برازيليا ـ أ.ش.أ
يبدو إيفان زامورانو هادئاً هذه الأيام. فكل حركاته وأحاديثه تنم عن رجل يستمتع بما تشاهده عيناه في كأس العالم البرازيل 2014 ، سواء في دوره كمحلل لإحدى المحطات التلفزيونية الكبرى أو من موقعه كأحد أشهر مشجعي المنتخب التشيلي، الذي دافع عن قميصه لمدة 14 عاماً علماً أنه من أبرز أساطير كرة القدم في بلاده.
اكد زامورانو فى حديث خاص لموقع الاتحاد الدولى لكرة القدم /فيفا.كوم/ أن الجيل الحالي حطم جميع الحواجز. كانت تشيلي تزخر دائماً بلاعبين جيدين، ولكن من الصعب العثور على جيل كامل. هؤلاء الشباب خلقوا مفاهيم جديدة. عندما تسمعهم يتحدثون، فإنهم يريدون جميعاً أن يكونوا أبطالاً للعالم. في عام 1998 كان هناك اثنان أو ثلاثة يلعبون في الخارج، أما اليوم فهذا ينطبق على 95٪ من اللاعبين. هذا الفريق يتمتع بمكانة أكبر ويتحلى بنضج وخبرة أكثر مما يتيح له إمكانية التعامل مع مختلف التحديات الدولية.
ومع ذلك اعترف بأن فريق نيلسون أكوستا، الذي كان يقوده مع سالاس، كان أقوى في الهجوم...
وقال"نعم، حسناً (ربما، أنا وسالاس وُلدنا في نفس الحقبة وكان همنا الوحيد آنذاك هو تسجيل أكبر عدد من الأهداف لمنتخب تشيلي. اليوم لدينا مهاجمين رائعين، ولكن ما زال يتعين علينا تسجيل عدد أكبر من الأهداف قليلاً. التكتيكات المستخدمة تؤثر بشكل كبير: فنحن لا نلعب الآن برأس حربة كلاسيكي. كما باتت تُعتمَد مفاهيم فنية وتكتيكية مغايرة جعلت هذا المنتخب أفضل بكثير من ذي قبل. صحيح أنه لا يسجل الكثير من الأهداف، لكنه يخلق الكثير من الفرص ويتحلى بكثير من الحكمة والذكاء والإبداع.
واضاف "كنت محظوظاً بالمشاركة في كأس العالم، بكل معنى الكلمة: ففي عام 1994 ذهبت إلى الولايات المتحدة كمشجع لأني أردت متابعة (دييجو) مارادونا. وفي 1998 كنت كابتن فريقي، وفي عام 2010، كما هو الحال الآن، عملت في التغطية التلفزيونية. من بين جميع النهائيات التي شاهدتها، أعتقد أن هذه هي الأفضل. نحن في بلد حيث يتنفس الناس كرة القدم وكرة القدم تقوم مقام الديانة هنا. من البديهي أن نرى كرة قدم هجومية وعروضاً مذهلة تتخللها الكثير من الأهداف والفرجة. لدي انطباع جيد للغاية عن هذه المرحلة الأولى، التي تميزت بتحرر المدربين. فقد أصبحوا منفتحين أكثر على اللعب، ويسعون أكثر لخلق الخطر من وجهة النظر التكتيكية. أنا سعيد بمشاهدة مباريات كأس العالم هذه.
وعن تفسيره لخروج اسبانيا حاملة القب اوضح أنه في كرة القدم تحدث مثل هذه الأشياء من حين لآخر. ففي يوم تكون أنت الملك، وفي يوم آخر قد تعود إلى ديارك مهزوماً. لا يمكن لأي فريق أن يفوز الآن فقط لمجرد أنه يحمل هذا القميص أو ذاك الإسم أو فقط بفضل ما يزخر به من تاريخ أو لمجرد أنه تفضل بالنزول من الحافلة. لم تكن أسبانيا في مستوى الحدث، كما واجهت منافسين عقدوا مهمتها منذ البداية. تكتيكياً، قدمت هولندا مباراة مثالية، شأنها شأن تشيلي التي ظهرت بمستوى باهر عاطفياً وتكتيكياً وكروياً وبدنياً. من دون التخطيط، ومن دون هيكلة، وفي غياب الحافز وانعدام التحضير البدني، لا يمكن لأي فريق أن يذهب بعيداً في مشواره.
وأخيرا ردا على سؤال عن اللاعبين والفرق التى ابهرته حتى الآن اجاب قائلا "لقد شاهدت بعض الفرق الكبيرة تقدم مباريات هائلة: فرنسا ضد سويسرا وهولندا وتشيلي ضد إسبانيا، ولكني لم أنبهر بأداء أي فريق على حساب البقية. تأهلت أفضل المنتخبات إلى ثمن النهائي، ومن المؤكد أننا سنرى أخيراً تألق الفرق الأكثر استعداداً. وبخصوص اللاعبين، فإن نيمار وميسي وروبن وشاكيري هم الذين شدوا انتباهي حتى الآن. إنهم يحملون ثقل فرقهم على أكتافهم. من الرائع رؤيتهم يلعبون أو اللعب إلى جانبهم في نفس الفريق، لأنهم قادرون على حسم المباريات لوحدهم. في تشيلي أليكسيس سانشيز هو النجم الأبرز. فالإنتصارات الكبيرة تتحقق دائماً عندما يكون في أفضل حالاته".