البرازيل ـ إ ف ي
حملت الجولتان الأولى والثانية من مباريات الدور الأول لكأس العالم 2014 العديد من المفاجآت لتكشف من جديد عن "جنون" كرة القدم ، وكانت نتائج المجموعة الرابعة أكثر ما أعاد التأكيد على أن اللعبة لا تعترف بالتكهنات ولا تعتمد على سجلات التاريخ ، عندما حقق منتخب كوستاريكا ما لم يخطر ببال أحد وأطاح ببطلين سابقين ليحجز بطاقة التأهل الأولى من المجموعة ويخطف الأضواء بين عمالقة كرة القدم.
وضمنت المجموعة استمرار الإثارة في منافساتها حتى الجولة الأخيرة ، فبعد أن حسمت كوستاريكا صعودها بحصد ست نقاط ، تشهد المجموعة ما يعد بمثابة نهائي مبكر بين منتخبي إيطاليا وأوروغواي لحجز بطاقة التأهل الثانية ، بينما تحمل المباراة الأخرى أهدافا مختلفة.
على ملعب "أرينا داس دوناس" بمدينة ناتال ، يلتقي المنتخب الإيطالي نظيره الأوروجوياني بينما يختتم المنتخب الإنكليزي مشواره في البطولة بمواجهة كوستاريكا على ملعب "جوفيرنادور ماجاليس" بمدينة بيلو هوريزونتي .. وقد أعلن كل مدرب عن هدفه وأهم المشكلات التي تواجه فريقه وما يخشاه في الجولة الثالثة ، فباتت أوراق كل منتخب مكشوفة بشكل كبير لمنافسه.
سمعة إيطاليا في 90 دقيقة
فقد رفع تشيزاري برانديللي راية التحدي في وجه أوروغواي مؤكدا أن مباراة اليوم هي الأهم في مسيرته التدريبية ، وبات يحمل على عاتقه المسئولية الأولى في إنقاذ سمعة إيطاليا وتفادي الخروج من الدور الأول بالمونديال للمرة الثانية على التوالي بعد تتويجها باللقب في 2006 .
وبشكل غير مباشر ، اعترف برانديللي بمشاعر القلق التي تنتابه خاصة بعد التألق اللافت للنجم الأوروغوياني لويس سواريز وكذلك إدينسون كافاني ، حيث وصفهما مدرب الأزوري ب"أفضل ثنائي في المونديال".
ويشهد خط الوسط أبرز مشكلات الفريق الإيطالي ، بعدما أصيب النجم دي روسي خلال مواجهة كوستاريكا ، وينتظر أن يكون ماركو فيراتي بديله في مواجهة أوروغواي .. لكن في الوقت نفسه يمكن للأزوري الاستفادة من عودة ماتيا دي تشيليو الذي تعافى من إصابة حرمته من المشاركة أمام كوستاريكا وإنكلترا.
الأمر الآخر الذي ربما يمنح أوروجواي الأفضلية على حساب إيطاليا ، هو الطقس حيث سيجد لاعبو إيطاليا صعوبة أكبر في بذل المجهود في ظل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة ، لكن ما قد يقارب الكفتين هو حقيقة أن الأزوري يحتاج لنقطة واحدة من أجل حسم تأهله بينما لا بديل أمام أوروغواي سوى حصد النقاط الثلاث للحاق بكوستاريكا إلى الدور الثاني.
من جانبه ، وصف أوسكار تاباريز المدير الفني لأوروغواي ، المباراة بأنها "هدية من السماء" ولم يختزل أهميتها في التأهل إلى الدور الثاني فقط وإنما اعتبر الفوز على إيطاليا وحده بمثابة إنجاز يكتب في سجلات بلاده ، بالإضافة إلى أنه سيكون ثأرا لأوروغواي من الطليان حيث التقى الفريقان مرتين سابقتين بالمونديال ، انتهت الأولى بالتعادل في 1970 والثانية بفوز إيطاليا في بطولة 1990 ، كما التقيا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بكأس القارات في العام الماضي والتي انتهت بفوز الطليان بضربات الترجيح.
وربما يكون تاريخ المنتخب الإيطالي ، المتوج بكأس العالم أربع مرات في تاريخه ، أكثر ما يشغل بال الفريق الأوروغوياني ، بالإضافة إلى تفوقه في النواحي التكتيكية وإصراره المتوقع على معالجة الجوانب التي عانى منها في مباراة كوستاريكا.
أوضاع معكوسة وهدف مختلف
المباراة الأخرى بالمجموعة ستجمع بين فريقين تحدد مصيرهما بالفعل ، لكنها لن تخلو من الإثارة حيث باتت تحمل أهدافا أخرى ، فكوستاريكا تلعب من أجل مواصلة انطلاقتها وتفادي مواجهة متصدر المجموعة الثالثة ، بينما تلعب إنجلترا من أجل الكبرياء وأهداف أخرى مستقبلية أكد عليها المدير الفني روي هودجسون.
فبعد أن حصل على الضوء الأخضر للاستمرار في منصبه حتى يورو 2016 ، اعترف هودجسون بأن الفريق خيب أمال مشجعيه ، في اعتذار غير مباشر لخروج إنكلترا من الدور الأول في أسوأ مشاركاتها بالمونديال منذ 1958 ، لكنه أكد على ضرورة العمل من الآن من أجل المستقبل ، من خلال منح الفرصة للشباب لبناء الثقة وإنقاذهم من التأثر بالإخفاق في المونديال ، وقد كان واضحا في تصريحاته بشأن مباراة اليوم وكشف عن خياراته الجديدة من المواهب الشابة التي سيزج بها أمام كوستاريكا.
قبل البطولة ، كان الجميع يتوقعون للمنتخب الكوستاريكي أنه سيكون الحلقة الأضعف في مجموعته وربما اعتمد الفريق الإنكليزي على أن تكون مباراته الثالثة ساحة لاستعراض القوة وتقديم حفل أهداف ، لكن الأوضاع انعكست وبات الفريق الكوستاريكي هو الطرف المرشح لدى الكثيرين للفوز بالمباراة واستعراض قوته استعدادا لدور الستة عشر.
ومع ذلك ، تحلى خورخي بينتو المدير الفني لكوستاريكا بالتواضع والعقلانية وأظهر إدراكه لقيمة المنتخب الإنكليزي بغض النظر عن كبوته ، مؤكدا أنه يتوقع مباراة صعبة أمام فريق "لا يمكن أن يودع المونديال بدون انتصار".
وفي قرار يبدو مجبرا عليه لإراحة نجومه وتجديد طاقاتهم بعد مواجهتي أوروجواي (3-1) وإيطاليا (1-صفر) ، أعلن بينتو أنه سيمنح الفرصة لعدد من البدلاء في مباراة اليوم ، علما بأن الفريق يعتمد بشكل أساسي على نجميه جويل كامبل وبراين رويز.