تعدّ سوق الانتقالات عبارة عن حلقات متداخلة تمتد من شرق الأرض إلى غربها، إذ ما يحدث في جنوب أفريقيا قد يؤثّر على قرار هناك في كندا، لكننا ننتظر أن يحدث شيء في إنجلترا يؤثر على قرارات في بلجيكا.

السّمعة الطيبة التي صنعها محمد صلاح للاعبين المصريين في البريميرليغ لها العامل الأكبر في بحث الأندية الإنجليزية عن مواهب مصرية بأسعار زهيدة، لعلها تجد صلاح الجديد بشكل شبه مجاني، لكن لا تكفي السمعة وحدها لكي يُقدِم أحد أندية البريميرليغ على التعاقد مع لاعب مصري، يجب أن تكون لديه مسيرة دولية مميزة وكذلك مع النادي الذي يلعب له سواء كان محليا في بلاد النيل أو أوروبيا.

وليس صلاح وحده هو اللاعب الذي قام ببناء سمعة طيبة في إنجلترا خلال الوقت الراهن، شاركه في ذلك أحمد حجازي الذي يمثل ركيزة أساسية في دفاع ويست بروميتش في أقوى دوريات العالم هذا الموسم، وكذلك أحمد المحمدي بمسيرته المميزة مع أندية هال سيتي وأستون فيلا وسندرلاند.

وأسهم محمد النني لاعب أرسنال، أيضا بوجوده في أحد الأندية الستة الكبار في البريميرليغ في مهمة تسويق اسم اللاعب المصري، حتى وإن كان لا يشارك بصفة أساسية، وهو ما ينطبق على رمضان صبحي لاعب ستوك سيتي، الذي سجل هدفين فقط في الموسم الحالي بقميص فريقه مع مشاركات متقطعة ما بين بديل أو أساسي.

وفي ظل هذا الظهور الجيد لاسم اللاعب المصري في إنجلترا، بدأت أندية البريميرليغ تبحث عن مواهب أخرى، ليجذبها الضوء المصري المُشع في تركيا الذي يمثل دليلا على تألق لاعب إندرلخت المعار إلى صفوف قاسم باشا، اللاعب محمود تريزيجيه.

لاعب الأهلي السابق نجح في تسجيل 10 أهداف مع فريقه الذي يتوسط جدول ترتيب الدوري التركي، بواقع سباعية في الدوري، وثلاثية في الكأس، وهو ما جعله هدفا واضح المعالم لأندية وسط الدوري الإنجليزي الممتاز.

أكدت مصادر أن هناك 3 أندية إنجليزية تهتم بضمّ تريزيجيه في الصيف المقبل، أبرزها فريق ليستر سيتي الذي يُعد أكثرهم جدية، بالإضافة إلى واتفورد وويست هام.

ورفض ليستر سيتي بيع جناحه الجزائري رياض محرز إلى مانشستر سيتي في الشتاء الماضي مقابل 60 مليون إسترليني بسبب عدم وجود بديل لأفضل لاعب في البريميرليغ 2016.

ويبدو أن الثعالب الزرقاء ترغب في إيجاد بديل مصري للنجم الجزائري الذي سيرحل بلا شك في الصيف المقبل سواء إلى مانشستر سيتي تنفيذا لرغبة غوارديولا وأمنية اللاعب في التدرب مع الفيلسوف الكتالوني، أو إلى أي ناد آخر من الذين يتمنون ضم الثعلب الجزائري، وما أكثرهم.

وإذا قام غوارديولا بدفع إدارة ناديه للدخول في مفاوضات أخرى قبل بداية الصيف المقبل لضم محرز مع بداية سوق الانتقالات الصيفية، فإن إدارة ليستر ستتحرك بشيء من الذعر نحو الهدف المصري المحتمل "تريزيجيه" من أجل الفوز بخدماته قبل أن يتدخل واتفورد أو ويست هام أو أي ناد إنجليزي آخر في الصفقة.

تريزيجيه يلعب كجناح أيمن أو أيسر، كما أنه يتميز بالسرعة، ونجح مؤخرا في تطوير إنهاء الهجمات والتسديدات لديه، ليصبح لاعبا مثاليا للدوري الإنجليزي الممتاز، إذا نجح في تطوير قوته البدنية أكثر قليلا.

وسيكون أداء صلاح المُذهل هذا الموسم مع ليفربول، وتحرك غوارديولا نحو رياض محرز، بمثابة تمهيد الطريق للاعب إندرلخت من أجل الوصول بأقصى سرعة إلى مدينة ليستر لارتداء القميص الأزرق وخوض معارك البريميرليغ بداية من الموسم المقبل.​