لندن - سليم كرم
ارتقى رياض محرز إلى مرتبة العظماء في بلده الأم الجزائر، حيث أصبح من الصعب أن تجد قميصًا يحمل اسمه في المتاجر الرياضية المحلية، ذلك بعدما فرض نفسه من أبرز نجوم الدوري الانجليزي الممتاز لهذا الموسم مع فريقه ليستر سيتي الذي ما زال يفاجىء الجميع بتربعه على الصدارة.
وأصبح اسم محرز الذي سجل 14 هدفًا في الدوري الممتاز مع 10 تمريرات حاسمة وساهم بشكل أساسي في تربع فريقه على الصدارة بعد 27 مرحلة، من أبرز الأسماء المرشحة لنيل جائزة أفضل لاعب في الدوري الممتاز كما أصبح لاعب لوهافر الفرنسي السابق معشوق الجماهير الجزائرية التي بدأ الكثير منها يشجع ليستر سيتي.
وكشف سمير العماري، رئيس قسم الرياضة في صحيفة "ليبرتي" المحلية، أن قبل محرز، ليستر كان فريقًا مجهولًا في الجزائر حيث يعتبر ليفربول الفريق الأكثر شعبية"، مضيفًا "لكنه أصبح الان الفريق الأكثر شعبية في البلاد ويشجعه أكثر من 5 ملايين شخص فيما أصبح الجمهور يتابع الدوري الإنجليزي الممتاز أكثر من دوري الدرجة الأولى المحلي". وواصل "متابعة مباراة لليستر أصبحت حدثًا يجتمع خلاله الناس، حتى في العمل أو أيام لأاحد، فيما يغيب الأطفال عن المدارس من أجل مشاهدته يلعب. وفي بلد تحظى فيه كرة القدم بمكانة كبيرة، أصبح محرز معبود الجماهير.
وأضاف أحد البائعين المتحمسين الذي يبيع قميص محرز بـ7000 دينار (60 يورو)، أي ما يعادل 40% من الحد الأدنى للأجور، "قمنا بطلبية جديدة من القمصان منذ أربعة أيام، لكنها لم تصلنا حتى الان، وهناك قمصان مقلدة أقل بسبع مرات من سعر القميص الأصلية ويتم بيعها بطريقة غير مشروعة في قلب قلعة القصبة، الحمد لله، محرز، أنه أمر جنوني".
وتحدث انيس، وهو طالب يبلغ من العمر 23 عامًا، عن استياء من الجيل الأقدم للجزائريين الذي يحملون الجنسية الفرنسية، في إشارة منه على الأرجح إلى لاعبين من أصول جزائرية فضلوا تمثيل فرنسا. وأضاف انيس الذي يؤكد أنه لم يفوت أي مباراة لمحرز وبامكانه أن يتحدث عن كل خدعة قام بها أو هدف سجله "أنه يربك الخصم بمراوغاته، يملك تمريرات ممتازة ويفهم اللعبة".
والأمور لم تكن سهلة في الجزائر على لاعب لوهافر السابق الذي لفت انظار مدرب الجزائر وحيد خليلودزيتش قبل نهائيات مونديال البرازيل 2014 وقرر الاستعانة به. ولكن بعد خسارة المباراة الأولى أمام بلجيكا، أصبح محرز خارج التشكيلة ولم يلعب بعدها في أي من المباريات الأخرى التي خاضها منتخب بلاده في النهائيات التي وصلت فيها الجزائر إلى الدور الثاني قبل أن تنحني أمام المانيا التي توجت لاحقًا باللقب. وأضاف المدرب السابق خليلودزيتش في مقابلة مع صحيفة "كومبيتيسيون" الجزائرية "كانت هناك مزاعم بأن محرز دفع لي من أجل أن اصطحبه معنا إلى كأس العالم، ولكن الوضع تغيير كثيرًا منذ حينها لأن المستوى الرائع الذي يقدمه هذا اللاعب في الدوري الممتاز جعله من الركائز الأساسية للمدرب الحالي الفرنسي كريستيان جوركوف.
ويقدر الجزائريون كثيرًا تواضع محرز الذي يزور غالبًا مسقط رأسه في بني سنوس بالقرب من الحدود مع المغرب.
وقال محرز في المرة الأخيرة التي جاء فيها إلى بلاده في حزيران يونيو الماضي، "أنا أحب بلدي، أحب شعب بلدي وأردد هذا الأمر دائمًا عندما أحل هنا"، ودفن والد محرز في مسقط رأسه عام 2006 حين كان نجم ليستر في الخامسة عشرة من عمره، وهي فترة صنفها اللاعب كنقطة تحول في حياته ومسيرته على حد سواء، وتطرق إلى هذه المسألة في حديث اجراه في وقت سابق من الموسم مع صحيفة " غارديان" البريطانية "وفاة والدي كانت على الأرجح نقطة بداية كل شيء. لا أعلم إذا بدأت أخذ الأمور على محمل الجد بشكل أكبر منذ حينها، لكن بعد وفاته، بدأت الأمور تتحول". وإذا تمكن محرز من تقديم نفس المستوى الذي يظهر به في الدوري الإنجليزي الممتاز مع منتخب بلاده، فالوجهة الوحيدة لأسهم هذا اللاعب ستكون صعودًا.