المنتخب الجزائري

قليلون فقط من رشحوا منتخبات كوستاريكا واليونان وأميركا والجزائر للعبور إلى الدور الثاني (دور الستة عشر) لبطولة كأس العالم 2014 لكرة القدم المقامة حاليا في البرازيل.
ولكن هذه المنتخبات الأربعة عبرت دور المجموعات وحجزت مكانها في الدور الثاني بالبطولة على حساب منتخبات أخرى كبيرة على عكس معظم التوقعات التي سبقت البطولة.
وأصبح الهدف الجديد الذي تصبو إليه هذه المنتخبات هو مواصلة الحلم وحجز مكان في دور الثمانية.
وكان المنتخب الكوستاريكي هو المفاجأة الكبرى من بين هذه المنتخبات الأربعة حيث وجه لطمة كبيرة للمراهنين وعبر للدور الثاني بعدما تصدر مجموعته على حساب ثلاثة منتخبات سبق لها الفوز بلقب البطولة وهي منتخبات أوروجواي وإيطاليا وإنجلترا.
وتصدر الفريق مجموعته عن جدارة ليتأهل مع منتخب أوروجواي إلى الدور الثاني ويخرج المنتخبان الإيطالي والإنجليزي صفر اليدين.
ونال المنتخب الكوستاريكي المكافأة على صدارته المجموعة بعد انتصاريه على أوروجواي وإيطاليا وتعادله السلبي مع المنتخب الإنجليزي حيث يلتقي في دور الستة عشر مع المنتخب اليوناني مما يعني أن لديه فرصة جيدة للعبور إلى دور الثمانية.
ولا يضم المنتخب الكوستاريكي بين صفوفه أيا من النجوم أصحاب الأسماء اللامعة الكبيرة ولكنه بالحماس والطاقة والجهد الكبير أثبت قدرته على الوقوف على قدم المساواة مع أفضل المنتخبات.
ويختلف المنتخب اليوناني عن نظيره الكوستاريكي بالطبع لأنه ، بالكاد ، يفوز في المباريات من خلال الأداء الجيد والأداء الذي يتسم بالهجوم والمغامرة ولكنه اشتهر منذ عقود بأنه من أكثر الفرق المكافحة.
ومن خلال هذه الروح القتالية لدى لاعبي اليونان ، فجر هذا المنتخب واحدة من كبرى المفاجآت في تاريخ اللعبة عندما توج بلقب كأس الأمم الأوروبية (يورو 2004) بالبرتغال بعدما تغلب في طريقه للقب على كل من المنتخبين الفرنسي حامل اللقب والبرتغالي صاحب الأرض.
وبينما يخوض المنتخب الكوستاريكي فعاليات الأدوار الفاصلة للمرة الأولى منذ مشاركته في دور الستة عشر بمونديال 1990 بإيطاليا ، يخوض المنتخب اليوناني الأدوار الفاصلة للمرة الأولي في التاريخ.
وأعرب لاعب الوسط الكوستاريكي يلتسين تيخادا عن دهشته مثل كثيرين من تأهل المنتخب اليوناني وقال :"كنا نعتقد أكثر أننا سنلتقي منتخب كولومبيا أو كوت ديفوار لكن الفريق الذي كان الأقل من حيث التوقعات هو من تأهل".
وبينما ضمن أحد المستضعفين مكانا في دور الثمانية حيث يتأهل أحد المنتخبين الكوستاريكي واليوناني من خلال المواجهة بينهما ، سيواجه كل من المنتخبين الجزائري والأمريكي اختبارا أكثر صعوبة حيث يواجه كل منهما منافسا أكثر قوة على الأقل من الناحية النظرية.
ويلتقي المنتخب الجزائري نظيره الألماني غدا الاثنين في بورتو أليجري وذلك في مواجهة هي الثانية بين الفريقين في تاريخ بطولات كأس العالم حيث سبق للمنتخب الجزائري أن فجر مفاجأة بالتغلب على نظيره الألماني 2-1 في مونديال 1982 بأسبانيا.
ولكن المنتخب الألماني فاز على نظيره النمساوي 1/صفر في آخر مباريات هذه المجموعة ليتأهل الفريقان سويا على حساب المنتخب الجزائري فيما عرف تاريخيا بأنه مؤامرة من الفريقين على الخضر.
وقال المدرب البوسني وحيد خليلودزيتش المدير الفني للمنتخب الجزائري :"لم ننس هذه الواقعة. الجميع يتحدثون عن الجزائر وألمانيا منذ 1982".
ولكن خليلودزيتش يدرك أيضا مدى صعوبة المواجهة مع المنتخب الألماني أحد المرشحين بقوة لإحراز اللقب في هذه البطولة.
وقال خليلوديتش :"المنتخب الألماني فريق رائع. ولهذا ستكون المباراة صعبة بالفعل. بل يمكنني أيضا القول إن المباراة معقدة تماما".
كما يواجه المنتخب الأمريكي مواجهة صعبة أمام نظيره البلجيكي المفعم بالنجوم والذي أصبح من أفضل المنتخبات الأوروبية في السنوات الأخيرة وصعد للدور الثاني بعدما حقق الفوز في جميع المباريات الثلاث التي خاضها بمجموعته في الدور الأول.
ولكن المنتخب الأمريكي صعد للدور الثاني من مجموعة صعبة أيضا يمكن أن يطلق عليها لقب "مجموعة الموت" حيث رافق نظيره الألماني إلى الدور الثاني على حساب المنتخبين البرتغالي والغاني.
وأكد الألماني يورجن كلينسمان المدير الفني للمنتخب الأمريكي أنه لا يستطيع الصبر على المواجهة المرتقبة مع نظيره البلجيكي والمقررة بعد غد الثلاثاء بمدينة سلفادور.
وقال كلينسمان :"مهما كان من سنواجهه الآن ، نستطيع التغلب عليه.. وكما نعلم ، بنهاية دور المجموعات تبدأ بطولة جديدة".