القاهرة ـ أ.ش.أ
ظل أيمن محمد، الشاب المصري الطامح لمشاهدة مباريات كأس العالم، المقامة حاليا في البرازيل، يتواصل مع أكثر عامل فني لينقل إليه تردد القنوات الإسرائيلية المفتوحة إلي تلفازه، لكن كان ردهم عليه لأيام إنهم مشغولون بإجراء نفس المهمة لآخرين.
هكذا تحدث الشاب المصري أيمن محمد، عن الصعوبات التي وجدها قبل أن يستطيع الوصول إلي عامل فني يدعي "صالح" منذ أيام قليلة لإجراءات تعديلات علي طابقه الهوائي المتصل بالتلفاز، لالتقاط إشارة القنوات الإسرائيلية المفتوحة، لمتابعات مباريات كأس العالم دون تشفير أو اشتراط وجود اتصالات علي شبكة الإنترنت للمتابعة.
الاشتراكات المرتفعة
ومع ارتفاع سعر الاشتراك في الشبكات التي تبث قنواتها مباريات البطولة التي ينتظرها عشاق كرة القدم من المصريين كل 4 أعوام، يلجا المصريون الذين يعيشون أوضاعا اقتصادية صعبة، خاصة في الأحياء الشعبية والفقيرة، إلى حيل تمكنهم من متابعة المباريات.
ويضيف أيمن، "التعليق بالعبري أثناء المباريات ولا توجد تغطية رياضية لها ولكن قبل وبعد المباريات توجد مسلسلات وأفلام عربية علي القناة الإسرائيلية التي أتابع المباريات من خلالها مجانا ولكن علي أية حال تجعلنا نتابع الحدث الرياضي الأهم كل أربع سنوات ".
وعن انطباعه حول مشاهدة مباريات كأس العالم على قناة إسرائيلية قال أيمن، المبرر الوحيد لمتابعة قنوات إسرائيلية رغم العداء الشعبي العربي والمصري علي الأخص هو "الظروف" التي دفعته لذلك في ظل تشفير القنوات وليس غير ذلك.
المصريون يتابعون كأس العالم على المقاهي لإرتفاع الإشتراكات.. صورة أرشيفية
دول عربية جوار لإسرائيل
هذه المتابعة على القمر الصناعي الإسرائيلي "عاموس" ليست مقتصرة علي مصر، لكن امتدت إلي دول جوار لإسرائيل، فيما ذكر التلفزيون الإسرائيلي في تقرير سابق له، أن عدد المشاهدين العرب الذين يشاهدون القنوات الإسرائيلية التي تبث مباريات كأس العالم قد تجاوز عشرة ملايين مشاهد.
وهو أعلى عدد من المشاهدات لقناة إسرائيلية طوال تاريخها إذ يبلغ عدد سكان إسرائيل قرابة 8 مليون نسمة فقط.
وذكر التقرير أن سبب الإقبال من جانب المشاهدين العرب خاصة من الدول المجاورة لإسرائيل التي تستطيع استقبال القنوات الإسرائيلية، وهى دول مصر وسوريا والأردن ولبنان بالإضافة إلى الأراضي الفلسطينية، يرجع لأسباب مادية، نظراً لاحتكار قنوات الجزيرة القطرية بث المباريات ونقلها على جهاز ديكودر جديد تتخطى تكلفته 300 دولار، وهو ما يفوق قدرات الأسر الفقيرة.
إسرائيل ترحب بالعرب
الإقبال علي كأس العالم باللغة العبرية، جعل أوفير جندلمان، المتحدث بلسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعلق على صفحته "توتير" قائلا :"أسمع أن الكثير من معجبي كرة القدم في دول الجوار يشاهدون مباريات المونديال بالبث المباشر على القنوات الإسرائيلية أهلا وسهلا بكم".
كانت هناك ردود فعل حول متابعة كأس العالم عبر قنوات إسرائيلية رافضة للفكرة، حيث قال الكاتب الفلسطيني جواد عوض الله إن "هذا الغزو عبر الشاشة الرياضية الإسرائيلية، وصل إلى كافة الدول العربية الأسيوية والأفريقية، كما تابعت عبر المواقع والمنتديات، حيث أصبح متداول لدى الشباب عامة أن قناة إسرائيلية تنقل كاس العالم بدون مقابل".
واستدرك متسائلا: " تساؤلي الأخير هل إسرائيل فوق القانون الرياضي أيضا، كما هو الحال في المجال السياسي وغيره، بحيث لا تندرج عليها شروط النقل والبث الفضائي التلفزيوني، كما لا تندرج عليها القوانين الدولية".
متابعة كأس العالم من خلال قنوات إسرائلية غير مشفرة.. صورة أرشيفية
سيطرة إسرائيل على الشباب
في المقابل، يري سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن "إسرائيل تحاول عبر هذه الطريقة بأن تنقل رسالة للشباب والأجيال القادمة الأكثر متابعة لمباريات لكأس العالم أننا مختلفون عما قبل ونريد مزيد من العلاقات الجيدة".
وأضاف صادق "العرب لن يتأثروا كثيرا بهذه الطريقة، لأنهم لجأوا فقط لمتابعة تلك القنوات لحاجتهم لذلك، وهذا الأمر غير مرتبط بكونه له علاقة بإسرائيل أم لا، وبالتالي لو وجدوها في قنوات أخري وأسهل من القنوات الإسرائيلية سيذهبون إليها".
وحول إمكانية النظرة والصورة الذهنية لدى الشعوب العربية، خاصة دول الجوار، عن إسرائيل، قال صادق "الشعوب العربية تركز في مشاكلها في المنطقة ولن تتأثر، ففي مصر هناك حديث عن تحديات اقتصادية وفي فلسطين حديث متصاعد بعد خطف الإسرائيليين الثلاثة والعراق وسوريا ولبنان لديهم أزمات ستشغلهم بعد انتهاء كأس العالم".