القاهرة - محمد عبد الحميد
تنطلق خيول في الحلبة معلنة بدء سباق جديد في مضمار الملك عبدالعزيز في العاصمة السعودية الرياض، الذي يأمل القائمون عليه أن يجذب أكبر عدد من الشغوفين بالخيول في بلد لا يقلّل حظر المراهنات فيه من الإقبال الواسع على هذه السباقات.
وتجري هذه السباقات في مضمار الملك عبدالعزيز على أطراف مدينة الرياض، وهو محاط بأشجار النخيل والشجيرات الخضراء، بما يجعله قطعة خضراء في مدينة تخترقها الطرقات السريعة وترتفع فيها الأبراج العالمية في قلب الصحراء.
ويقول مدير المضمار روبرت تورمان: "كنا نأمل أن نستقبل عددا أكبر من الزوار لأنها أمسية استثنائية"، لكن موقع المضمار في الصحراء يبدو أنه يثني البعض عن ذلك.
ويأمل السعوديون أن يبلغوا المعايير العالمية، وهم يخطون خطوات جيدة في هذا الاتجاه، كما يقول تورمان الذي عمل لوقت طويل في مجال سباقات الخيول في الولايات المتحدة الأميركية.
وتعدّ سباقات الخيول واحدة من وسائل الترفيه القليلة في المملكة السعودية، إذ لا توجد قاعات سينما أو مسرح، وحيث يحظر اختلاط الرجال بالنساء في الأماكن العامة، لكن الأمر في سباقات الخيول يختلف، إذ يتشارك النساء والرجال الأماكن نفسها.
والدخول إلى المضمار مجاني للصغار، أما العائلة الواحدة فتدفع عشرة ريالات (2.67 دولارا)، وفي جناح زجاجي مغلق، يجلس مالكو الخيول وضيوف الشرف على أرائك مريحة لمتابعة السباقات.
ومن بين كبار الشخصيات الحاضرين، الأمير متعب بن عبدالله، وهو ابن الملك الراحل عبدالله الذي أسّس نادي الفروسية في الرياض قبل أكثر من نصف قرن.
وحين تولى الملك الراحل الحكم في العام 2005، أمر بإنشاء المضمار لتلبية الطلبات المتنامية للسباقات، حسب الموقع الإلكتروني للنادي.
ولطالما احتلت تربية الخيل اهتماما كبيرا في حياة البدو السعوديين، وقد حققت السعودية بفضل ذلك شهرة عالمية في الخيول العربية الأصيلة.
ويعمل فارس البالغ من العمر 28 عاما في مضمار سباق الخيل، وهو يعلن جداول السباقات، ويعلق على مجرياتها ويهنئ أصحاب الخيول الفائزة. ويقول "والدي كان يملك مزرعة للخيول، وقد ورثت الشغف بالخيول منه".
ويقدّم فارس نفسه على أنه أصغر معلق على سباقات الخيول، وهو ينظر إلى الفرسان يقتربون بخيولهم من خط الانطلاق.
وبعد انتهاء كل سباق، يلتقط فارس أنفاسه بانتظار أن ترش الحلبة بالمياه وتحضر للسباق التالي، ويقول تورمان "إنه مضمار من الطراز الأول.. الحلبة ممتازة، لدينا هنا أفضل الرمال في العالم".
وأصحاب الخيول السعودية ومدربيها قد يكونون من الأمراء، ولكن هم قد يكونون أيضا مواطنين عاديين، وكان مقررا أن يشارك حصانه في سباق ألف و200 متر، لكنه أخرج من السباق في اللحظات الأخيرة.
يأتي بعض المدربين من خارج السعودية، من فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا، أما الفرسان فهم أيضا إما سعوديون أو أجانب، يقول تورمان "إنها فرصة لهم ليفوزوا بالسباقات ويكتسبوا الخبرة".
ويعدّ أهم السباقات في الرياض، سباق الملك عبدالعزيز الذي يمتد على 1600 متر، وهو يقام في آخر فبراير/ شباط، ويحصل الفائز به على 600 ألف ريال (160 ألف دولار).