أبو ظبي - محمود عيسى
أوضح الهولندي مارك فان بومل مساعد مدرب المنتخب السعودي، واللاعب الشهير السابق لـ"برشلونة"، و"بايرن ميونيخ" و"ميلان" أنَّ "الأخضر" قدَّم مباراة جيدة أمام "الأبيض الإماراتي"، وكان قريبًا من خطف النقاط الثلاث، لولا سوء الطالع الذي لازم المهاجمين، مُبيِّنًا أنَّ الفريق لعب بدون ضغوط خاصة، وأنَّه ضمن التأهل للمرحلة المقبلة من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018 قبل مباراة الإمارات.
وأشار فان بومل عقب تعادل منتخبي الإمارات والسعودية على ملعب محمد بن زايد أنَّ المباراة جيدة من الجانبين، وأن فريقه سجل أولًا وكان قريبًا لمضاعفة النتيجة في الحصة الثانية، ولكن لاعبو الإمارات نجحوا في إدراك التعادل.
وأضاف أنه يعتقد أنَّ التعادل نتيجة عادلة، بعد غياب الدافع عن فريقه عقب التأهل إلى الدور الحاسم من التصفيات قبل المباراة رغم أنَّ المدرب فان مارفيك طالبهم بالظهور بشكل جيد، وتقديم أداء يليق بسمعة الكرة السعودية، والفوز على الإمارات، سعى اللاعبون بدورهم لتحقيق الفوز، ولكن واجهوا خصمًا عنيدًا، ويملك دافعًا أكبر منهم؛ لأنَّ الخسارة ربما كانت تعني خروج الإمارات من السباق، وعلى العموم كانت مباراة رائعة.
وأشاد فان بومل بمستوى منتخب الإمارات، مبينًا أنَّه يُقدِّم كرة قدم سهلة، مُشيرًا إلى التجانس الكبير بين جميع خطوطه وتمتعه بأفضل العناصر وأكد أن منتخب الإمارات مميز رغم هزيمتهم أمامهم في جولة الذهاب في جدة؛ إلا أن هذا لا ينقص من قوتهم وقدرتهم على مواصلة المشوار والتأهل إلى المونديال، فطريقة أداء اللاعبين جيدة وممتعة إلى حدٍّ كبير وليس هناك تعقيد في الكرة وهي مدرسة متفردة في كرة القدم.
وأضاف أنَّه ربما يوجد بعض الهفوات الدفاعية التي تحتاج لمراجعة قبل المرحلة المقبلة؛ لأنَّ المنتخبات ال12 التي تأهَّلت إلى مرحلة الحسم تتوافر على مهاجمين من طراز عالٍ، بيد أنَّ الأبيض أيضًا منتخب مميز ويقوده جهاز فني مقتدر بقيادة المدرب الشاب مهدي علي.
وأوضح فان بومل أن منتخب الإمارات يملك لاعبين مميزين، فاللعب عمر عبد الرحمن من المواهب الواعدة في كرة القدم الخليجية، وأعجبه كثيرًا خميس إسماعيل؛ فهو لاعب جيد، ويتحرك بصورة مميزة في وسط الملعب، وهو مميز جدًا في قطع الكرات، ومن ثم بناء الهجمات.
وأكد أنَّه ربما يكون معجبًا بخميس إسماعيل كونه يلعب في ذات خانته عندما كان لاعبًا أي الوسط الدفاعي، ولكن عمومًا يعجبه أداء لاعبي الوسط أكثر من غيرهم، فمعظم الأهداف يتسبب بها لاعبو وسط الميدان، سواء لمصلحة فريقهم أو ضد فريقهم بسوء التغطية، وأنَّ خميس من اللاعبين الذين يُجيدون اللعب في وسط الملعب المتأخر ويحتفظ بالكرة بطريقة جيدة، ويُمرِّرها كذلك جيدًا، وأنه راقبه بعض أوقات المباراة فلم يشاهد أنَّه أخطأ في تمريرة.
وأشار أنه سينتظر حتى إجراء القرعة لمعرفة المنتخبات التي سيواجهها في الدور المقبل، وأن الأمور ستكون صعبة ومعقدة لأنهم في مجموعة تضم إلى جانبهم 5 منتخبات، ويتعين عليهم الحصول على أحد المركزين الأول أو الثاني للوصول مباشرة إلى المونديال.
وأكد أنه يجب ألا يخشى أي منتخب لأنه يطمح للوصول إلى المونديال، فالأخضر السعودي منتخب كبير، ويتوافر على أفضل اللاعبين في المنطقة، و بمقدورهم العبور إلى المونديال بهذه العناصر، بالتحضير الجيد، ولا زال الوقت كافيًا لذلك، فالتصفيات ستستأنف مجددًا في أيلول/سبتمبر المقبل، وسيعمل الجهاز الفني بقيادة المدرب مارفيك على وضع خطة مناسبة للإعداد بعد الجلوس مع اتحاد الكرة السعودي.
وأكد فان بومل الذي اعتزل اللعب عام 2013 وهو صهر مدرب السعودية فان مارفيك تلقيه عروضًا تدريبية من أندية خليجية، لكنه رفض الكشف عنها، مُبيِّنًا أنَّه في بداية المشوار، ولا يفكر في تولي مهمة الإشراف الفني على فريق في هذه المرحلة.
وأشار إلى أنه في بداياته التدريبية، ويجب أن يتعلم الكثير ويكتسب مزيدًا من الخبرات، ومن ثم يفكر في خوض التجربة كمدير فني، كما أن عمله مع المنتخب السعودي جيد والمدرب مارفيك يمنحنه ثقته، ونحن الآن أمام تحدٍّ، ونحمل آمالَ جماهير كرة القدم السعودية الذين يطمحون لرؤية منتخبهم في المونديال؛ لذلك لا وقت لديه للتفكير في العروض، فتركيزه فقط مع المنتخب، لكن بومل لم يستبعد أن يدرب أحد الأندية الخليجية، أو المنتخبات في المستقبل، وأضاف أنه مدرب محترف، وعندما يجد العرض المناسب والأجواء الملائمة للعمل؛ فلن يرفض، ولكن في الوقت المناسب.
وأشاد فان بومل بتطور كرة القدم في منطقة الخليج، مُبيِّنًا أنَّ الدوري السعودي قوي، ويزخر بالمواهب، كذلك الدوري الإماراتي الذي يتابعه من فترة لأخرى، وكذلك الحال الدوري القطري، فالدوريات الخليجية باتت قِبلة اللاعبين الأجانب المميزين على حد تعبيره، وذلك لتميزها بالقوة والاحترافية العالية، وانعكس ذلك إيجابًا على منتخبات هذه البلدان.
وأضاف أنه يتوقع أن يتواصل التطور في المرحلة المقبلة، خاصة وأنَّ وصول المنتخبات الخليجية إلى مراحل جيدة في تصفيات المونديال، فضلًا عن تأهل بعضها إلى نهائيات كأس آسيا، وأشار كذلك إلى النتائج الجيدة للأندية الخليجية في دوري أبطال آسيا، ففي الموسم الماضي وصل الأهلي الإماراتي إلى النهائي، وقدَّم أداء جيدًا أمام غوانغزهو الصيني، وقبله كان الهلال السعودي أيضًا في النهائي، وقبل أعوام كان السد فاز بدوري الأبطال، والأندية السعودية الآن تطمح للوصول إلى منصات التتويج للبطولة الأكبر في آسيا، وأضاف أنَّه يعتقد أنَّ كل ذلك دليل على تطور الكرة في الخليج.