كوستاريكا

عندما يخوض المنتخب الكوستاريكي مباراته غداً الأحد أمام نظيره اليوناني ، سيكون هدف المنتخب الكوستاريكي هو التأكيد مجدداً على قوته وإمكانيته العالية التي سمحت له بالعبور من مجموعته الصعبة في الدور الأول إلى الدور الثاني ببطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وتصدر المنتخب الكوستاريكي مجموعته الرابعة في الدور الأول بانتصارين متتاليين على منتخبي أوروغواي وإيطاليا ثم بالتعادل مع نظيره الإنكليزي ليتأهل إلى الدور الثاني الذي يلتقي فيه المنتخب اليوناني غداً الأحد في ريسيفي.
وتمثل مباراة الغد اختباراً أقل نسبياً من الاختبارات الثلاثة التي واجهها الفريق في الدور الأول للمونديال ولكن المنتخب الكوستاريكي بالذات يدرك أنه لا مجال للاستهانة بالمنافس بعدما استفاد من هذا وعبر لهذا الدور على حساب ثلاثة منتخبات عريقة يبدو أنها استهانت بإمكانياته.
وأثبت المتخب الكوستاريكي خلال مبارياته الثلاث في الدور الأول خطأ النظريات القديمة لتطوير كرة القدم والقائمة على الاستثمار بشكل كبير في المنشآت وتوفير الإمكانيات الهائلة لرعاية المواهب.
وجاءت المفاجأة من أحدث أصغر المنتخبات وأقلها في الإمكانيات المادية بالبطولة وهو المنتخب الكوستاريكي الذي عبر لدور الستة عشر متصدراً لمجموعته ورافقه منتخب أوروغواي بصعوبة بالغة بينما ودع المنتخبان الإيطالي والإنكليزي بعدما كانا أبرز المرشحين للعبور من هذه المجموعة.
وأطاحت مجموعة الموت بالفريقين الأغنى لصالح المنتخبين الأقل ثراء أو لنقل الأفقر.
وكانت مباراة المنتخب الكوستاريكي الثالثة في مجموعته أمام المنتخب الإنكليزي يوم الثلاثاء الماضي في بيلو هوريزونتي نموذجا للمتناقضات المثيرة للجدل في عالم كرة القدم حيث يبلغ راتب المدرب روي هودجسون المدر الفني للمنتخب الإنكليزي 5.87 مليون دولار سنويا طبقا لتقديرات موقع "سبورتنج إنتليجانس" على الانترنت.
ومن بين مدربي المنتخبات ال32 التي شاركت في الموندال الحالي ، لم يكن هناك من يتقاضى راتبا أعلى من هودجسون سوى الإيطالي فابيو كابيللو المدير الفني للمنتخب الروسي والذي يتقاضى 11.2 مليون دولار.
وفي المقابل ، يبلغ الراتب السنوي للمدرب خورخي لويس بينتو المدير الفني للمنتخب الكوستاريكي 440 ألف دولار فقط ليحتل المركز السادس والعشرين في قائمة رواتب مدربي المنتخبات المشاركة في المونديال البرازيلي.
وسبق لكابيللو أن حصل على 32.6 مليون دولار خلال السنوات الأربع التي قضاها مع المنتخب الإنكليزي من 2008 إلى 2012 .
ويتسع الفارق بشكل هائل بين ما تنفقه العديد من الدول الأوروبية على كرة القدم وما تنفقه كوستاريكا خاصة فيما يتعلق بمنشآت كرة القدم.
وعلى سبيل المثال ، أنفق الاتحاد الإنكليزي للعبة 765 مليون دولار على الكرة الإنكليزية في غضون خمس سنوات مقابل 4ر3 مليون دولار استثمرتها كوستاريكا في مجال اللعبة على مدار نفس الفترة.
وعلى مدار أكثر من عشر سنوات ، أنشأ الاتحاد الإنكليزي مركز "سان جورج بارك" المتميز ليكون مقرا لمعسكرات وتدريبات المنتخب الإنكليزي حيث تبلغ مساحته عدة هيكتارات ويضم 12 ملعبا لكرة القدم كما تتواجد به أحدث الوسائل التقنية.
وتكلف إنشاء هذا المركز الضخم 204 ملايين دولار أملا في تخريج أجيال جديدة من اللاعبين والمدربين.
كما يخوض المنتخب الإنكليزي مبارياته على أرضه باستاد "ويمبلي" العريق الذي بلغت تكلفته 28ر1 مليار دولار.
وعلى النقيض تماما ، تأهل المنتخب الكوستاريكي إلى النهائيات بعدما استخدم الاستاد الوطني في بلاده مقرا لمبارياته بالتصفيات علما بأن هذا الاستاد أنشئ في 2011 بتكلفة بلغت 100 مليون دولار فقط حيث تبلغ سعته ثلث سعة استاد "ويمبلي".
وبينما يسعى الإنكليز حاليا لإعادة ترتيب الأوراق وضخ استثمارات جديدة في مجال كرة القدم لإعادة بناء المنتخب الإنكليزي استعدادا للارتباطات المقبلة ومنها التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) بفرنسا ،يستعد المنتخب الكوستاريكي صاحب الإمكانات المالية المتواضعة لتحقيق إنجاز لبلاده وبلوغ دور الثمانية بالمونديال البرازيل من خلال مباراته غدا أمام اليونان.
وقال كيلور نافاس حارس مرمى ليفانتي الأسباني والمنتخب الكوستاريكي: "عندما وصلنا إلى البرازيل ، لم يكن معظم الناس يعرفوننا" .
ولكن المنتخب الكوستاريكي حصل على سبع من تسع نقاط متاحة أمامه في المجموعة. ورغم هذا ، سيكون الفريق بحاجة إلى الفوز غداً إذا أراد تأكيد خطأ النظريات التي تؤكد أن النجاح في عالم كرة القدم أصبح بمقدار الاستثمارات التي تنفق.
والمثير للجدل أن كل نادٍ بالدوري الإنكليزي يحصل على نحو 60 مليون جنيه استرليني من حقوق البث لكل موسم ولكن البعض يرى أن الأندية تنفق معظم هذه المبالغ لشراء لاعبين من خارج إنكلترا بهدف تدعيم الصفوف وأن هذا يضعف المنتخب الإنكليزي بمرور الوقت.