زوريخ - أ.ف.ب
اوقف الاتحاد الدولي لكرة القدم اليوم الخميس المسؤول الاميركي السابق تشاك بليزر مدى الحياة عن كل الانشطة المتعلقة باللعبة لضلوعه في فضائح فساد.
وجاء في بيان فيفا: "ارتكب السيد بليزر بشكل مستمر ومتكرر أعمال متنوعة من سوء السلوك خلال فترة توليه مناصب مسؤولة ومؤثرة في الاتحاد الدولي واتحاد كونكاكاف (اميركا الشمالية والوسطى والكاريبي)".
واضاف البيان ان القرار اتخذ على اساس التحقيقات التي اجرتها لجنة الاخلاق في الاتحاد الدولي ردا على تقرير لجنة النزاهة في اتحاد كونكاكف واخر الحقائق التي قدمها مكتب المدعي العام الاميركي في شرق نيويورك: "في مواقفه كمسؤول كروي كان لاعبا رئيسا في مكائد تنطوي على عرض، قبول، دفع واستلام مبالغ مالية غير قانونية وغير معلنة، رشاوى وعمولات بالاضافة الى مكائد أخرى لجلب المال".
ولطالما اعتبر بليزر (70 عاما) من ابرز مسؤولي اللعبة في القارة الاميركية الى جانب الترينيدادي جاك وارنر رئيس اتحاد كونكاكاف السابق، وكان حليفا سابقا للسويسري جوزف بلاتر الذي اعلن عن نيته التنحي من منصبه بعد ايام قليلة على انتخابه لولاية خامسة متتالية رئيسا للاتحاد الدولي اثر فضيحة فساد كبرى حركها القضاء الاميركي واسفرت عن اعتقال سبعة مسؤولين في زيوريخ نهاية ايار/مايو الماضي.
ويعتبر بليزر، المصاب بسرطان القولون وامراض اخرى، احد ابرز اسباب اندلاع فضائح الفساد في الاتحاد الدولي، اذ كان الجاسوس الرئيس الذي استخدمه مكتب التحقيقات الفدرالي "اف بي اي" للكشف عما يحصل من مخالفات مالية في اتحاد اكبر لعبة شعبية في العالم.
واعترف بليزر للمحققين انه حصل على اكثر من 11 مليون دولار اميركي رشاوى بين 2005 و2010.
واشارت تقارير اعلامية الى نيله مبالغ باهظة خلال توليه مسؤوليات حساسة في اتحاد كونكاكاف حيث شغل منصب الامين العام بين 1990 و2011 عندما اجبر على الاستقالة. وكان عضوا في لجنة فيفا التنفيذية بين 1996 و2013 ونائبا لرئيس الاتحاد الاميركي لكرة القدم.
وكجزء من صفقة بينه وبين القضاء الاميركي لتخفيض عقوباته، وافق على عدم الاعتراض على التهم المنسوبة اليه من قبل فيفا او اي منظمة كروية دولية.
واعترف بيلزر بتهم تتضمن الابتزاز، التهرب من الضرائب، الاحتيال المالي الالكتروني ومؤامرات لغسل الاموال.
وعقد بليزر صفقة مع الادعاء الاميركي بالاقرار بالذنب بالتهم الموجهة اليه طوال سنوات هيمنته على اتحاد كونكاكاف مع الترينيدادي جاك وارنر والتعاون والادلاء بشهادته في نيويورك او اي مكان في العالم، مقابل تخفيض عقوباته.
واقر بليزر انه تلقى رشاوى لتغيير مسار التصويت في منح شرف تنظيم بطولات كأس العالم.
واضاف بيان فيفا: "في ايار/مايو 2013، قررت لجنة الاخلاق موقتا ايقاف اجراءات التحقيق في ما يتعلق بالعضو السابق للجنة التنفيذية تشاك بليزر بين 1997 2013 على اقرب تقدير. اتخذت الهيئة القرار بعد تلقيها تأكيدا خطيا من بليزر بعدم انخراطه في اي نشاط كروي حتى 31 كانون الاول/ديسمبر 2013، وبعد مراعاة الظروف التي جعلت من المستحسن ايقاف التحقيقات موقتا خصوصا لاسباب تتعلق باعتلال صحة بليزر".
وتابع: "عندما تولى الدكتور كورنيل بوربلي دور الرئيس المستقل لغرفة التحقيقات المستقلة للجنة الاخلاقيات في كانون الاول/ديسمبر 2014، قال انه رفع هذا التعليق وبدأت اجراءات جديدة ضد تشاك بليزر أدت الى اعلان وقفه مدى الحياة اليوم".
واصبح الايقاف حيز التنفيذ ابتداء من اليوم الخميس.
وكانت وثائق قضائية نشرت الشهر الماضي في نيويورك كشفت ان "المخبر" بليزر بدأ بالتعاون مع السلطات الاميركية منذ 29 كانون الاول/ديسمبر 2011 عندما كان لا يزال عضوا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي.
وتبين هذا الامر من خلال اتفاق تعاون بليزر مع القضاء الاميركي في نيويورك، اثر الكشف عن وثيقة من 19 صفحة وقعت في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2013، اوضحت ان الرجل "وافق على المشاركة في انشطة سرية وفقا لتعليمات محددة من الوكلاء القانونيين ومكتب المدعي العام"، و"عدم الكشف عن تعاونه واي معلومات اخرى من دون موافقة مسبقة".
وامر القضاء الاميركي بالكشف عن تفاصيل الاتفاق بين الادعاء وبليزر اثر طلب خمس وسائل اعلام عدة بالاعلان عنها.
وتبلغ العقوبة القصوى لسجن بليزر 100 سنة لكنها قد تخفض كثيرا اذ التزم باتفاقه مع الادعاء. وفي هذه الحالات يأمر القضاء بتنفيذ عقوبات السجن بشكل متزامن وليس متتابع.
ووافق بليزر على دفع ضرائب دخل غير مسددة بين 2005 و2013، وغرامة قدرها اكثر من 2،4 مليوني دولار بالاضافة الى مبلغ ثان تحدده المحكمة قبل النطق بالحكم.
ميكروفون صغير زرعته السلطات في علاقة مفاتيحه لتسجيل سلسلة من فضائح كبار ممسؤولي اللعبة خلال العاب لندن 2012 الاولمبية. قبل توجه بلايزر الى لندن تحت مظلة المحققين الجنائيين، اجرى اتصالات بمسؤولين رياضيين من روسيا والمجر واستراليا والولايات المتحدة للاجتماع بهم وتسجيل محتوياتها بحسب ما اراد المحققون.
ومن بين الذين دعاهم بلايزر للقاء معه مسؤولون عن ملف روسيا لاستضافة مونديال 2018 واستراليا لمونديال 2022، على غرار اليكسي سوروكين رئيس الملف الروسي، فرانك لوي رئيس الملف الاسترالي، انطون بارانوف سكرتير فيتالي موتكو رئيس اللجنة الروسية المنظمة لمونديال 2018 ورئيس اتحاد المبارزة فيتالي لوغفين، بالاضافة الى المجري بيتر هارغيتاي مستشار السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي، لكن لم يقبل معظمهم دعوته على غرار مواطنه الن روثنبورغ الشخصية القوية في استضافة الولايات المتحدة لمونديال 1994.
الرجل البدين صاحب اللحية الطويلة والشعر الابيض الكثيف كان له الفضل بحسب البعض بتعزيز اللعبة ما وراء الاطلسي برغم انه لم يداعب الكرة بحياته، وساهم بوصول اللعبة التي يطلق عليها اسم "سوكر" في الولايات المتحدة الى ما هي عليه اليوم. لكن بعد نزوله الى الجحيم في 2013، كان قد بنى سمعة سيئة باساءة استعماله السلطة: طائرات خاصة، فنادق خمس نجوم وعطل سخية.
عرف بلقب "السيد 10%" في اشارة الى الرشاوى العديدة التي كان يطلبها، لكن بعد اقراره بالذنب تمت مصادرة 1،9 مليون دولار من حساباته ويجب ان يدفع مبلغا ثانيا بعد الحكم عليه.
استفاد من هذه الثروة لشراء املاك مترفة في نيويورك وميامي والباهاماس، وبحسب بعض المصادر، شقة باهظة الثمن من اجل قططه.
واتهم بليزر رئيس الاتحاد الاسيوي سابقا القطري محمد بن همام وورنر بانهما قاما برشوة اتحادات الكونكاكاف للتصويت في مصلحة الاخير في انتخابات الاتحاد الدولي ما جعل الاخير يفتح تحقيقا في هذا الصدد ويوقف بن همام لاحقا مدى الحياة في حين استقال وارنر من جميع مناصبه الرياضية فاوقف الفيفا التحقيق معه.