أنقرة -السعودية اليوم
ذكرت وكالة "فرانس برس" نقلا عن خبراء، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتطلع إلى إصلاح العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي يستعد فيه لمواجهة ما يمكن أن يكون إدارة أمريكية معادية في عهد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن.وفي منعطف غير متوقع، أعرب الرئيس التركي في مناسبات عديدة عن رغبته في فتح "صفحة جديدة" مع الكتلة، على حد قولها، في محاولة لإعادة إشعال مسعى بلاده للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والذي توقف منذ فترة طويلة.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، سجل أردوغان أنه يرى تركيا كجزء من أوروبا ودعا إلى "الثقة المتبادلة" مع الكتلة في تحول حاد في الخطاب يتزامن مع انتخاب جو بايدن ليكون رئيس الولايات المتحدة القادم.في غضون ذلك، أدت السياسة الخارجية العدوانية لأنقرة إلى عزل البلاد. وشنت تركيا خلال العام الماضي هجمات كبيرة ضد الجماعات المسلحة الكردية في سوريا والعراق، وقدمت المعدات والمقاتلين والدراية الفنية لمواجهة عسكرية مع المعارضة المدعومة من الإمارات العربية المتحدة في ليبيا، وواجهت اليونان وقبرص على أراضي في شرق البحر المتوسط.
وبدأ الاتحاد الأوروبي في وضع قائمة بالعقوبات على أنشطة التنقيب التركية في شرق البحر المتوسط بينما فرضت واشنطن الشهر الماضي عقوبات على البلاد بسبب شرائها نظام صواريخ إس -400 الروسي.ونقلت وكالة فرانس برس عن دبلوماسي أوروبي قوله "إن أنقرة لا تستطيع تحمل تصعيد مع كل من الولايات المتحدة وأوروبا، خاصة في ظل هذا الاقتصاد الهش".ووفقًا لإلكه تويجور، المحلل في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، ومعهد الكانو رويال، فإن الرجل القوي في تركيا "يبحث عن أصدقاء في أي مكان وفي كل مكان".
وتعزز هذا البحث بسبب الاقتصاد المتعثر في تركيا، الذي شهد خسارة الليرة لخمس قيمتها مقابل الدولار العام الماضي، ما دفع البنك المركزي إلى حرق معظم احتياطياته في محاولة لدعم العملة.وقالت وكالة فرانس برس إن انتصار بايدن على دونالد ترامب مسؤول جزئيًا أيضًا عن تغير لهجة أردوغان.وأدى فوز بايدن إلى تغيير الأوراق، وتتوقع تركيا أن تكون الإدارة الأمريكية المقبلة أقل ميلا لتخليصها من المأزق، بحسب ما نقلت عن الدبلوماسي الأوروبي.
وأشارت وكالة فرانس برس بشكل خاص إلى تعيين بريت ماكجورك رئيسا لمجلس الأمن القومي، حيث سيشرف على الشرق الأوسط وأفريقيا، كخطوة من المرجح أن تثير قلق أنقرة.وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن ماكجورك، المنتقد الصريح لسياسة تركيا تجاه سوريا، من المقرر أن يلعب دورًا مهمًا في تشكيل علاقات واشنطن مع أردوغان.وقال سينم أدار، الزميل في مركز دراسات تركيا التطبيقية في برلين، لوكالة "فرانس برس"، يمكن تفسير هذه الدعوة الواضحة للتقارب مع الاتحاد الأوروبي على أنها استعداد لبايدن.
وأضاف أدار إنه "لكي ينظر الاتحاد إلى أي إشارة من أنقرة لإصلاح العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، فمن المتوقع أن تغير أنقرة موقفها'' بشأن سيادة القانون وحقوق الإنسان وكذلك السياسة الخارجية المواجهة لتركيا''.
قد يهمك ايضا :
إميلي ميرف السيدة تؤيّد إصرار ترامب وتٌعقّد وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض