القاهرة - العرب اليوم
(إذا وضعت السيرة الذاتية الخاصة بي أمام السيرة الذاتية لمارتن لاسارتي، فسأضع سيرتي تحت الطاولة).. لا تظن كاتب السطور أخطأ في وضع اسم مارتن لاسارتي، بدلا من رينيه فايلر، فموسيماني قال ذلك التصريح بالفعل، وعقب الفوز بخماسية على الأهلي في بريتوريا بالموسم الماضي.
موسيماني قال نفس التصريح عن رينيه فايلر، ومن قبل قال عن نفسه إنه مجرد مدرب محلي في جنوب أفريقيا، ولكن فايلر يبدو أنه أكثر مكرا من موسيماني، لذلك انتصر رينيه في معركة الثعالب الأولى، وتبقى الحاسمة في أقصي جنوب القارة بعد سبعة أيام من الآن.
"Face your fear " ربما تكون هذه الجملة قد عبر عنها فايلر بين شوطي اللقاء للاعبيه، وأعطى لهم الثقة، فهناك حالة من الضغط العصبي الشديد التي صاحبت أداء الأهلي في الشوط الأول ولذلك أسباب.
قبل المباراة، تحدثت عن ضرورة إيجاد حل غير تقليدي من خلال توظيف مروان محسن في مركز أقرب إلى الجناح المهاجم منه إلى جناح الخطوط مع تواجد أجايي في مركز رأس الحربة للسيطرة على عمق الملعب وسحب قلبي دفاع صنداونز إلى منطقة الوسط، ومن ثم إيجاد ثغرات لأطراف الاهلي الهجومية.
فايلر لجأ إلى الشكل التقليدي 4-2-3-1.. ربما لا توجد أفكار أخرى في ظل (تواضع مستوى بعض اللاعبين) وعدم وجود زاد بشري يغنيه عن فكرة الالتزام التكتيكي مقابل التفوق الفني والمهاري الواضح للاعبي الأهلي على صنداونز، لذلك لجأ المدير الفني السويسري إلى مبدأ الأمان وإن شئنا الدقة الخوف الطبيعي.
احيانا ما يكون الخوف الطبيعي شيئا مهما لأنه عادة ما يحمي صاحبه من الأخطاء ولكن زيادة ذلك الخوف يجعله يخطئ في معركة أخرى (إهدار الوقت).
الأهلي لعب بشكل عادي في الشوط الأول.. حسين الشحات كان جناحا للخطوط مع عدم وجود عرضيات سليمة في الجبهة اليمني من فتحي بسبب التزامه الدفاعي في كثير من الأحيان.
أفشة ظل يحاول إيجاد دور له في الملعب، السولية وديانج في منطقة الثلث الأوسط للحماية، وبالتالي ظهر هجوم الأهلي وحيدا بوجود مروان، في ظل تواجد أجايي على الجانب الأيسر لمساندة معلول للخروج بالكرة.. ثم لا شيء.
هناك فارق بين الحذر وعدم تركيز اللاعبين في بعض المواقف، وقد ظهر جليا، فالشحات في أدنى مستوياته منذ الانضمام للأهلي، من قبل كان حسين يحاول ولكن يصادفه سوء حظ ولكن الآن الجناح الأيمن الأغلى في تاريخ الكرة المصرية يبدو عاجزا عن حتى شرف المحاولة.
لا أتحدث عن المحاولات الهجومية أو الدفاعية ولكن أتحدث عن إيجابية التواجد في أي موقف دفاعي أو هجومي، التركيز في محاولة مضايقة المدافع اثناء تسلم الكرة، الحرص على إكمال الهجوم بشكل إيجابي، ربما كرة أو اثنين، ولكن يبدو هذا مقبولا إن كان مركز حسين الشحات في الجزء الدفاعي الأيمن ولكن أن يكون اللاعب مركز (عوار) في خطة الفريق، فهذا غير مقبول على الإطلاق.
يكفي أن تقارن فقط بينه وبين أجايي الذي صنع الحدث في المباراة، صحيح أن معلول هو من سجل ولكن أجايي حرفيا هو من قاد الفريق هجوميا بسهولة تبادل الكرة مع معلول ليضعها له في موقف مثالي للتسجيل والأخرى بتبادل الكرة مع بادجي، ثم الحصول على ركلة جزاء.
ولأن فايلر يدرك جيدا أن ما قدمه الشحات لا يتلاءم مع أهمية المباراة، قرر الدفع مباشرة بوليد سليمان، ولكن قبل ذلك دخول أجايي في مركز المهاجم كان سبيلا لمعلول لشن هجمات الفريق من الجهة اليسرى وبعد التسجيل باتت الأمور أسهل.
لماذا باتت الأمور أسهل؟
لأن فايلر قرر سحب حسين الشحات بعد هدف معلول الأول وإقحام وليد سليمان في معركة ذهنية لإجهاض أية أفكار هجومية لموسيماني بعد التقدم بهدف.
المدير الفني للأهلي كان واعيا جدا لأحداث المباراة، وعندما وجد صنداونز لا يهاجم بجدية، أقحم بادجي بدلا من مروان بعد 5 دقائق فقط من تبديله الأول.
النتيجة الطبيعية مع كسر مخاوف الأهلي من عدم التسجيل انتهت بالهدف الأول ومع إقحام أوراق هجومية فعالة من خارج الملعب، اخترق الأهلي منطقة جزاء صنداونز من العمق للمرة الأولى وبسهولة.
هل تتذكر أين تسلم بادجي الكرة؟
بادجي تواجد بين قلب الدفاع الايمن والظهير الايمن في مساحة فارغة ومع صعود علي معلول وانطلاق أجايي في تلك المنطقة بشكل عمودي وتحرك بادجي من الطرف إلى العمق حصل علي ركلة جزاء ببساطة.
الهدفان من استغلال ضعف الجبهة اليمني ومن تمركز المهاجم جهة اليمين وكأن الـfalse 7 كلمة السر التكتيكية في المباراة.
خروج سورينو من صفوف صنداونز وإقحام أي اسم يجعل الفريق أشبه بأورلاندو بيراتس أو بيدفيست أو كايزر تشيفز، المميز في سورينيو أنه يجعل الفريق متنوعا بين 4-4-2 وبين 4-2-3-1 لإنه يقوم بدور صانع الالعاب أو المهاجم المتأخر في العمق أو الاطراف ولكن مع خروجه يصبح الشكل أقرب إلي 4-4-1-1 ويجعل الفريق يلعب على الكرات الطويلة خلف خط الدفاع.
لذلك رغم تراجع الأهلي بدنيا في الدقائق الـ10 الأخيرة من المباراة لم يجد صنداونز حريته في تناقل الكرة بحرية بعد خروج سورينو رغم دخول عناصر سريعه مثل باكماني ومورينا ولكن القشة التي قسمت ظهر صنداونز كانت دخول مابوندا فالفريق بات يعتمد أكثر 4-3-3 بمجاورة مابوندا وكيكانا وجالي في خط الوسط للثلاثي الهجومي مابوي ومورينيا وباكماني، باختصار مخاوف موسيماني هي من تغلبت عليه في نهاية المباراة.
أخيرا.. فوز الأهلي لا يعني أي شيء إذا لم يقم فايلر وجهازه بدراسة ما يحدث في بريتوريا جيدا، وهناك تفاصيل دقيقة ستحكم اللقاء ولكن المهم أن الأهلي سيلعب دون شبح الخسارة بنتيجة ثقيلة، فما مضى انتهي برد الأهلي بفوزين متتالين علي صنداونز.
قد يهمك أيضًا
أول تعليق من تركي آل الشيخ بعد فوز الأهلي على صن داونز
الأهلى المصري يضع قدمًا فى نصف نهائى دوري أبطال أفريقيا بالفوز على صن داونز