، لأنها تغذيها وتقويها. فليس الحب لوحده من يؤسس العلاقة، بل الطريقة التي يعامل بها الشريكان بعضهما.
و لكي لا يموت هذا الحب، فالاحترام و الاهتمام يحتلان مكانة علياً و أهمية قصوى، فالحب كالبستان، يحتاج رعاية يومية لكي لا تجف ثماره.
يكمن الحب في التفاصيل الصغيرة اليومية :
يكمن الحب في التفاصيل الصغيرة التي تولد كل يوم. كالعناق، القبلات، الحماية، الدعم والرعاية، مشاهدة الأفلام سويا، التنزه يدًا في يد، مفاجئات غير متوقعة... و غيرها. فبدون هذه التفاصيل الصغيرة، لن يكون هنالك حب، ولن نستطيع العيش بسعادة مع الحبيب، لأن هذه الشرارات هي التي تبقي الشعلة موقدة.
ما هو الحب الحقيقي :
لا يعرف الحب الحقيقي بما يتطلب، بل يعرف بما يقدم عن طيب خاطر. فالحب لا يعني الخضوع أو الاعتماد على الغير، بل يعني التحرر و تحقيق الذات. لكن لا يجب تفسير هذا بعدم إبداء أي اهتمام، لكون الأساس في الارتباط السليم يكمن في ميل عاطفي لا ينعدم فيه الأمان ولا يطمح من خلاله الشريكان لأي متطلبات تحمل في طياتها الاستغلالية.
من ناحية أخرى، يجب التخلي عن الأفكار فائقة الرومانسية المستوحاة من قصص ديزني وأفلام هوليود. فمعظمنا يعتقد أن الشرط في علاقة الحب الحقيقي هو الإفراط في التعلق بالحبيب، مع أن ذلك في الحقيقة ليس أكثر من مصدر للاعتماد العاطفي ومتطلبات لا تمت للواقع بصلة.
الحب الحقيقي ليس مثالياً، بل ينبني على أسس من الصدق والاحترام والثقة المتبادلة، والشرط في دوامه يتمثل في رعايته وسقيه بتلك التفاصيل الصغيرة.
ما الشيء المشترك بين العلاقات طويلة الأمد؟
ليس الحب المثالي إلا صورة نمطية شكلت من مجموعة من الخصائص التي تعتقد أن من خلالها سوف نعيش بسعادة. لكن الواقع مختلف تماماً، لأنه لا يوجد وصفة سحرية لإقامة علاقة سليمة على المدى البعيد.
مع ذلك، فقد حدد الباحث جون جوتمان " الباحث في العلاقات الزوجية "خمسة مبادئ أساسية تتشارك فيها العلاقات السليمة:
1- الإعجاب
يستطيع الشريكان المثاليان تقدير صفات بعضهما البعض بصورة إيجابية. لكن ذلك لا يتمثل في التعبير بشكل ساذج وعشوائي عن الاعجاب بصفات الآخر، بل بأخذها بعين الاعتبار وتقديرها دائماً وأبداً.
2- تشكيل فريق
تكمن صحة العلاقة في إدراك أن الشريكان يكونان فريقا من "نحن" وليس " أنت من جهة و أنا من جهة أخرى".
3- معرفة عميقة بالطرف الآخر
يعرف الأزواج المثاليون تمام كيف يثيرون اهتمام شركائهم ويستطيعون التعبير عما يبادرهم بكل حرية وصراحة فهم يعلمون ان شركائهم هم توائم روحهم ويستطعون الوثوق بهم مائة بالمائة.
4- تخطي الصعوبات
يستطيع الأزواج المثاليون تجاوز الصعوبات من خلال التعاون والعمل معاً مما يمكنهم دائماً من التعبير عن أنفسهم بشكل إيجابي.
5- تقبل الآخر
يدرك هؤلاء الأزواج أن هناك صفات في أحدهما لا يمكن التخلي عنها، لذلك يجب التعايش معها، لأنهما يعتبر أن هذه الصفات هي اختلاف بسيط وليست عيباً شنيعاً.
لكل هذه الأسباب، لا ينبغي علينا البحث عن الحب المثالي، بل علينا الاكتفاء بعلاقة حب بسيطة، حقيقة ومرضية وآمنة لنا. فالعلاقات المستقرة تعرف خلافات كغيرها من العلاقات، لكن الفرق يكمن في أن الشريكين اكتسبا القدرة على قبول اختلافاتهم وعزما على التعايش معها والاستمرار في رعاية بعضهما البعض.
في النهاية، الأزواج الذين يعملون على الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، يساهمون في تأجيج حبهم يوماً بعد يوم.