بيروت - العرب اليوم
أثار إعلان رئيس نادي النبي شيت اللبناني أحمد الموسوي هجرته لعالم كرة القدم في نهاية الموسم الحالي، تساؤلات كثيرة حول مستقبل الفريق، بعد موسمين تاريخيين ترك خلالهما "سفير البقاع" بصماته واضحة في الدوري اللبناني لكرة القدم، بنجاحه في دخول دائرة النخبة، في أول موسمين له في دوري الأضواء, وترك إعلان الموسوي سفينة النبي شيت في مهب الريح، بعدما شكّل دافعاً أساسياً لهذه السفينة بتمويله الفريق من جيبه الخاص.
وأعقب إعلان الموسوي قرار مشابه لمدرب الفريق محمد الدقة، ما وضع النبي شيت أمام المجهول، بعد موسمين شهدا تحقق حلم البقاعيين في اللعب في دوري الأضواء، وذلك بعد سنوات من الكفاح، بقيادة رجل الأعمال الطموح، الذين لم يكتف بإنجاز اللعب في القسم الأول، بل أنشأ ملعباً خاصاً بالنادي بجهود ذاتية, وأقيم الملعب في المدخل الجنوبي للبلدة ليستوعب حوالي 3 آلاف متفرج، مع مد الأرضية بالعشب الاصطناعي بمواصفات دولية. ما ساهم في وضع الفريق على الخريطة الكروية المحلية، بفضل فريق متكامل مع ميزانية جيدة.
وبعدما كان خامساً في ختام الموسم الماضي، تراجع النبي شيت إلى المركز السادس هذا الموسم، حاصداً 29 نقطة من 9 انتصارات وتعادلين و11 خسارة, وواجه النبي شيت صعوبات عدة هذا الموسم أبرزها إصابة مهاجمه الأجنبي عبد لله كانوتي كانوتيه، في بداية الدوري، وغيابه عن معظم مباريات الفريق ذهاباً، ما اضطر بالإدارة لاستبداله بالمهاجم الليبيري اليسون دويه في فترة الانتقالات الشتوية، لكن الأخير لم يقدم شيئاً يذكر، فعاد أدراجه إلى بلاده، بعد أسابيع من التحاقه بالفريق.
ومن أهم الصعوبات التي عانى منها الفريق تواجد عدد كبير من لاعبيه خارج مدينة "النبي شيت" ( 6 لاعبين من "النبي شيت" و11 من بيروت و4 من صور، ولاعبان من صيدا). وهذا المزيج من اللاعبين كان بحاجة لمايسترو قدير يصنع التوليفة المناسبة له، فضلاً عن تحمل اللاعبين لعناء اجتيازهم مئات الكيلومترات يومياً من أجل إجراء الحصص التدريبية.
وكان السوري خالد الصالح أفضل أجانب الفريق، فسجل 5 أهداف حاسمة وصنع مثلها، أما الغاني يعقوب، والذي سجل 4 اهداف فعانى من إصابة في العضلة الخلفية، أثرت على أدائه، بعد أن كان المدرب الدقة يراهن على دور أكبر له في الفريق.
وعانى الفريق ضعفاً في الثلث الهجومي، بدليل أن هدافه علي بزي لم يسجل سوى 8 أهداف. ويرى المراقبون أن إمكانات الفريق كانت تؤهله لتحقيق نتائج أفضل، بدليل عروضه القوية أمام فرق الصدارة حيث افتتح الدوري بمفاجأة من العيار لثقيل بفوزه على العهد 2 – 1، قبل أن يضرب مجدداً في الأسبوع الثاني بإسقاطه شباب الساحل القوي بهدف دون رد، ثم قدم عرضاً قوياً كان فيه نداً للنجمة في مباراة انتهت بالتعادل 3 – 3.
ولكن "النبي شيت" عجز عن تكرار هذه النتائج إياباً حيث افتقد إلى الروح والأداء الجماعي، فبدأ هذا الدور بطريقة كارثية مع خسارتين متواليتين أمام الراسينغ 0 – 1 على أرضه وطرابلس بالنتيجة عينها، قبل أن يصحو محققاً فوزاً هزيلاً على الحكمة صاحب القاع 1 – 0، ثم واصل عروضه المهزوزة بتعادله مع الشباب الغازية قبل الأخير 1 – 1.