واشنطن - العرب اليوم
أرسلت شركة فيسبوك إشارات جديدة تدل على أنها جادة في مسألة إنشاء رقاقاتها الخاصة بها، حيث انضمت بذلك إلى شركات آبل وألفابت وأمازون في محاولة إنشاء رقاقات مخصصة، ووفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبرج فإن عملاقة التواصل الإجتماعي قامت هذا الشهر بتوظيف شهريار ربيع Shahriar Rabii، ليكون نائبًا لرئيس الشركة ورئيس قسم السليكون ويرأس جهودها في مجال بناء رقاقات معالجة داخلية، وذلك مع إدراك العديد من شركات التكنولوجيا أهمية امتلاك مجموعة التطوير بأكملها من التطوير إلى التصنيع.
وانضم شهريار إلى شركة جوجل في عام 2011، وساعد في قيادة الفريق المسؤول عن بناء الرقاقات المخصصة لأجهزة الشركة، بما في ذلك شريحة Visual Core المخصصة لهاتف بيكسل Pixel الذكي، كما شارك أيضًا في إنشاء رقاقات حماية الخوادم المعروفة باسم “تيتان” Titan، ووفقًا لملف شهريار على منصة لينكدإن LinkedIn فإنه سيعمل تحت إدارة أندرو بوسورث Andrew Bosworth، مدير قسم الواقع الافتراضي والواقع المعزز.
وكانت عملاقة التواصل الإجتماعي قد بدأت بتشكيل فريق لتصميم الرقاقات في وقت سابق من هذا العام، حيث تحاول شركة مينلو بارك في كاليفورنيا تطوير جهودها فيما يتعلق بأشباه الموصلات، والتي يمكن أن تكون مفيدة لمجموعة متنوعة من الجهود المختلفة، بما في ذلك معالجة المعلومات لمراكز البيانات الضخمة وعمل الذكاء الاصطناعي.
وتعمل شركة ماونتن فيو العملاقة الواقع مقرها في كاليفورنيا على تطوير المزيد من الرقاقات لأجهزتها المستقبلية، وتخطط جوجل في وقت لاحق من هذا العام لإطلاق هواتف بيكسل Pixel جديدة مزودة بكاميرات تمت ترقيتها وشاشة ممتدة من الحافة إلى الحافة ضمن النموذج الأكبر الجديد.
وتشكل تحركات فيسبوك وجوجل جزءًا من اتجاه تسعى من خلاله شركات التكنولوجيا إلى تزويد نفسها بأشباه الموصلات وتخفيض اعتمادها على شركات تصنيع الرقاقات مثل إنتل وكوالكوم.
وقد قامت آبل بتوفير معالجاتها الرئيسية المخصصة في أجهزة حواسيب آيباد اللوحية وهواتف آيفون الذكية منذ عام 2010، وأنشأت مجموعة من الشرائح المخصصة للتحكم في البلوتوث والتقاط الصور وإجراء مهام التعلم الآلي، وتأمل آبل بحلول عام 2020 أن تبدأ في شحن أجهزة حواسيب ماكنتوش التي تستخدم معالجاتها الرئيسية الخاصة بدلًا من معالجات شركة إنتل.
وتعمل شركة فيسبوك على العديد من الأجهزة الاستهلاكية المستقبلية من خلال قسم الواقع الافتراضي ومختبر Building 8، وأطلقت الشركة في وقت سابق من هذا العام نظارة الواقع الافتراضي المستقلة Oculus Go، والتي لا تزال تستخدم شريحة مخصصة للهواتف الذكية من كوالكوم.
كما تعمل الشركة أيضًا على تطوير أول مجموعة من أجهزتها الاستهلاكية الحاملة لعلامتها التجارية، والتي تتمثل بسلسلة من مكبرات الصوت الذكية المزودة بشاشات كبيرة تعمل باللمس، والتي يمكن استخدامها أيضًا لإجراء محادثات الفيديو.
ويمكن تحسين الأجيال المستقبلية من هذه الأجهزة بواسطة المعالجات المخصصة، كما قد تحظى فيسبوك بتحكم أفضل في تطوير المنتجات بفضل رقاقتها الخاصة، إلى جانب إمكانية ربط برمجياتها وأجهزتها بشكل أفضل، وقد تعمل الرقاقات المخصصة على تحسين جهود الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتعمل فيسبوك على تطوير استخدام الذكاء الاصطناعي لفهم طبيعة المحتوى الذي ينشره الأشخاص على منصات التواصل الاجتماعي بشكل أفضل والتخلص من خطابات الكراهية والحسابات المزيفة ومقاطع الفيديو العنيفة، وتعتمد الكثير من هذه العمليات على خوادم تتضمن وحدات معالجة رسوميات معدلة من إنفيديا، ويبدو أن المعالجات الخاصة بالشركة والمصممة خصيصًا لمثل هذه المهام قد تخدم الشركة بشكل أفضل.