لندن - سليم كرم
من المتوقع أن يترك تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي أو ما يعرف بـ"بريكزيت"، أثره على أندية الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم لأنها ستعاني ماديًا من أجل ضم اللاعبين الكبار، وهناك سؤال حول ما اذا كان بمقدور لاعب مثل نجم يوفنتوس الإيطالي والمنتخب الفرنسي بول بوغبا اللعب في الدوري الإنكليزي لاعبًا محليًا في حال أصبح الطلاق نهائًيا نتيحة الاستفتاء الذي حصل في 23 الحالي وقرر من خلاله البريطانيون الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
لكن السؤال الاهم يتعلق بقدرة الأندية الإنكليزية على شراء لاعبي العيار الثقيل من الأندية الأوروبية الأخرى خصوصًا في ظل تدهور سعر صرف الجنيه الإسترليني الذي خسر 9 في المئة من قيمته تجاه اليورو بعد ساعات معدودة على إعلان نتائج الاستفتاء، ورأى البروفسور في الاقتصاد الرياضي في جامعة "سالفورد" سايمون شادويك لصحيفة "ذي تايمز": "إذا واصل الجنيه هبوطه، فالمواهب الأجنبية ستصبح أكثر تكلفة، وهذا الأمر سيكون تأثيره كارثيًا على سوق الانتقالات الصيفية".
والفوارق في صرف العملة لن تؤثر كثيرًا على الأندية الإنكليزية الغنية مثل مانشستر سيتي وجاره اللدود مانشستر يونايتد، لكنها قد تلقي بظلالها على الأندية المتوسطة حتى في ظل العائدات الجديدة الناجمة عن توزيع أموال النقل التلفزيوني، وأبرز دليل على ذلك أن اللاعب الذي كان يكلف 10 ملايين جنيه إسترليني قبل موعد الاستفتاء أصبح يكلف أكثر بـ900 ألف جنيه بعد الاستفتاء.
وتحدث أحد مالكي نادي وست هام يونايتد ديفيد ساليفن الذي تقدم فريقه قبل الاستفتاء بعرض لمرسيليا الفرنسي قدره 40 مليون يورو من أجل التخلي عن البلجيكي ميتشي باتشواي، قائلا: "سيكون هناك الكثير من العواقب على الدوري الإنكليزي الممتاز وكرة القدم بشكل عام".
واضاف للموقع الرسمي لوست هام: "إذا واصل الجنيه الإسترليني هبوطه تجاه اليورو، سيصبح لاعبو الإندية الأوروبية أكثر تكلفة ما يؤثر على قوتنا الشرائية، حتى في الوقت الحالي، سنعاني من الخسائر نتيجة الأموال التي ندين بها لأندية اشترتينا منها لاعبين في حال تواصل هبوط الجنيه، لكن كل الأندية في المركب ذاته".
وقال دانيال غي من مكتب المحاماة الرياضي "شيريدانز" لصحيفة "دايلي مايل": "كل شيء يعتمد الآن على ما إذا كان يتم دفع رسوم الانتقال بالجنيه أو باليورو، كما هناك مسألة الراتب الذي سيتقاضاه اللاعب الأوروبي، فقد يقبض أمواله باليورو من أجل المزيد من الضمانات ثم يحولها لاحقًا، وهناك وجهات نظر مختلفة حول ما إذا كان البقاء في السوق الأوروبية الموحدة -وهو ما يتطلب عادة أن تسمح الدولة المعنية بحرية الحركة- سيكون نعمة أم نقمة.
إذا تركت بريطانيا السوق الموحدة، فعلى اللاعبين القادمين إليها من الاتحاد الأوروبي تلبية القواعد الصارمة المطبقة على اللاعبين من خارج الاتحاد الأوروبي، أي يجب أن يخوضوا نسبة معينة من المباريات الدولية في العامين اللذين يسبقان التوقيع.
ولو تطبق هذه القاعدة حاليًا، فهناك 400 لاعب في الدرجتين الأوليين في إنكلترا وأسكتلندا غير مؤهلين إلى اللعب في بريطانيا ومن بينهم نجم وست هام الدولي الفرنسي ديميتري باييت ومواطنه نغولو كانتيه الذي لعب دورًا أساسيًا الموسم الماضي في قيادة ليستر سيتي إلى لقب الدوري الممتاز.
ويرى البعض أن عدم الوجود في السوق الأوروبية الموحدة يعتبر نعمة لأنه سيمنح المواهب الإنكليزية الشابة فرصة الصعود إلى النجومية لأنها ستحصل على فرص أكبر لإبراز قدراتها عوضًا عن إعارتها إلى الفرق الرديفة من أجل تنمية مواهبها في ظل وجود اللاعب الأوروبي.
ورأى دان لوين من مكتب المحاماة الرياضي "كوتشمانز" أن الأندية "تحتاج دون شك إلى النظر في سياساتها وأهدافها في سوق الانتقالات ما يصبح الموقف أكثر وضوحًا خلال الأعوام المقبلة".