إحدى مباريات المونديال

كافأت الأقدار منتخبي فرنسا ونيجيريا على اجتهادهما في بطولة كأس العالم لكرة القدم 2014 المقامة بالبرازيل، وأعادتهما بعد غياب إلى دور الستة عشر من المونديال، لكن بات على أحدهما الرحيل الآن وإفساح المجال أمام الآخر لاستكمال مشواره.
وتصدر منتخب (البلوز) المجموعة الخامسة بانتصارين عريضين على هندوراس بثلاثية نظيفة، وعلى سويسرا 5-2 ، قبل أن يحقق تعادلا غير مؤثر دون أهداف أمام الإكوادور، ليعود إلى الدور الثاني بعد فضائح النسخة الماضية في جنوب أفريقيا قبل أربعة أعوام.
وقتها ودع الفريق البطولة، وهو وصيف نسختها السابقة عام 2006 في ألمانيا أمام إيطاليا ، من الدور الأول بعد خلافات بين المدرب ريمون دومينيك واللاعبين، وبين اللاعبين وبعضهم البعض، ووصل الأمر إلى رفض مجموعة منهم خوض التدريبات.
لكن بعد فترة إحلال السلام التي تولى فيها المسئولية لوران بلان، المدير الفني الحالي لباريس سان جيرمان وأحد صانعي إنجاز اللقب المونديالي الوحيد للديوك على أرضهم في 1998 مع النجم زين الدين زيدان والحارس فابيان بارتيز وتييري هنري، يواصل ديدييه ديشامب -قائد ذلك الفريق الذهبي- حصد ثمرات الانضباط الذي فرضه على الفريق.
وبعد أن استبعد كل "المثيرين للجدل"، يمضي ديشامب بنجاح في الملاعب البرازيلية، ما زاد من ترشيحات (البلوز) للمنافسة على اللقب، وهو الخيار الذي لم يكن حاضرا بقوة قبل البطولة.
ويعتمد ديشامب في الهجوم على كريم بنزيمه نجم ريال مدريد (ثلاثة أهداف في البطولة)، وحارس توتنهام هوجو لوريس، لكنه يناوب في الوسط والهجوم في ظل وفرة للاعبين أبرزهم يوهان كاباي لاعب باريس سان جيرمان وبول بوجبا نجم يوفنتوس الصاعد وباتريس إيفرا وموسى سيسوكو لاعبي مانشستر يونايتد ونيوكاسل على الترتيب.
لكن كاباي يرفض المغالاة في التفاؤل، لا سيما بعد تأهل صعب "لقد قطعنا شوطا طويلا بالنظر إلى أننا كنا قريبين من ألا نسافر إلى البرازيل، لذا ينبغي علينا ألا نبالغ في تقدير الذات".
على الجانب الآخر عادت نيجيريا إلى الدور الثاني الذي بلغته في مشاركتيها الافتتاحيتين عامي 1994 بالولايات المتحدة و1998 بفرنسا، قبل خسارة في الوقت القاتل على يد إيطاليا أو بالأحرى نجمها روبرتو باجيو وأخرى عريضة غير متوقعة أمام الدنمارك على الترتيب، قبل أن تودع من الدور الأول في 2002 بكوريا واليابان و2010 بجنوب أفريقيا بعد أن غابت تماما في ألمانيا 2006.
استطاعت نيجيريا في البطولة الحالية احتلال وصافة المجموعة السادسة خلف الأرجنتين، بعد تعادل سلبي في مباراة متواضعة المستوى أمام إيران، حيث فازت بعدها بهدف على البوسنة التي ألغي لها هدف صحيح لا يؤثر على حقيقة تفوق (النسور) الأفريقية خلال المباراة، وأخيرا خسرت بشرف 2-3 أمام كتيبة التانجو.
ويعتمد ستيفان كيشي المدير الفني للمنتخب النيجيري، بطل أفريقيا الحالي، على مزيج من المخضرمين والشباب أبرزهم الحارس فينسنت إنياما والظهير جوزيف يوبو وجون أوبي ميكيل وفيكتور موسيس وثنائي الهجوم إيمانويل أمينيكي وأحمد موسى صاحب الثنائية في شباك الأرجنتين.
ولم يلتق الفريقان من قبل إلا في لقاء ودي حسمته نيجيريا بهدف في سانت إيتيان منتصف عام 2009 ، لذا لا يرى لاعبوها مستحيلا تحقيق الفوز على الديوك غدا الاثنين بملعب مانيه جارينشا في برازيليا، والتأهل لملاقاة الفائز من ألمانيا والجزائر.
ويقول لاعب الوسط الشاب مايكل باباتوندي، الوحيد الذي لن يمكن لكيشي الاعتماد عليه للإصابة: "أنا واثق من أنهم سيجعلون الأمة فخورة بهم في بطولة كأس العالم الحالية".