بيروت – العرب اليوم
فرط الأنصار بتقدمه على النجمة في الدقائق القاتلة عندما اقتنص مهاجم "النبيذي" أكرم مغربي هدف التعادل 1 – 1 في الديربي التقليدي الذي جمع الغريمين مساء أمس الجمعة على استاد المدينة الرياضية، ضمن الجولة الثالثة من الدوري اللبناني لكرة القدم.
وعكست قمة الغريمين التقليديين صورة إيجابية عن الكرة اللبنانية، إذ جاءت حافلة باللمحات والفرص والروح العالية من الفريقين اللذين قدما عرضاً طيباً، غلفته تطورات دراماتيكية أضفت إثارة لافتة على المواجهة، التي أكد فيها الفريقان قدرتهما على استعادة دورهما الطبيعي كمنافسين على اللقب، بعد بداية متعثرة في الدوري لكل منهما.
أدخل مدربا الفريقين زوران بيسيتش (الأنصار) وتيتا فاليريو (النجمة) تعديلات على تشكيلتيهما الرئيسيتين، فشارك عمر عويضة كأساسي لأول مرة مع الأنصار هذا الموسم.
وفضل مدرب الأنصار زوران بيسيتش إبقاء البرازيلي برونو كاماراجوس على مقاعد البدلاء، وخاض اللقاء بتشكيلة لبنانية. ولم يزج بالإيفواري كريست ريمي سوى في ربع الساعة الأخير، في حين غاب الموريتاني مولاي أحمد خليل المصاب.
في المقابل، لعب قلب الدفاع الصربي بيتار بلانيتش ولاعب الارتكاز حمزة سلامي للمرة الأولى كأساسيين في صفوف النجمة، الذي لعب بغياب قائده المصاب عباس عطوي.
انطلقت المباراة، التي نجح الحكم حسين أبو يحيى في قيادتها إلى بر الأمان، بعصبية وخشونة من قبل لاعبي النجمة، الذين ارتكبوا أربعة أخطاء في الدقائق العشر الأولى على ربيع عطايا وحده.
ونال عبد الرزاق الحسين إنذاراً مبكراً (4) بعد خطأين متواليين على عطايا، الذي ارتدى شارة قيادة فريقه للمرة الأولى، فيما تولى أكرم مغربي قيادة النجمة بغياب عطوي.
وبدأ الأنصار المباراة بثقة واستحوذ لاعبوه على الكرة أكثر من منافسيهم، ولكن الخطر جاء من جانب النجمة وتحديداً عبر خالد تكه جي حين انفرد وسدد أرضية الى الزاوية البعيدة لحارس الأنصار حسن مغنية الذي تألق في إبعاد الكرة سابحاً (16).
واعتمد النجمة على الهجمات المباغتة عبر تكه جي ونيكولاس كوفي الذي تحرك بشكل خطر، ونجح في الحصول على ركلة جزاء في الدقيقة 30 بعد أن اعترضه حارس الأنصار حسن مغنية عندما كان يشق طريقه نحو الانفراد بمرمى الأخير، الذي عوض عن خطئه بشكل رائع إذ عطل تسديدة تكه جي من نقطة الجزاء (32) قبل ان تخترق الزاوية اليمنى الأرضية، منقذاً مرمى الأنصار من ورطة.
وشاب تحركات الأنصار في هذا الشوط التسرع في إنهاء الهجمات، في المقابل اتسمت هجمات النجمة بالخطورة على قلتها، وقد عاب بعضها الإمعان في المراوغة والفردية، في بعض الأحيان.
وشكلت نهاية الشوط الأول منعطفاً حاسماً في المباراة إذ تجلت فيها خطورة الأنصار بشكل واضح، وتحديداً في الدقيقة 41 عندما شق عطايا طريقه عبر يمين المنطقة النجماوية، وعكس كرة عرضية تابعها محمود كجك مسدداً الى المرمى، لكن الأرض انشقت عن مدافع النجمة قاسم الزين الذي ارتمى على الكرة وأبعدها عن المرمى.
ولم يتأخر التعويض عن هذه الفرصة في ظل محافظة "الأخضر" على نسق ضغطه الرهيب أواخر هذا الشوط، ففي الدقيقة 43 شن جناح الأنصار النشيط حسن شعيتو مصدر خطورة فريقه على الجهة اليسرى هجمة عنترية عكس على اثرها الكرة عرضية أرضية بطريقة نموذجية تابعها محمود كجك فارتدت من تكتوك إلى عطايا الذي سدد فصدها تكتوك مجدداً، ولكن كجك تابعها هذه المرة داخل الشباك مفتتحاً التسجيل للأخضر 1 – 0.
وتابع الأنصار عرضه القوي في الشوط الثاني فارضاً سيطرته على وقائع اللعبة، في ظل تراجع نجماوي لافت، فرضه قلة حيلة وسط "النبيذي" وغياب الجدية عن تحركات هجومه، في مقابل حيوية عطايا ورفاقه في الجانب الأنصاري، الذي الهب المناطق الدفاعية للنجمة، بمحاولات هجومية متكررة من العمق وعبر الأطراف.
وحاول مدرب النجمة تيتا فاليريو تنشيط الجبهة الهجومية لفريقه، بإشراكه حسن المحمد بدلاً من السوري عبد الرزاق الحسين صاحب المردود المتواضع. ولكن هذا الإجراء لم يثمر كثيراً، فبقيت منطقة البناء والتموين في قبضة "الأخضر"، علماً ان النجمة لم يكن مكتوف الأيدي في هذا الشوط بل أهدر أبرز فرصه عبر مغربي الذي ارتطمت رأسيته بالعارضة (75) قبل أن ترتد اليه مجدداً، فتابعها خارج المرمى.
ولم يجد النجمة نفسه سوى في الدقائق العشر الأخيرة عندما ضغط بقوة واهدر مجددا عبر مغربي المنفرد (83) الذي تباطأ في تسديد الكرة ما اتاح لمدافع الانصار محمد قرحاني ابعاد الكرة.
وأهدر عطايا (90+1) فرصة تعزيز تقدم الأنصار عندما سدد برعونة ركلة جزاء احتسبها الحكم بعد عرقلة حارس النجمة تكتوك لمهاجم الأنصار كريست ريمي. ولم يكن تكتوك أقل براعة من حارس الأنصار مغنية إذ طار وابعد الكرة من الزاوية اليمنى لمرماه.
ودفع الأنصار ثمن إهدار عطايا لهذه الفرصة غالياً، فبعدر دربكة داخل منطقة الأنصار ارتدت على اثرها الكرة الى مغربي الذي أطلقها قذيفة في الزاوية اليمنى للأنصار (90+5) مفجراً فرحة نجماوية هستيرية على المدرجات، بعد أن نجا "النبيذي" من خسارة محققة.