تونس –العرب اليوم
أعلن رئيس مجلس إدارة نادي الملعب التونسي غازي بن تونس استقالته من منصبه موضحا أسباب هذه الاستقالة في بيان جاء كالتالي:
بِسْم الله الرحمن الرحيم
إن ينصركم الله فلا غالب لكم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ثقافتنا العربية الإسلامية تفرض علينا إكرام الضيف واحترامه وأكبر إهانة توجه لنا هي إهانة ضيوفنا، ومهما كان السبب أرفض شخصيا أن يهان ضيف الملعب التونسي في الهادي النيفر، هذا الاسم الذي اقترن اسمه بتاريخ نادينا العريق الذي انتظر ما لا يقل عن 30 سنة لكي يفتح ملعبه بعد عناء طويل وتضحيات ليستقبل ضيوفه من كامل ربوع الجمهورية . فبالنسبة لي لا شيء يبرر العنف الذي صدر عن لاعبي الملعب التونسي مهما كانت المبررات، ورغم الاعتداء على القيم التي تربينا عليها، ورغم الصعوبات الكثيرة والكبيرة التي تعانيها الهيئة المديرة بسبب المشاكل المتراكمة على الملعب التونسي منذ سنوات قديمة، وبسبب تعنت وبث البلبلة والفتنة والإشاعات من بعض الجماهير والمسؤولين القدامى وكل هذه المشاكل غير خافية على أحد - أصريت على مواصلة المشوار مع فريقي وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإصلاح ما يمكن إصلاحه حتى في صورة نزوله للقسم الثاني .
كل هذا أهون علينا من الانحرافات الخطيرة التي انساق إليها بعض لاعبي الفريق وبعض الجماهير، وأما أن يقع الاعتداء علي لفظيا وتهديدي في سلامتي الجسدية بغاية منعي من القيام بدوري التربوي في نطاق مجلس التأديب الذي انعقد لمعاقبة للاعبين المذنبين، فهذا الأمر غير مقبول ولا أقدر على تحمله، ولولا وجود الأمن الذي أمن خروجي من المكتب إلى سيارتي كانت العاقبة وخيمة. وأما الأخطر والأدهى في كل ذلك هو تعرض الجمعية لحملة ممنهجة وقذرة أسهم فيها بعض جمهورنا بتصريحاته لإشعال نار الفتنة، ونفس هذا الجمهور يحملني خيبات الملعب التونسي على الميدان بناء على عجزي عن شراء ذمم بعض الحكام وبعض لاعبين الفرق المنافسة ومسؤوليها لإنقاذ الجمعية من السقوط؛ وهذا ما قيل لي وأنا في طريقي إلى سيارتي في محظر رجال الأمن .
فأمام هذا الفقدان المطلق للثقة في كرتنا وانعدام المنافسة النزيهة وكل هذه الهستيريا التي لا تخدم مصلحة الرياضة، والتي تحضر وتبشر بانتشار عقلية جديدة، فإنني قررت الانسحاب من العمل في الرياضة التي لا تقوم على القيم والأخلاق والاحترام. يذكر أن الملعب التونسي يوجد في المركز الأخير للترتيب العام للدوري التونسي لكرة القدم بــ21 نقطة، وأصبحت حظوظه في البقاء ضمن أندية النخبة ضئيلة، خاصة بعد التعادل الأحد الماضي أمام مستقبل المرسى 1-1، ضمن منافسات الجولة الـ 27 من الدوري، كما أن عدد من لاعبيه تنتظرهم عقوبة صارمة بعد تعنيف حارس المرسى يوسف الطرابلسي.