جدة – كريم ابوالعلا
استبعد مدرب الأهلي السابق، السويسري كريستيان جروس، عودته إلى التدريب في موطنه، مفضلًا قبول مغامرة جديدة في منطقة الخليج، مبينًا في حوار مطول مع صحيفة "إن زد أم سونتاج" السويسرية، ارتياحه لتجربته في السعودية التي وُجِد فيها منذ 2014، متطرقًاإلى تجربته الشخصية التي أثرتها 3 أعوام قضاها مدربًا للأهلي، وتعايش خلالها مع ثقافة وحياة جديدتين في جدة والسعودية.
أجواء رائعة
وأكد جروس، بشأن حضور مباراة جدة الأخيرة، الذي تجاوز 60 ألف متفرج: "هناك مباريات تنفد تذاكرها بالكامل، كما يحدث أمام الاتحاد المنافس التقليدي في المدينة، وتلك التي نواجه فيها أندية الرياض، مما يخلق أجواء رائعة، وبالطبع هناك مباريات أيضًا تحظى بحضور أقل ربما يتجاوز ثلث سعة الملعب فقط".
وبشأن قراره بإغلاق ملف العودة إلى الدوري السويسري، قال جروس: "نعم، ولو كانت هناك عودة لي إلى كرة القدم الأوروبية، فلن تكون سويسرا وجهتي، أو سأتوجه إلى مكان آخر في منطقة الخليج، وهذا أمر بإمكاني تخيل حدوثه، لا سيما أن زوجتي حاليًا تأقلمت مع هذا الوضع بشكل أفضل، فالعمل مع شبان يافعين يمنحني كثيرًا، وما يزال علي التعامل مع النتائج السلبية، وغالبًا ما يتم هذا بمفردي".
وأوضح جروس، عن طبيعة الحياة الاجتماعية واختلافها عن نظيرتها في أوروبا، وهل تأقلم بعد 3 أعوام من العمل في السعودية، قائلًا: "كنت أعيش في مجمع سكني، وبالتالي لا أواجه الكثير غالبًا، مع هذا لا بد من القول إنني لا أتواصل كثيرًا مع الناس في حياتي اليومية، تلقيت ولبيت دعوات عدة لحضور حفلات زفاف، حيث يتواجد الرجال فيما بينهم، وكذلك النساء, وهذه هي التقاليد هنا، وتعايشت معها باحترام".
وأضاف جروس: أن "الحياة في السعودية أثرت تجربتي، تعرفت على ثقافة أخرى، والتقيت أشخاصًا متعلقين بشدة بدينهم، ويعيشون بأسلوب مختلف نسبيًا عن طريقتنا في أوروبا، ومن الأفضل أن نتعلم كيفية الحكم على الناس، وهنا تعلمت ولمست كم هو رائع هذا العالم، تطير من مكان وتحط في عالم آخر، وهذا ما لا أريد أن أفوّته".
وبشأن عرض شاشات الملعب صورًا مباشرة من مكة، قبل مباريات الأهلي، ويسمع الأذان للصلاة عبر مكبرات الصوت، بيَّن جروس: "تستطيع من خلال هذا وبسرعة أن ترى كيفية ارتباط المسلمين القوي بدينهم، ليس لدي فكرة عن هذا السلوك، وأحيانًا أود معرفته، أناقش مثل هذه الأمور عن كثب مع اللاعبين، ولديهم عبارة شائعة يرددونها دائمًا وهي «إن شاء الله»، وتعني كل شيء على ما يرام، وطالما يريده الله سيكون جيدًا، حيث يؤذن للصلاة 5 مرات في اليوم، ويصاحبها تركيز عال، ولا أحد إطلاقًا يرغب في أي إزعاج خلالها".
وبخصوص تحديد أوقات الصلاة لبرنامج اللاعب اليومي، أبرز جروس: "يحدث أننا نقطع التدريب لبضع دقائق خلال أوقات الصلاة، وأخبرت اللاعبين أن هذا جيد ولا يضايقني، وأضيف مع هذا عبارة «إن شاء الله». هذا ضروري".
عاشق الأهلي
وبشأن تواصله مع الأمير خالد بن عبدالله، أشار جروس: إلى أن: "ذلك أمر مهم بالنسبة لي، عندما أوقّع عقدًا أرغب في الاطلاع على كل الأمور والتفاعل مع مجرياتها حتى خارج شؤون النادي، ولهذا تضمنت زيارتي مرات عدة للمنطقة التاريخية في جدة القديمة، وبالنسبة للأمير خالد، هناك زيارات استثنائية كل بضعة أشهر، إنه عاشق لكرة القدم، وكنت ألتقيه في منزله معظم الأحيان، ونتناول الطعام".
من ناحية أخرى، لفت جروس: إلى أن "رواتب الجميع خالية من الضرائب، عندما أغادر إلى سويسرا، أتلقى راتبي الشهري باليورو، وهذا يتسبب في خسارة بعض منه، لكن النادي يتولى هذا الأمر، بالنسبة للاعبين فهم يحصلون ما بين 500 ألف إلى 2 مليون فرنك سويسري "1.944 - 7.778 ملايين ريال سعودي تقريبًا".
التعامل مع الواقع
ونوه جروس: عن أنه "أتطلع إلى خوض مغامرة وأمر جديد ومثير، وسأواصل لأكون جزءً من صناعة الترفيه عبر كرة القدم، فدائمًا ما تجد أشخاصًا يرون أنك لا تقوم بعملك جيدًا، وهذا يدفعك إلى تحسين الصفاء الذهني والراحة النفسية، ودونهما لا يمكنك العمل".