برلين - العرب اليوم
يدرك المنتخب الألماني أنه ليس ضمن المرشحين للتتويج ببطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2020) نظرا لأنه لا يزال يخضع لمرحلة تجديد وإعادة بناء، لكنه نجح في تعزيز ثقته بشكل كبير عبر انتصارين كبيرين أمام بيلاروس وآيرلندا الشمالية في نهاية مشواره في تصفيات يورو 2020، وبعد أن تغلب على بيلاروس 4 - صفر يوم السبت الماضي، اختتم المنتخب الألماني مشواره في التصفيات بالفوز على نظيره الآيرلندي الشمالي 6 - 1 مساء الثلاثاء، ليفوز بصدارة المجموعة الثالثة مع نهاية الجولة الثامنة الأخيرة من مبارياتها، وتأهل برفقة المنتخب الهولندي، صاحب المركز الثاني.
وقال يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني إنه «استمتع حقا» بالانتصار الكبير الذي تحقق أمام آيرلندا الشمالية في فرانكفورت وكذلك الفوز أمام بيلاروس؛ حيث جاء في نهاية عام شهد تذبذباً في مستويات المنتخب الألماني.
وكتبت مجلة «كيكر» الرياضية على موقعها الإلكتروني أمس: «تأهل ناجح، لكن لا شيء أكثر من ذلك». كذلك ترى صحيفة «بيلد» أن شيئاً لم يتحقق بعد، لكنها أضافت: «المنتخب يستحق ثقتنا»، وأن ما أنجز حتى الآن «قد يكون بداية لعهد جديد». ورغم أن المنتخب الألماني لا يعد مرشحا قويا للقب يورو 2020 التي تقام في 12 مدينة أوروبية، فإنه سيحظى بأفضلية خوض جميع مبارياته الثلاث في دور المجموعات بمدينة ميونيخ، الألمانية.
ولم يكن التأهل من المجموعة الثالثة التي تضم هولندا وإستونيا وبيلاروس وآيرلندا الشمالية، بمثابة معجزة، لكن هذه الظروف منحت لوف الفرصة لإجراء التغييرات اللازمة على الفريق في مرحلة إعادة البناء، بعد الخروج الصادم من الدور الأول بكأس العالم 2018 والعروض المتواضعة في النسخة الأولى من دوري أمم أوروبا.
وبعد أن استبعد لوف الثلاثي توماس مولر وماتس هوميلز وجيروم بواتينغ من قائمة المنتخب في بداية العام الجاري، بات توني كروس وحارس المرمى مانويل نوير، اللاعبين الوحيدين بالمنتخب من القائمة التي توجت بلقب كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وعمل لوف على تشكيل فريق جديد يعتمد على مواهب جديدة أمثال المهاجمين سيرغ غنابري وليروس ساني وكذلك جوشوا كيميش ولاعب قلب الدفاع نيكلاس زوله. وكان المنتخب الألماني أدى بشكل جيد خلال مباراته الأولى بتصفيات يورو 2020 والتي انتهت بالفوز على نظيره الهولندي 3 - 2 في أمستردام، لكنه خسر بعدها على أرضه أمام المنتخب الهولندي 2 - 4 ثم تعادل مع نظيره الأرجنتيني 2 - 2 في مباراة ودية بعد أن كان المنتخب الألماني متقدما 2 - صفر.
وافتقد لوف بشكل كبير جهود زوله وساني، الغائبين عن الملاعب لعدة أشهر بسبب إصابات في الركبة، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان زوله سيستعيد لياقته في الوقت المناسب للمشاركة في نهائيات يورو 2020، ولا يزال خط الدفاع يمثل مصدر القلق الرئيسي للوف، خاصة بعد إصابة زوله، وعدم رغبة لوف في إعادة هوميلز إلى المنتخب رغم العروض الجيدة التي يقدمها مع بوروسيا دورتموند.
وأثبت كيميش نفسه في خط الوسط، إلى جانب كروس، كما سجل سيرغ غنابري ثلاثية (هاتريك) في المباراة أمام آيرلندا الشمالية ليرفع لاعب بايرن ميونيخ رصيده إلى 13 هدفا في 13 مباراة دولية، وهو ما وصفه لوف بأنه سجل تهديفي «رائع»، كما أثنى على مهارات اللاعب بشكل عام. وأبدى لوف سعادته بتحقيق نهاية إيجابية لمشوار المنتخب في 2019، قائلا إن «كل شيء جاء كما كان مخططا له (في مباراة آيرلندا الشمالية)». وأضاف لوف: «كنا نرغب في استعراض قدرتنا على الأداء بشكل جيد طوال 90 دقيقة، بخلاف ما حدث أمام هولندا والأرجنتين. كذلك كنا نرغب في المباراتين أمام آيرلندا الشمالية وبيلاروس، في إبراز قدرتنا على الاحتفاظ بالإيقاع السريع والعروض الجيدة».
وقال غنابري، إن النتائج الأخيرة ستعزز معنويات الفريق قبل البطولة الأوروبية. وأضاف: «أعتقد أننا سنخوض البطولة بثقة عالية، نسير بوتيرة طيبة، بغض النظر عن مباراة هولندا». ويترقب لوف ولاعبوه الآن ما ستسفر عنه قرعة البطولة الأوروبية التي ستسحب يوم 30 من الشهر الجاري في العاصمة الرومانية بوخارست؛ حيث إنه رغم وجود المنتخب الألماني ضمن التصنيف الأول، باعتباره فائزا بصدارة مجموعته في التصفيات، ربما توقعه القرعة في مواجهة المنتخب البرتغالي حامل اللقب أو المنتخب الفرنسي بطل العالم.
وقال لوف: «سنرى من سنواجه. لقد وقعنا في مجموعة صعبة حقا في بطولة 2012، ضمت الدنمارك وهولندا والبرتغال، لكن ذلك ليس بالضرورة أن يكون دائما ضدنا، لأنه قد يجعلنا في أعلى درجات التركيز منذ البداية». وتبدأ المرحلة الأخيرة من الاستعدادات قبل البطولة في مارس (آذار)؛ حيث يتوقع أن يلتقي المنتخب الألماني نظيره الإسباني في مباراة ودية، وكذلك خوض ودية أخرى أمام منتخب كبير مثل البرتغالي أو البلجيكي.
من جانبه، يقول رونالد كومان مدرب هولندا إن موجة من المواهب الواعدة الرائعة الساعية للحصول على مكان في المنتخب الوطني لكرة القدم ستجعل بعض اللاعبين الكبار يقاتلون للحفاظ على أماكنهم في التشكيلة المشاركة في بطولة أوروبا العام المقبل. وحقق المنتخب الهولندي فوزا ساحقا 5 - صفر على إستونيا الثلاثاء، وهي مباراة منح فيها كومان فرصة المشاركة الدولية الأولى لكل من كالفن ستينغس (20 عاما) ومايرون بوادو (18 عاما) الذي رفع رصيده إلى 17 هدفا في 24 مباراة هذا الموسم مع ناديه والمنتخب الوطني.
وقال كومان في تصريحات تلفزيونية: «سيكون من الغريب أن يكون كل شيء واضحا ضد إستونيا في مباراة واحدة. ما زال هناك ستة أشهر. لدينا الكثير من اللاعبين الشبان الذي سيصبحون أكبر سنا. ستكون معركة». وأضاف كومان أن هولندا ستخوض مباراتين وديتين في مارس، وهما مباراتان ستلعبان دورا كبيرا في تحديد القائمة المتجهة لبطولة أوروبا.
قد يهمك أيضًا